لبنان: حديث عن «تعثر» الجهود السعودية ـ السورية يهدد بعودة الأزمة اللبنانية إلى نقطة الصفر

عسيري لـ«الشرق الأوسط»: لا توجد مبادرة لكي تفشل.. والمملكة لا ترى بديلا عن «الجهد الداخلي»

TT

انخفضت بشكل ملحوظ أجواء التفاؤل التي سادت الساحة اللبنانية في الأيام الماضية مع تسرب معلومات عن «تعثر» في الجهود السعودية - السورية الهادفة لمساعدة اللبنانيين على التوصل إلى قواسم مشتركة في مقاربة الأزمة القائمة في البلاد منذ أشهر وعنوانها ملف المحكمة الدولية وقرارها الظني المنتظر، وكيفية مواجهة تداعيات هذا القرار على الساحة اللبنانية من زاوية حفظ الاستقرار فيه، غير أن هذه المعلومات عن «التعثر» أحيت إمكانية إحياء الحوار الداخلي حول ملفات الأزمة بين فريقي «14 آذار» و«8 آذار».

وبينما نعى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «المبادرة السعودية - السورية» التي قال إنها انتهت إلى «طريق مسدود»، قال وزير الدولة وائل أبو فاعور بعيد اجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لـ«الشرق الأوسط» إن الجهود السعودية - السورية تواجه «تعثرا نأمل أن لا يطول» كاشفا أن رئيس الجمهورية «يقوم بجهود واتصالات لاستكشاف سبل تحريك الحوار الداخلي».

وبعدما أشارت مصادر في كتلة رئيس الحكومة سعد الحريري لـ«الشرق الأوسط» إلى «توقف المساعي» بشكل شبه كامل نتيجة «إصرار الفريق الآخر على عدم القيام بالمطلوب منه وانتظاره قيام الحريري بكل ما عليه أولا قبل مبادرته إلى تنفيذ الشق المتعلق به من الاتفاق»، برز في لبنان تحرك لافت قامت به قوى «8 آذار» بعد كلام عون عن فشل المبادرة، إذ توجه وفد منها ضم الوزير جبران باسيل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، علي حسن خليل والنائب سليمان فرنجية والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل للقاء رئيس الجمهورية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر الوفد أنه جرى طلب عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لبحث «ما هو المطلوب من كل طرف القيام به» مستندين إلى كلام الحريري وفريقه عن «اتفاق منجز». غير أن مصادر وزارية قريبة من الرئيس سليمان قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس لا يفكر حاليا في الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء بالتشاور مع رئيس الحكومة، مشيرة إلى أنه يفضل «توفير الظروف الملائمة لجلسة ناجحة ومثمرة».

واستغرب السفير السعودي في بيروت على عواض عسيري الكلام عن فشل «المبادرة»، معتبرا أنه «لا توجد مبادرة لكي تفشل». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المملكة العربية السعودية لم تطرح أي مبادرة، لكنها تبذل جهودا لتقريب وجهات النظر بين القيادات اللبنانية. مشددا على أن هذه الجهود تهدف إلى تشجيع الحلول اللبنانية - اللبنانية». مضيفا: «أرد على الكلام المتواصل عن الـ(س. س/ السعودية وسورية) بالتأكيد على الـ(ل. ل) ألف مرة (أي الجهود اللبنانية - اللبنانية) لأننا نؤمن أن الحلول اللبنانية هي وحدها القابلة للحياة». وقال: «المملكة تبارك أي خطوات إيجابية تضمن وحدة واستقرار لبنان، ولعل المفيد في التطورات الأخيرة هو إعادة التأكيد على أهمية الجهد اللبناني الداخلي والحوار خلف الأبواب المغلقة للوصول إلى أفضل النتائج»، مشددا على «ضرورة حل الخلافات من خلال الحوار في داخل المؤسسات الدستورية، ونحن لا نرى بديلا عن أن يتقابل اللبنانيون ويجدوا الحلول لمشكلاتهم».

واتهم رئيس كتلة حزب الله البرلمانية النائب محمد رعد الولايات المتحدة بالتدخل بقوة على «خط تعطيل الجهود التي تبذل من أجل الانتقال بلبنان إلى شاطئ التفاهم الداخلي»، مشيرا إلى أن الحريري تحدث قبل زيارته إلى نيويورك عن اتفاق منجز «وسنرى إذا كان هذا الموقف سيبقى على حاله أم أنه سيتبدل بعد عودته». وردا على سؤال عن نعي رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون للتسوية، قال رعد: «إن المؤشرات تدل على دخول قوى أميركية على خط التعطيل».