سعيد لـ«الشرق الأوسط»: «الجنرال» تقدم على سائر مكونات المعارضة لإسقاط الحكومة

نصر الله شارك في الاتصالات العربية.. وعون قاد تحركات المعارضة اللبنانية

فارس سعيد
TT

قبل ساعات من نعي رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون «التسوية» السعودية - السورية من دارته في الرابية - إحدى ضواحي بيروت الراقية - كان نواب من تكتله يؤكدون أنهم وزعيمهم لا يعلمون أي تفصيل عن الاتصالات العربية الجارية مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لإيجاد مخرج للأزمة اللبنانية الراهنة.

وفيما كان النائب إبراهيم كنعان ينتقد «الغموض» القائم حول بنود التسوية، معتبرا أن من حق اللبنانيين أن يعلموا بما يجري، كان زميله في الكتلة عينها سليم سلهب يؤكد أن الاتصالات محصورة في الطرفين اللبنانيين المعنيين حزب الله و«المستقبل»، وأنه سيصار في مرحلة لاحقة إلى إبلاغ باقي القوى السياسية بمضمونها. أما زميلهم النائب نبيل نقولا فرفض الحديث عن «تسوية» معتبرا أن شريحة واسعة من اللبنانيين وليسوا القادة المسيحيين فحسب لا يعلمون مضمون التسوية.

غداة هذه المواقف، أطل النائب عون بعد اجتماع كتلته النيابية بالأمس، ناعيا التسوية العربية، فيما كان فريق يمثل المعارضة يجتمع برئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا لبحث المخارج الممكنة فيما لو وافق الرئيس الحريري على اجتماع طارئ لمجلس الوزراء على جدول أعماله بند وحيد يتعلق بالمحكمة الدولية ومتفرعاتها، ولبحث السيناريوهات التي قد تلجأ إليها قوى المعارضة فيما لو رفض الحريري.

واسترعى نقل «غرفة عمليات» المعارضة إلى الرابية انتباه أوساط عدة في قوى «14 آذار»، في ظل الحديث عن محاولة حزب الله وحلفائه «تعميم» النزاع على كافة أطراف المعارضة وإعطاء غطاء مسيحي للتحركات اللاحقة.

وفي هذا السياق، استعان منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، بالمثل الشعبي القائل «أعطوا الهواء لأبو زوبعة»، في إشارة إلى اختيار حزب الله منبر الرابية «البرتقالي» لإعلان فشل المساعي العربية.

ورأى سعيد أن «النائب عون تقدم على سائر مكنونات المعارضة ليطلق من الرابية معركة إسقاط حكومة لبنان»، معتبرا أن «لإطلالة» عون «رمزيات عدة» منها إذا سأل أي طرف إقليمي عن مشاركته سيقال له: «لا نمون على عون». وأعرب عن اعتقاده بأن «ميشال عون الذي يفقد شرعيته المسيحية تدريجيا سيفقد المزيد منها من خلال هذه الخطوة». إلا أن النائب في تكتل عون زياد أسود رأى أنه ما من مبرر للسؤال عن سبب إعلان العماد عون بنفسه فشل المساعي العربية وليس نعيها، مذكرا بأن العماد عون سبق أن أشار إلى الأمر مرات عدة. وقال: «سبق أن أعلن العماد عون أنه ليس على علم بوجود مبادرة أو تسوية توصلت إلى نقاط محددة وحذر مرارا وتكرارا من الوصول إلى ما شهدناه»، مشيرا إلى أن فريق «14 آذار» وفرقاء آخرين عاكسوا العماد عون في تحذيره هذا.