بايدن يناقش التعاون ضد العنف والإرهاب في إسلام آباد

يجري مباحثات مع زرداري وجيلاني ومسؤولين عسكريين

TT

تعهد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، أمس، بأن إسلام آباد ستحارب للقضاء على التطرف العنيف والإرهاب في الأراضي الباكستانية. جاءت تصريحات زرداري في بيان صدر بعد لقائه مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لبحث الوضع الأمني على الحدود الباكستانية الأفغانية والجهود الرامية إلى التعامل مع حركة طالبان المسلحة. وأضاف زرداري أن «باكستان ملتزمة بمحاربة وهزيمة المتطرفين والإرهابيين من جميع الألوان، والقتال ضدهم سيستمر حتى القضاء الكامل على هذا التهديد». وفي معرض توجيهه نداء لطلب الدعم الدولي، قال زرداري إن حفنة من المتشددين والمتطرفين لن يسمح لهم على الإطلاق بفرض أجندتهم على باكستان. وأعرب بايدن عن تقديره للحرب التي تخوضها باكستان ضد المتشددين، وقال إن «الإدارة الأميركية ستدعم جهود باكستان لتعزيز الديمقراطية ومحاربة الإرهاب وتلبية احتياجاتها التنموية وبناء القدرات». وكان مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية قد قال في وقت سابق إن بايدن وصل إلى باكستان قادما من أفغانستان للقاء الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني وقائد الجيش أشفاق برويز كياني في إسلام آباد.

ومن المتوقع أن يحاول بايدن إقناع القيادة العسكرية الباكستانية لإطلاق عملية في منطقة وزيرستان الشمالية التي تعتبر المصدر الرئيسي للحركة المسلحة عبر الحدود في أفغانستان. وقال بايدن للصحافيين في كابل أول من أمس إن باكستان يجب أن تبذل المزيد للقضاء على مخابئ المتشددين في منطقتها القبلية التي يشن منها مقاتلو طالبان و«القاعدة» هجماتهم على قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي «سيتطلب الأمر مزيدا من الضغوط على طالبان من الجانب الباكستاني من الحدود عما يمكننا ملاحظته حتى الآن». وأعربت الإدارة الأميركية أيضا عن قلقها إزاء بطء خطى الإصلاحات الاقتصادية الرامية إلى زيادة قاعدة العائدات في باكستان. ومن المتوقع أن يعرض نائب الرئيس الأميركي تقديم المزيد من المساعدات المالية لباكستان لمواجهة التحديات التي تشمل نقص الطاقة وارتفاع الأسعار وانتشار الفقر. ويناقش بايدن أيضا المتطلبات العسكرية لباكستان حيث تحتاج القوات المسلحة في البلاد مزيدا من الأسلحة قبل شن أي هجوم في المناطق القبلية. وتردد أن زرداري انتقد الهجمات الأخيرة التي تشنها طائرات أميركية من دون طيارين داخل الحدود الباكستانية. وذكر البيان أنه حث الولايات المتحدة على نقل بعض من تكنولوجيتها حتى يمكن لباكستان استخدام الطائرات بدون طيار ضد المسلحين. وبحسب وسائل الإعلام الباكستانية والأميركية فإن بايدن سيعرض على القادة الباكستانيين زيادة المساعدة الأميركية في المجالات الاقتصادية والعسكرية ومجال الاستخبارات. وكانت واشنطن أطلقت بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة شراكة صعبة مع باكستان لمكافحة التمرد الإسلامي في هذا البلد وفي أفغانستان.

ووعدت إدارة أوباما في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي باكستان بملياري دولار من المساعدة العسكرية تضاف إلى 7.5 مليار رصدت سابقا لا سيما في مساعدات مدنية لهذا البلد الذي يواجه صعوبات اقتصادية كبرى أدت فيضانات الصيف الماضي إلى تفاقمها. وتحث الولايات المتحدة إسلام آباد في المقابل على بذل المزيد من الجهود لا سيما على الصعيد العسكري لملاحقة المتمردين في مناطقها القبلية على الحدود مع أفغانستان التي تعتبر ملاذا لحركة طالبان الباكستانية وحلفائها من «القاعدة» وقاعدة خلفية لطالبان الأفغانية. وتقوم واشنطن في موازاة ذلك بموافقة ضمنية من باكستان بضربات جوية من طائرات من دون طيار لاستهداف المتمردين، وقد تكثفت إلى حد كبير منذ 2008 وفي الأشهر الماضية.