احتجاجات في الذكرى التاسعة لافتتاح غوانتانامو

مسيرات خارج البيت الأبيض وبوسط لندن للمطالبة بإغلاق المعتقل الأميركي

TT

نظمت مجموعة مكونة من 173 ناشطا في مجال حقوق الإنسان، كلهم يرتدون سترات برتقالية وغطاء رأس أسود ويمثلون السجناء المتبقين في معتقل خليج غوانتانامو بكوبا، والبالغ عددهم 173 سجينا، مسيرة أمام البيت الأبيض، أول من أمس، لإحياء الذكرى السنوية التاسعة لافتتاح مركز الاعتقال، والاحتجاج على عدم قدرة إدارة أوباما على إغلاقه. وصاح كارمين تروتا، وهو متطوع في جماعة «شاهد ضد التعذيب»، الذي كان يرتدي زيا عسكريا أثناء حشده للمتظاهرين في ساحة لافايت بارك: «توقفوا أيها المعتقلون، اتجهوا إلى الشمال شطر وطن آسركم». وتم تنظيم المسيرة ومسرح الشارع بواسطة تحالف لبعض الجماعات الحقوقية، من بينها منظمة العفو الدولية، ومركز الحقوق الدستورية، وعائلات ضحايا 11 سبتمبر (أيلول) لغد سلمي، الذي يطالبون الإدارة إما بمحاكمة معتقلي سجن خليج غوانتانامو في محكمة فيدرالية أو إطلاق سراحهم. وقالت فاليري لوكزنيكوفسكا، التي قتل ابن أخيها في هجمات 11 سبتمبر عام 2011 على مركز التجارة العالمي، والتي وصفت مركز الاعتقال العسكري في كوبا بأنه «وصمة عار حية على جبين الولايات المتحدة»: «نحن نؤمن بسيادة القانون وندعمه». وكان هناك تعاطف محدود بين المتظاهرين تجاه الرئيس أوباما لإصراره على أنه لا يزال ملتزما بإغلاق السجن، ولكنه يتعرض للإحباط في كل مرة بفعل المعارضة السياسية في الكابيتول هيل. وقد منع الكونغرس إدارة أوباما من استخدام أموال وزارة الدفاع خلال عام 2011 من أجل نقل أي معتقل إلى الولايات المتحدة لأي غرض. وقال توم باركر، مدير سياسات الإرهاب ومكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية: «أوباما هو الشخص الذي يمتلك منصبا مؤثرا ولكنه لم يثر جدلا حول هذا الموضوع. وقد كانت تعليقاته عن معتقل غوانتانامو هزيلة. وهناك حاجة لبذل قدر كبير من الجهود الإضافية على المستوى السياسي». وانتقد المتحدثون خلال المسيرة الإدارة على عدم المضي قدما في إجراء محاكمات فيدرالية والموافقة على نظام رسمي للاعتقال غير محدد المدة وعدم إعادة نحو 60 سجينا يمنيا أجازت فرقة المهام الخاصة المشتركة التابعة للإدارة الأميركية لهم العودة إلى بلادهم. وطلب الرئيس تعليق عملية نقل أي معتقل يمني إلى بلاده بعد محاولة إسقاط طائرة فوق ديترويت خلال أعياد الميلاد في عام 2009. وكان عمر الفاروق عبد المطلب، وهو مواطن نيجيري متهم بمحاولة تفجير قنبلة على متن الطائرة، قد تلقى تدريبا على يد أفراد تابعين لتنظيم القاعدة في اليمن. وقد عبر مسؤولو الإدارة عن قلقهم إزاء قدرة الدولة على مراقبة أي معتقلين عائدين. ولكن نشطاء قالوا إن الإدارة تتابع سياسة جماعية تقوم على «الاتهام حسب الجنسية» بحسب وصف أندي وورثينغتون، الكاتب البريطاني الذي تحدث خلال المسيرة. ومن البيت الأبيض، سار المتظاهرون إلى وزارة الدفاع؛ حيث عقدوا مظاهرة صامتة أثناء الليل. وقالت فريدا بيريغان من جماعة «شاهد ضد التعذيب»: «نحن نقف بقلوب حزينة، ولكن بتصميم رهيب. وإذا لم يتم إغلاق معتقل غوانتانامو الآن، فإننا نخشى من أنه لن يغلق على الإطلاق». وفي العاصمة البريطانية نظمت «حملة لندن غوانتانامو» اعتصاما صامتا في ميدان الطرف الأغر بوسط العاصمة البريطانية بمناسبة الذكرى التاسعة لافتتاح معتقل الاحتجاز الذي تديره الولايات المتحدة في خليج غوانتانامو بكوبا. وشارك العشرات في الاعتصام الذي نظم أول من أمس بدعم من أعضاء في مجلس العموم بالبرلمان البريطاني، وأعضاء بالبرلمان الأوروبي ورؤساء منظمات وأحزاب سياسية وهيئات حقوقية. وقدم عدد من المحتجين عرضا صامتا وهم يرتدون ملابس برتقالية وأقنعة سوداء في محاكاة لوضع المعتقلين والظلم الواقع عليهم في معتقل غوانتانامو، حاملين معهم لافتات تدعو إلى إغلاق المعتقل.

خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»