أوباما يلتقي الحريري ويعتبر إسقاط الحكومة اللبنانية «دليلا على خوف حزب الله»

أكد على أهمية المحكمة الدولية

TT

تزامنا مع استقالة وزراء كتلة 8 آذار، وإسقاط الحكومة اللبنانية، استقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في البيت الأبيض ليؤكد على أهمية المحكمة الدولية، معتبرا أن انسحاب وزراء حزب الله وحلفائه من الحكومة يظهر «خوفهم» وتصميمهم على تقويض قدرة الحكومة على العمل. وأفاد بيان من البيت الأبيض بأن الرئيس الأميركي «أشاد برئيس الوزراء (اللبناني) لقيادته وجهوده للتوصل إلى السلام والاستقرار والإجماع في لبنان تحت ظروف صعبة». وأضاف البيان أن «جهود الائتلاف الذي يقوده حزب الله لإسقاط الحكومة اللبنانية تظهر فقط خوفهم وتصميمهم على منع الحكومة من القيام بعملها».

وأكد البيت الأبيض أن أوباما انتهز فرصة لقائه بالحريري للتشديد على «أهمية عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كوسلية لإنهاء عهد الاغتيالات السياسية من دون محاسبة في لبنان». وبحث أوباما مع الحريري جهود السعودية وفرنسا «وغيرهما من الدول الإقليمية والدولية الأساسية»، في إشارة إلى سورية، لمواصلة عمل المحكمة وسط أجواء هدوء وسلم. وشدد بيان البيت الأبيض على أنه من الضروري «الحفاظ على السلم في لبنان، وضمان مواصلة عمل المحكمة من دون عرقلة من أطراف خارجية».

وجاء اجتماع أوباما والحريري صباح أمس بعد أن أجري الرئيس الأميركي اتصالا هاتفيا مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لبحث الأوضاع في لبنان. وبينما حرص أوباما على الاطمئنان على صحة خادم الحرمين الشريفين، وشكره على استقبال وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مقر إقامته في نيويورك الأسبوع الماضي، كان الجزء الأكبر من المكالمة مخصصا للوضع في لبنان. وأفاد البيت الأبيض بأن أوباما قال إنه تماشيا مع التزامهما المشترك بوضع لبنان ودعم رئيس الوزراء الحريري، فإنه يتطلع للعمل مع السعودية وشركاء آخرين لدعم سيادة لبنان واستقلاله واستقراره.

وتحرص واشنطن على التنسيق مع الرياض خلال هذه الفترة الحرجة للبنان، في حين أن الحريري التقى بالقيادة السعودية في نيويورك قبل التوجه إلى واشنطن. وكانت هناك مخاوف أميركية من تداعيات مبادرة سعودية - سورية لحل الأزمة السياسية اللبنانية المتعلقة بالمحكمة الدولية، إذ حرصت إدارة أوباما على عدم عرقلة عمل المحكمة الدولية أو التوصل إلى اتفاق تعتبره «يقيد العدالة» مقابل استقرار البلاد. وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أن «الولايات المتحدة ما زالت تدعم جهودا تؤدي إلى استقرار أكبر في لبنان، لكن أي جهود لضمان استقرار لبنان يجب ألا تكون أبدا على حساب سيادة لبنان واستقلاله السياسي». وأضاف «يجب ألا يفرض على لبنان الاختيار بين العدالة والاستقرار، فلبنان يستحق كليهما».

ونفى المسؤول الأميركي الذي طلب عدم الإشارة إلى هويته أن تكون واشنطن قد عرقلت الجهود السعودية - السورية أو حاولت إقناع السعودية بعدم التوصل إلى اتفاق مع السوريين. وقال المسؤول «لم نحاول أن نثني السعوديين عن جهودهم مع السوريين»، ممتنعا عن الخوض في تفاصيل المبادرة التي بقي مضمونها غامضا خلال الفترة الماضية. وأضاف أن «المسؤولين السعوديين أبلغونا بأنهم ملتزمون تماما بالمساعدة على بناء علاقة إيجابية بين سورية ولبنان، مبنية على الاحترام المتبادل ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة، ونحن بالطبع ندعم مثل هذا الهدف». وتابع المسؤول أن هناك «اعترافا عالميا بأن مشكلات لبنان يجب أن يحلها اللبنانيون أنفسهم»، مضيفا أن «الحل لقضايا لبنان السياسية سيأتي من داخل لبنان ولن يفرض من الخارج». وأبلغ الرئيس الأميركي هذه الأفكار للحريري الذي وصل إلى واشنطن مساء أول من أمس قادما من نيويورك في زيارة مقتضبة لبحث التطورات الأخيرة مع مسؤولي الإدارة الأميركية. وحضر الاجتماع بين أوباما والحريري وزير النقل الأميركي من أصل لبناني راي لحود، ومستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون، ومساعد الرئيس الأميركي للأمن القومي ومكافحة الإرهاب، والمدير الأعلى في البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى وكيل وزيرة الخارجية الأميركية جيم ستاينبرغ، بسبب غياب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي تقوم بجولة في الخليج.