بايدن: أميركا لن تنسحب من أفغانستان عام 2014.. إذا لم يرغب الأفغان في ذلك

الهدف الرئيسي للزيارة تقييم التقدم في نقل مهام الأمن إلى الحكومة الأفغانية

TT

قال جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، أمس إن الولايات المتحدة على استعداد للبقاء في أفغانستان بعد 2014، موعد نقل مسؤولية الأمن للقوات الأفغانية, إذا طلبت سلطات كابل ذلك. وأكد بايدن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في القصر الرئاسي بكابل: «لن نرحل إذا لم تكونوا ترغبون في رحيلنا». وكان بايدن قد وصل إلى أفغانستان أول من أمس في زيارة غير معلنة. وتنشر الولايات المتحدة قوات تشكل ثلثي القوات الدولية المنتشرة في أفغانستان البالغ عددها 140 ألف جندي. ومن المقرر أن يبدأ الحلف الأطلسي هذا العام سحب قواته وعملية نقل تدريجي لمسؤولية الأمن للقوات الأفغانية تنتهي في نهاية 2014. ومن المقرر أن يبحث بايدن جهود الولايات المتحدة لبدء انسحاب تدريجي لقواتها من أفغانستان في يوليو (تموز)، وهو موعد أثار انتقادات من جمهوريين في الكونغرس الأميركي يخشون التخلي عن حليف رئيسي. ولم يعلن عن زيارة بايدن مسبقا لدواع أمنية. وقال مسؤول بالبيت الأبيض الهدف الرئيسي للزيارة هو تقييم التقدم في نقل مهام الأمن إلى الأفغان ابتداء من عام 2011 وإظهار التزامنا بشراكة طويلة الأمد مع أفغانستان.

ويريد كرزاي ومساندوه الغربيون أن تتولى قوات الأمن الأفغانية المسؤولية عن الأمن مع نهاية عام 2014. وبعد وصول بايدن إلى مطار كابل على متن طائرة نائب الرئيس استقل على الفور طائرة هليكوبتر إلى السفارة الأميركية في كابل لإجراء محادثات مع الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، والسفير الأميركي كارل إيكنبري. كما سيلتقي بايدن بأفراد القوات الأميركية في أفغانستان وبالعاملين المدنيين بالجيش، كما سيقوم بجولة في مركز تدريب للجيش الأفغاني. وهذه هي أول زيارة يقوم بها بايدن لأفغانستان في منصبه الحالي. وكانت آخر مرة زار فيها البلاد في يناير (كانون الثاني) عام 2009 قبل أيام من تولي إدارة أوباما السلطة.

وبلغت أعمال العنف في أفغانستان أسوأ مستوياتها وسقط فيها عدد قياسي من القتلى من كل أطراف الصراع وامتد التمرد من معاقل تقليدية في الجنوب والشرق إلى مناطق كانت تنعم بسلام نسبي في الشمال والغرب. وخلصت مراجعة أجراها الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر الماضي إلى أن قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تحقق تقدما في مواجهة حركة طالبان وتنظيم القاعدة، لكنها ما زالت تواجه تحديات جسيمة. وتوصلت المراجعة إلى أن تقدم طالبان أوقف في الكثير من أنحاء أفغانستان، بل وتراجع في بعض المناطق.

وبينت نتائج المراجعة أن الولايات المتحدة ماضية على الطريق الصحيح نحو بدء انسحاب تدريجي لقواتها التي يبلغ عددها 97 ألف فرد، ضمن قوات أجنبية قوامها نحو 150 ألف رجل، ابتداء من يوليو (تموز). لكن سرعة ونطاق تخفيض القوات لم يتضحا بعد. وقال المسؤول بالبيت الأبيض: «لسنا هنا لنحكم أفغانستان ولسنا هنا لبناء الأمة ولسنا هنا لتأمين أفغانستان من أجل الأفغان. هذه مسؤوليات تقع على عاتق الأفغان». وأضاف: «الهدف الوحيد لمهمتنا الآن هو مساعدة الأفغان على بلوغ وضع يستطيعون فيه النهوض بكل مسؤوليات حكم البلد وتأمينه».

وقالت وزارة الدفاع (البنتاغون) الشهر الماضي إن الولايات المتحدة تعكف على إرسال 1400 فرد آخرين من مشاة البحرية بصفة مؤقتة إلى أفغانستان، في محاولة للحفاظ على مكاسب أمنية هشة لكن المستويات الإجمالية لعدد القوات الأميركية، لن تتجاوز الحدود المعلنة سابقا.

واجتمع بايدن وكرزاي على مدى ساعة و45 دقيقة في لقاء ثنائي بعد اجتماع موسع.

وقال كرزاي خلال مؤتمر صحافي: «بحثنا العملية الانتقالية في 2014 وأفضل طريقة للمضي قدما. وأجرينا محادثات جيدة وأنا راض جدا عنها».

ولم يسمح للصحافيين الحاضرين بطرح أسئلة، لأسباب تتعلق ببرنامج نائب الرئيس الأميركي.

ومساء أول من أمس كان عضو في أوساط بايدن قد صرح للصحافيين بأن هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه السياسة الأميركية في أفغانستان «منعطفا حقيقيا». وأضاف «انتقلنا من مرحلة إرسال تعزيزات العام الماضي إلى نقل المسؤوليات إلى الأفغان، اعتبارا من هذه السنة».

وقال في 2014 «سيتولى الأفغان زمام الأمور في كل إقليم وولاية أفغانية»، رافضا «التكهن» حول احتمال إبقاء «وجود لقوات مقاتلة أميركية» بعد هذا التاريخ.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد زار أفغانستان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكنه توقف فقط في قاعدة باغرام، على بعد 50 كلم عن كابل للقاء جنود أميركيين. ولم يجتمع آنذاك بكرزاي، لأنه تم إلغاء زيارته إلى كابل لأسباب تتعلق بالأحوال الجوية، كما أعلن رسميا. يشار إلى أن العلاقات بين الرئيس الأفغاني وواشنطن، تدهورت إلى حد كبير منذ إعادة انتخابه لولاية ثانية في 2009 إثر انتخابات شابتها أعمال تزوير.

وردا على سؤال حول هذه التوترات، أكد مسؤول أميركي كبير أول من أمس الاثنين أن واشنطن وكرزاي «على اتفاق تام».