علاقات عسكرية عميقة بين أثينا وتل أبيب يردها مسؤول إسرائيلي إلى أسباب عربية

منتدى استشاري بين البلدين يعقد أولى جلساته في غضون شهرين

TT

في الوقت الذي تشتد فيه العزلة الإسرائيلية في العالم، اتفق رئيس الوزراء اليوناني يورغوس باباندريو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على إقامة منتدى استشاري بين الحكومتين يترأسه بالتناوب كلاهما ويشارك فيه عدد متساو من الوزراء.

وكان الاتفاق نتيجة محادثة هاتفية بينهما، الليلة قبل الماضية. ووصل وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس، إلى أثينا لبدء التحضيرات لتشكيل المنتدى وعقد أول جلسة له في غضون شهرين. وقال الناطق بلسان الحكومة الإسرائيلية، أوفير جندلمان، إن الهدف من المنتدى هو بحث السبل لتعميق التعاون بين البلدين. يذكر أن اليونان هي واحدة من ثماني دول تمكنت حكومة نتنياهو ليبرمان من تحسين العلاقات بها، وهي (بلغاريا ورومانيا وقبرص ومونتنغرو وكرواتيا ومقدونيا وصربيا). ويعزو المراقبون هذا التحسن إلى «أسباب عربية». وحسبما قال مسؤول سياسي إسرائيلي لصحيفة «هآرتس»، فإن «اليونان تخشى من نشاط إرهابي في تخومها من جهة وتعتب على العالم العربي الذي كان يكن لها الصداقة والمودة لأنه لم يمد لها يد العون خلال أزمتها الاقتصادية». وأضاف: «نتنياهو وباباندريو ينتميان لمدرستين سياسيتين متناحرتين، فالأول يميني متشدد والثاني يساري اشتراكي. ولا بد أن شيئا كبيرا دفعهما إلى هذا التقارب».

وتابع هذا المسؤول أن اليونان باتت مرشحة لتحل محل تركيا في العلاقات مع إسرائيل في شتى المجالات: العسكرية والاقتصادية والسياحية. وأضاف أن اليونان ترى في الأزمة التركية - الإسرائيلية فرصة لا تعوض. وكانت العلاقات بينهما قد شهدت فتورا على مدى 60 سنة، بقيت اليونان خلالها دولة صديقة للعرب. وتحسنت العلاقات بشكل مفاجئ بعد لقاء زعموا أنه صدفة بين نتنياهو وباباندريو في مطعم في موسكو في فبراير (شباط) من السنة الماضية. وارتفعت العلاقات إلى مستوى أفضل بعد أن اشتدت الأزمة السياسية بين إسرائيل وتركيا عقب مشكلة أسطول الحرية في مايو (أيار) الماضي. ومنذ ذلك اللقاء شهدت العلاقات تطورات كبيرة، بشكل خاص في المجال العسكري والسياسي. فزار باباندريو إسرائيل في يوليو (تموز) الماضي ورد نتنياهو الزيارة. وفي الأشهر الأخيرة التقى عدد كبير من المسؤولين العسكريين والأمنيين من البلدين، وزار اليونان نائب وزير الدفاع، متان فلنائي ورئيس الدائرة السياسية في الوزارة، عاموس جلعاد. وأجرى الجيشان تدريبات مشتركة. وبدأ سلاح الجو الإسرائيلي يستخدم الأجواء اليونانية لتدريباته، بعد أن توقفت التدريبات مع تركيا.

وعين نتنياهو أحد كبار الدبلوماسيين، أريه مكيل، سفيرا في أثينا.

ومن جهته، عين باباندريو وزيرا خاصا في حكومته يتولى مهمة تحسين وتطوير العلاقات مع إسرائيل. وكان باباندريو قد حاول إظهار شيء من التوازن تجاه كل من إسرائيل والفلسطينيين، فحرص على زيارة الضفة الغربية لدى زيارته إسرائيل، وقال إنه آن الأوان لأن تزيل إسرائيل احتلالها وتقيم السلام مع الفلسطينيين وعرض نفسه وسيطا لذلك.