مقتل وإصابة 6 في حادث إطلاق نار عشوائي بقطار في صعيد مصر

كل الضحايا من المسيحيين.. ومحافظ المنيا ينفي وجود شبهة طائفية

TT

لقي شخص مصرعه وأصيب خمسة آخرون، اثنان منهم في حالة خطيرة، عندما أطلق شرطي مصري النار من سلاحه الميري الليلة قبل الماضية بشكل عشوائي داخل إحدى عربات القطار رقم 979 المتجه من أسيوط بصعيد مصر إلى القاهرة، عند توقفه في محطة سمالوط بالمنيا (300 كيلومتر جنوب العاصمة).

وقالت مصادر طبية إن الحادث أسفر عن مقتل فتحي سعد مسعد غبريال (71 عاما) وإصابة كل من زوجته السيدة إميلي حنا التي أجريت جراحة لاستئصال كليتها اليسرى والطحال وتركيب أنبوب مزدوج، والسيدة صباح سنيوت سليمان التي أصيبت برصاصة في الكبد وأجريت جراحة لها، كما تم تركيب أنبوب لها في الصدر، وإيهاب أشرف كمال وأصيب في ساعده الأيسر، وماريان نبيل زكي، وأصيبت بطلق ناري في الكتف، وماجي نبيل زكي، وهي مصابة بطلق ناري بأعلى الفخذ اليمنى وجرح نافذ بالعضد الأيسر.

وأضافت المصادر أن السيدتين إميلي وصباح حالتهما خطيرة، لكنها في طريقها للاستقرار، بينما الحالات الـ3 الباقية مستقرة، مشيرة إلى أن وزير الصحة المصري الدكتور حاتم الجبلي أرسل طائرات الإسعاف لنقل المصابين الخمسة وجثة القتيل إلى مستشفى معهد ناصر بالقاهرة جوا، لتلقي العلاج.

وقرر النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود حبس المتهم عامر عاشور عبد الظاهر حسن، ويعمل مندوب شرطة (وهي رتبة بين الجندي وأمين الشرطة) 15 يوما على ذمة التحقيقات بعد أن وجهت له النيابة اتهامات بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والشروع في قتل خمسة آخرين وترويع الآمنين، وإتلاف الممتلكات العامة. وكان فريق من محققي نيابة المنيا قد انتقل إلى مكان الحادث، حيث قام بمعاينة آثاره بداخل القطار واستمعوا إلى أقوال المصابين في الحادث عن كيفية إصابتهم، وصرحت النيابة بدفن جثمان المتوفى بعد تشريحه لمعرفة أسباب الوفاة.

وتسبب كون الضحايا كلهم من المسيحيين في حالة من الجدل حول دوافع مرتكب الحادث، إذ اعتبر المسيحيون في سمالوط الحادث طائفيا وتظاهر المئات منهم أمام مستشفى الراعي الصالح بالمدينة، التي نقل إليه المصابون عقب الحادث واشتبكوا مع الشرطة التي أطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، بينما قال اللواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا إن الحادث جنائي وليس به أي شبهة طائفية.

ونقلت بعض وسائل الإعلام المحلية عن مصدر أمني بمحافظة المنيا، قوله إن التحريات الأولية في حادث القطار كشفت عن أن المتهم يعاني من مرض نفسي ويتلقى العلاج بصفة دورية لدى طبيب متخصص، إلا أن البيان الرسمي الذي أصدرته وزارة الداخلية المصرية حول الحادث خلا من أي إشارة إلى ذلك الأمر.

وقال أحد شهود العيان من ركاب القطار لـ«الشرق الأوسط»: «إن المتهم، وكان يرتدي ملابس مدنية، دخل إلى العربة التاسعة بالقطار وأشهر مسدسا وأطلق النار بصورة عشوائية باتجاه الركاب الجالسين على يمين ويسار العربة حتى نفدت ذخيرته وبعدها اشتبك معه أحد الركاب الجالسين وحاول القبض عليه إلا أنه تمكن من الهرب تاركا وراءه سترته التي تعلق بها الراكب وبداخلها هاتفه الجوال وحافظة جلدية بها بطاقة هويته وأوراقه الثبوتية التي مكنت رجال الشرطة من تحديد هويته والقبض عليه في منزله».

وأصدرت مطرانية المنيا بيانا جاءت فيه رواية مختلفة للحادث قالت فيه إن الشرطي المتهم صعد إلى القطار وسار بطول العربة التاسعة حتى نهايتها قبل أن يعود إلى الأسرة المسيحية ويطلق النار عليها.

وقال القس داود ناشد، وكيل مطرانية سمالوط، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن «الأمور الآن هدأت تماما، وفض المسيحيون تظاهرهم أمام المستشفى بعدما تم نقل جميع المصابين إلى القاهرة لاستكمال علاجهم».

ورفض ناشد الجزم بما إذا كان الحادث جنائيا أم طائفيا، قائلا «هذه الأمور ستكشفها تحقيقات النيابة.. لا يمكننا التكهن بأي شيء الآن»، مؤكدا أن المظاهرات التي اندلعت عقب الحادث كانت تطالب بمعاقبة الجاني دون توجيه الاتهام لأي جهة.

وقالت مصادر كنسية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» إن «البابا شنودة الثالث (بابا المسيحيين الأرثوذكس بمصر) يتابع الحادث خلال وجوده حاليا في رحلته العلاجية بمستشفى كليفلاند بأميركا، كما أجرى اتصالا هاتفيا بالأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا لمتابعة الحادث والاطمئنان على المصابين».

وتسود مصر حاليا حالة من الاحتقان الطائفي، بعد الانفجار الذي وقع أمام كنيسة القديسين مار مرقس والأنبا بطرس بالإسكندرية ليلة أول أيام العام الميلادي الجديد، وأسفر عن مقتل 23 مسيحيا وإصابة 96 آخرين أغلبهم من المسيحيين. ولم تكشف السلطات المصرية بعد عن هوية مرتكب الانفجار أو المخططين له، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه.