أوباما يوجه خطابا للأميركيين من أريزونا وسط انقسامات سياسية

الكونغرس عطل أعماله لبحث تداعيات الحادثة

إجراءات أمنية مشددة فرضت إثر محاولة اغتيال عضو الكونغرس غابرييل غيفوردز (أ.ف.ب)
TT

تترقب مدينة تاكسون في ولاية أريزونا زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لها اليوم، حيث تتواصل ردود الفعل إزاء مجزرة يوم السبت الماضي عندما أطلق المتهم جاريد لي لافنر النار على 20 ضحية من بينهم عضو الكونغرس الديمقراطية غابرييل غيفوردز عن ولاية أريزونا، التي ما زالت في العناية المركزة.

وسيحضر أوباما جنازة 6 من الضحايا، بعد أن واصل الاتصالات بعائلات جميع الضحايا بالإضافة إلى كبار المسؤولين في أريزونا خلال اليومين الماضيين. ومن المرتقب أن يلقي أوباما خطابا في جامعة أريزونا حول حادثة إطلاق النار.

وحرص مسؤولون أميركيون، أمس، على عدم الإفصاح عن مضمون خطاب أوباما الذي من المتوقع أن يحمل رسائل حول أهمية التحاور السلمي، وعدم السماح للخلافات السياسية بأن تصبح عنيفة. وكان أوباما قد شارك في دقيقة صمت حدادا على ضحايا أريزونا، أول من أمس، وعبر عن صدمته من الحادثة خلال لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، لكنه ابتعد عن إلقاء اللوم على جهة أو أخرى في التحريض للعنف.

وأشاد أوباما بـ«الشجاعة الكبرى» لهؤلاء الذين أوقفوا المسلح، وبينهم مساعد شاب لغيفوردز، وامرأة ساعدت في نزع سلاحه.

إلا أن إلقاء اللوم تواصل بين بعض الساسة والمعلقين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حيث يعتبر عدد من الديمقراطيين أن تحامل الجمهوريين عليهم وخاصة بسبب قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية يشكل دعوة للعنف ضد الديمقراطيين. واعتبر السيناتور الديمقراطي ريتشارد دوربين أن المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس سارة بالين، التي تعتبر من قياديي حركة «حفل الشاي» اليمينية، تتحمل مسؤولية جزئية عن محاولة اغتيال غيفوردز بسبب دعوتها «لاستهداف» غيفوردز انتخابيا، ومحاولة هزومها في انتخابات الكونغرس النصفية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ومن جهته، اتهم كاتب خطابات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، بيتر وينهر أن الديمقراطيين «يستغلون أشد الاستغلال» الحادثة لتحريك الرأي العام ضد اليمين. وبينما عطل الكونغرس اليوم الأول من عمل دورته الجديدة، التي يتولى الجمهوريون فيها قيادة مجلس النواب، بسبب حادثة أريزونا، تصاعدت التساؤلات حول إمكانية جعل هذه الحادثة فرصة لتقليل الاتهامات بالخيانة المتبادلة بين الطرفين. وعلقت مجموعة من الجلسات في اللجان الجانبية يومي أمس وأول من أمس بسبب الحادثة، بينما طلب من أعضاء الكونغرس توخي الحذر من إمكانية حدوث عمليات مشابهة. ودعا المعلق الأميركي الساخر، جون ستورت، إلى الكف عن إلقاء اللوم بين السياسيين، معتبرا أن «البيئة السياسية باتت مسمومة» في الولايات المتحدة، ليقرر عدم إلقاء التعليقات الساخرة والفكاهية المعتادة ضد الساسة الأميركيين في برنامجه مساء أول من أمس.

وعلى الرغم من مثول لافنر أمام المحكمة أول من أمس، لم تتضح بعد الأسباب وراء إقدامه على ما قام به، لكنه لم يدل بأي شيء يمكن أن يوضح ملابسات الحادث أو دوافعه. وهناك تساؤلات في واشنطن حول ما إذا كان لافنر قد اندفع لاستخدام العنف بسبب التصريحات العدائية لبعض الساسة والمعلقين اليمينيين ضد غيفوردز التي حصلت على تهديدات بالقتل خلال الأشهر الماضية.

ومثل لافنر، الذي يواجه عقوبة الإعدام، أمام المحكمة الفيدرالية في فينيكس عاصمة ولاية أريزونا وسط إجراءات أمنية مشددة. ووافق القاضي على طلب المتهم أن تمثله المحامية جودي كلارك، التي سبق أن دافعت عن شخص يقضي حاليا عقوبة السجن المؤبد بسبب تفجير أوكلاهوما، وأيضا عن زكريا موسوي المتآمر في اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

وحدد موعد لجلسة تمهيدية للمحكمة في 24 يناير (كانون الثاني) الحالي، بينما ظهر مطلق النار في رسم تقريبي وهو يبتسم. وتقول السلطات إن لافنر الشاب الذي يعاني من اضطرابات نفسية، وطرد من الجامعة السنة الماضية، أطلق 31 رصاصة. وكان يستعد لتلقيم مسدسه الأوتوماتيكي مجددا حين قام الحاضرون وبينهم عقيد متقاعد في الرابعة والسبعين بطرحه أرضا والسيطرة عليه.

وتوقع محللون ألا تفلح كلارك باستخدام «الجنون» ذريعة لقيام لافنر بالجريمة، حيث ظهرت أدلة على دقة تخطيطه لمحاولة اغتيال غيفوردز. وعثر المحققون عند تفتيش منزل لافنر على مغلف فيه عبارات مكتوبة بخط اليد مثل «لقد خططت مسبقا» و«غيفوردز».

والأشخاص الذين عرفوه في جامعة بيما الربيع الماضي وصفوه بأن تصرفاته غريبة دفعت بالكثيرين للتساؤل عما إذا كان يتعاطى المخدرات. وقال رفيقه السابق في الجامعة، ليديان علي «كان يهلوس في بعض الأحيان»، مضيفا أنه لم يشعر أبدا بتهديد من جانب لافنر، لكن إحدى الفتيات اضطرت للتخلي عن صف دراسي بسبب حضوره.

وفي هذه الأثناء أعلن السيناتور الديمقراطي، فرانك لوتنبرغ أنه يخطط لطرح مشروع قانون لحظر مماشط الأسلحة الرشاشة مثل تلك التي استخدمها مطلق النار في تاكسون. وأوضح أن «الدافع الوحيد لامتلاك 33 رصاصة في سلاح رشاش يدوي هو قتل الكثير من الناس بسرعة. هذه المماشط يجب ألا تكون مطروحة في الأسواق».