رئيس حكومة كردستان: ندعم تقارب علاوي والمالكي لإنجاح حكومة الشراكة الوطنية

صالح لـ«الشرق الأوسط»: الأكراد شركاء حقيقيون في صنع القرار السياسي العراقي

برهم صالح («الشرق الأوسط»)
TT

وصف الدكتور برهم صالح، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، زيارته إلى إيران بـ«الناجحة»، وأنها جاءت «لتأكيد العلاقات الطيبة بين العراق عامة وإقليم كردستان خاصة مع الجارة إيران»، منبها إلى أن «إقليم كردستان، وباعتباره جزءا من المنظومة الدستورية للعراق، حريص على إرساء وإدامة علاقات جيدة مع دول الجوار».

وقال صالح لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من أربيل، عاصمة إقليم كردستان، بعيد وصوله من طهران أمس إن «الزيارة التي استغرقت ثلاثة أيام، التي تمت بالتنسيق مع وزارة الخارجية في الحكومة الاتحادية ببغداد، انطلقت من حرص العراق على تعميق علاقاته الإقليمية، والحفاظ على المصالح السياسية والاقتصادية التي تخص شعبينا بما يحفظ سيادة البلدين»، مشيرا إلى أن «هذه الزيارة لا تقوم على حساب علاقاتنا مع بقية دول الجوار، العربية منها خاصة، وتركيا، فنحن في إقليم كردستان نتمتع بعلاقات جيدة مع دول الجوار كافة». وأضاف: «من المفارقة أن إقليم كردستان كان ينظر إليه البعض باعتباره نقطة توتر وقلق للمنطقة، لكنه اليوم تحول إلى مركز استقرار وتوازن وبقعة آمنة ومركز جذب سياسي واقتصادي وثقافي واجتماعي»، مشيرا إلى أنه «تم خلال الزيارة التأكيد على إقامة مشاريع صناعية مشتركة بين إقليم كردستان وإيران».

وعما إذا كان رئيس حكومة الإقليم يتحاور في الخارج باسم العراق أم باسم الإقليم فحسب، قال صالح إن «إقليم كردستان هو جزء من المنظومة الدستورية في العراق، ونحن عراقيون، وهذه الزيارات تتم بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية، وقد رافقنا السفير العراقي في طهران خلال كل جولاتنا وزياراتنا؛ إذ التقينا بكبار المسؤولين الإيرانيين، بدءا بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ورئيس مجلس الشورى، وعدد كبير من الوزراء، وتباحثنا في مختلف الأمور بما يعزز علاقاتنا المشتركة»، منوها بأن «إقليم كردستان هو بوابة الخير للعراق ككل، ونجاحنا في الإقليم يصب في إنجاح التجربة العراقية وإنجاح البلد، وينطبق المفهوم ذاته على العراق، فنحن سنشعر بالفخر ونحظى بالنجاح عندما تتطور الأمور إيجابيا في باقي مناطق العراق».

وحول علاقة الإقليم بالحكومة الاتحادية ببغداد، قال صالح: «بلا شك، فإن الأكراد اليوم شركاء حقيقيون في صناعة القرار السياسي ببغداد، ولا ننسى أن مبادرة رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، هي التي وضعت نهاية لأزمة تشكيل الحكومة، ونحن هنا لا نتحدث كأكراد فقط وإنما كعراقيين وضمن عراق ديمقراطي فيدرالي دستوري يشارك في قيادته وبنائه الجميع، وعلينا أن نكون حذرين من العودة إلى الماضي حيث سادت سياسات التهميش والظلم الذي مورس ضد البعض، نحن اليوم نعيش في العراق الجديد الذي يترأسه كردي عراقي، جلال طالباني، وهو رئيس لكل العراقيين وليس للكرد فحسب، ولنا دور، كما للآخرين، في حكومة الشراكة الوطنية ويجب تعميق هذه الشراكة»، منبها إلى أن «الحكومة الاتحادية تواجه تحديات كبيرة، ويجب دعمها من أجل إنجاحها، فالفشل هنا مرفوض، والنجاح هو المطلوب».

وحول التصريحات الأخيرة لحسين الشهرستاني، نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، التي اعتبر خلالها الاتفاقيات الموقعة بين حكومة الإقليم وشركات النفط الأجنبية غير قانونية وغير فنية، قال رئيس حكومة إقليم كردستان: «لا نريد الانجرار إلى سجالات إعلامية في هذا الموضوع، لكنني أقول نحن لدينا اتفاق سياسي ضمن عملية تشكيل الحكومة والمشاركة فيها، وهذه الاتفاقات تعتمد على الدستور العراقي والاحتكام إلى حلوله، ونحن في انتظار صدور قانون النفط والغاز ضمن جدول زمني قريب»، مشيرا إلى أن «إبقاء مثل هذه الملفات عالقة سيخلق مشكلة لكل العراقيين وستحرم الاقتصاد العراقي من موارده، بينما نحن في أمس الحاجة لهذه الموارد لإنعاش الوضع الاقتصادي للمواطن العراقي ولبناء البلد، وفي هذا الصدد، أقول إن العراق في حاجة إلى جهود طيبة لحل مشكلاته بدلا من تعميقها».

وحول التصريحات التي أطلقها بعض السياسيين الأكراد التي أعربوا فيها عن خشيتهم من التقارب الحاصل بين الرئيس الأسبق للحكومة العراقية الدكتور إياد علاوي، زعيم القائمة العراقية، ورئيس الوزراء نوري المالكي، زعيم كتلة دولة القانون، وأن هذا التقارب سيعمل على تهميش دور الأكراد في بغداد، قال صالح: «هذه مغالطة كبيرة، فالقيادة الكردية هي من دعمت وتدعم التقارب بين الأخوين العزيزين علاوي والمالكي باعتبارهما يمثلان مكونين سياسيين مهمين ولا يمكن تجاهل ذلك، ونجد في هذا التقارب دعما كبيرا للمشروع السياسي الوطني، وينظر إلينا من المخططين والعاملين من أجل هذا التقارب الذي نرحب به لأنه من شروط نجاح حكومة الشراكة الوطنية التي نحن جزء مهم منها».