الحكومة الإسرائيلية تبحث خطر حرب تكون تل أبيب فيها هدفا

مستشفى طائر لنقل المصابين من عمق أراضي العدو

TT

عقد المجلس الوزاري الأمني المصغر للحكومة الإسرائيلية، جلسة، أمس، خصصها لبحث ما سماه «خطر تعرض إسرائيل لحرب شاملة (من إيران وسورية وحزب الله وحماس)». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن القلق لإسرائيل وغيرها من دول العالم هو أولا إيران وثانيا إيران وثالثا إيران، ولكن هناك عناصر عربية أخرى وضعت نفسها في خدمة السياسة الإيرانية تساهم في هذا التهديد، وعلى إسرائيل أن تكون جاهزة لمواجهته.

وفي الوقت نفسه كشفت قيادة الجيش الإسرائيلي أنه في إطار تحضيراتها للحرب المقبلة، قررت بناء «مستشفى طائر»، على متن طائرة شحن عسكرية. وظهر رئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي، بلباس «الوقاية من الأسلحة الكيماوية»، لطمأنة المواطنين.

في غضون ذلك، توقع قائد الدفاع المدني لمنطقة المركز التي تضم تل أبيب وضواحيها ويتجمع فيها نحو ربع سكان إسرائيل، العقيد آدم زوسمان، تعرّض تل أبيب لقصف صاروخي في أي حرب قادمة، مستدركا أن قدرة إسرائيل على التعامل مع هذا القصف أعلى بكثير مما كانت إبان حرب الخليج الأولى في يناير (كانون الثاني) 1991.

وقال زوسمان إن قواته تعمل على أساس الحساب بأن «العدو» يركز مخططاته على قصف منطقة تل أبيب، مثلما فعل الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وأضاف: «اليوم يمتلك العدو صواريخ أكثر تطورا، ولكن نحن أيضا، أصبحنا أكثر قدرة على الرد وعلى مواجهة خطر الصواريخ».

وكشف النقاب، أمس، عن تحويل طائرات شحن إلى مستشفى طائر في إطار الاستعدادات للحرب القادمة. وقال مسؤول عسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن الحرب القادمة قد تكون شاملة وتتم على بعد ما من الحدود الإسرائيلية، مما يؤدي إلى «إصابة جنود وهم في مكان معزول في أرض العدو». وأضاف أنه نتيجة لتجارب سابقة، فإن نقل جريح خطر، قد يؤدي إلى وفاته. وينبغي توفير العلاج الطبي له في أسرع وقت. ولذلك، فإن هناك حاجة لضمان منح العلاج اللازم للمصاب من اللحظة الأولى التي يتم فيها تخليصه من أرض العدو. والطائرة التي ستستخدم لهذا الغرض ستكون من طراز «هيركوليس» الأميركية أو «يسعور» الإسرائيلية، وهما طائرتا نقل عسكري تستخدمان في الجيش الإسرائيلي. وسيتم تحويلها لمستشفى طائر يمكن إجراء عدة عمليات جراحية على متنها، لتثبيت وضع المصاب لحين وصوله إلى مستشفى داخل إسرائيل. والجدير بالذكر أن الجيش يتدرب منذ عدة شهور على مواجهة حرب شاملة، يقدرون أن تشمل كلا من إيران وسورية وحزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة. وقال نتنياهو، لممثلي الصحافة غير اليهودية في إسرائيل، إن المشكلة الأولى التي يواجهها العالم اليوم وتثير قلقه هي إيران والمشكلة الثانية هي إيران والمشكلة الثالثة أيضا هي إيران. وأكد أنه ما زال يؤيد التلويح بضربة عسكرية لإيران إذا رفضت وقف برنامجها النووي العسكري. وفي انتقاد تلميحي لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، قال نتنياهو إنه في سنة 2003، عندما هددت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش بالحل العسكري، جمدت إيران برنامجها النووي لفترة غير قصيرة. ولكن عندما رأت أن العالم الغربي يسقط هذا الخيار، عادت لتنشيط برنامجها النووي بوتيرة سريعة. ولا بد من العودة إلى التهديد بالخيار العسكري. «فعندما يفهم الإيرانيون أن الإجراءات الاقتصادية ضدهم ليست نهاية المطاف وأنه سيعقبها تهديد عسكري حقيقي، سيدركون جدية الغرب، وعندها يوقفون مشروعهم النووي».

وكان مكتب رئيس الوزراء قد دعا ممثلي الصحافة العربية والأجنبية في إسرائيل، إلى لقاء مفتوح مع نتنياهو احتفالا برأس السنة الميلادية الجديدة. لكن حراسه من جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، خربوا عليه أجواء الاحتفال وحولوا اللقاء إلى كابوس خصوصا للصحافيين العرب.

فقد طلبوا منهم الحضور قبل ثلاث ساعات من موعد اللقاء. واخضعوهم لعمليات تفتيش دقيقة. وخصوا الصحافيين العرب بـ«علاج أمني خاص»، حيث طلبوا من الرجال منهم خلع السروال والنساء منهم خلع الملابس الداخلية، فرفضوا وتنازلوا عن اللقاء. وحاول مكتب نتنياهو الدفاع عن هذا التصرف باعتباره إجراء أمنيا عاديا. لكن الحراس، كما أكد لنا بعض الحضور، لم يطلبوه من الصحافيين الأجانب.