الرباط تعلن تورط عسكريين مغاربة في تسهيل تهريب أسلحة إلى تنظيم القاعدة

الداخلية المغربية: العسكريون المتورطون يبحثون عن المال

TT

أعلنت السلطات المغربية أمس عن تورط عسكريين مغاربة في تسهيل عملية تهريب الأسلحة من طرف أعضاء الشبكة الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، التي أعلن عن تفكيكها الأسبوع الماضي وعثر لديها على مخابئ أسلحة في منطقة أمغالا على بعد 220 كيلومترا من مدينة العيون كبرى مدن الصحراء. وكان المغرب أعلن الأسبوع الماضي عن تفكيك شبكة إرهابية تضم 27 عضوا، لها صلة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وعثرت المصالح الأمنية المغربية لديها على مخابئ للأسلحة في منطقة نائية وسط الصحراء تبعد نحو 35 كيلومترا عن الحزام الأمني، وهي عبارة عن 34 بندقية «كلاشنيكوف»، ومدفع هاون من عيار 82 ملليمترا، وقاذفتين من نوع «آر بي جي»، بالإضافة إلى 7162 رصاصة، و14 قذيفة. بالإضافة إلى خرائط للحدود المغربية - الجزائرية. وهذه المرة الأولى التي يقوم فيها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بتسريب أسلحة تتضمن بنادق رشاشة ومدافع مضادة للمدرعات إلى المغرب.

وقال الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية في لقاء صحافي مقتضب عقده أمس في الرباط، إن «الأسلحة المحجوزة بمنطقة أمغالا لدى الشبكة الإرهابية المكونة من 27 فردا والموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أدخلت إلى المغرب من طرف مهربين ينشطون على مستوى الجدار الأمني». في إشارة إلى جدار عسكري شيدته القوات المغربية في الثمانينات بهدف صد هجمات البوليساريو على المناطق الآهلة بالسكان، وهو جدار يشتمل على أجهزة إنذار مبكر وخنادق وسواتر ترابية كثيفة.

وأوضح الشرقاوي أن «البحث بين أن هؤلاء المهربين كانوا على صلة بخمسة عسكريين من العاملين في الفوج التاسع والخمسين للمشاة بأمغالا، حيث كان هؤلاء العسكريون يسهلون لهم إدخال سلع ومواد مهربة مقابل مبالغ مالية، دون التأكد حتى من نوعية هذه المواد التي كانت تنقل غالبا بواسطة الجمال». وأضاف أن «معظم السلع والمواد المهربة كانت معبأة في صناديق، حيث يتقاضى الجنود المشتبه فيهم مبالغ مالية مقابل إدخالها إلى أرض الوطن من نقطة الحراسة التي كانوا يشرفون عليها». وأشار وزير الداخلية المغربي إلى أن البحث مستمر للقبض على المهربين المتورطين في إدخال الأسلحة إلى المغرب، كما ستتم إحالة العسكريين المتورطين في عمليات التهريب على العدالة. ولم يقدم الشرقاوي تفاصيل أكثر عن تورط عسكريين مغاربة في تسهيل تهريب الأسلحة، وقال مخاطبا الصحافيين: «أعرف أن لديكم أسئلة كثيرة، إلا أنه نظرا لسرية البحث لا يمكن في الوقت الراهن الإجابة عن هذه التساؤلات»، ووعد بعقد لقاءات صحافية كلما كانت هناك مستجدات حول الموضوع. وكانت مخابئ الأسلحة التي عثرت عليها السلطات الأمنية عبارة عن 3 حفر يصل عمقها إلى نحو متر ويبعد بعضها عن بعض بنحو 450 مترا، وتشكل فيما بينها مثلثا في جنبات منطقة منخفضة تحيط بها بعض المرتفعات. ووضعت الأسلحة داخل صناديق خشبية وكشفت معاينة تلك المخابئ عن أن عملية التخزين حديثة، فيما بدت بنادق الكلاشنيكوف التي عثر عليها في تلك المخابئ قديمة.