مولين: التحديات في العراق سياسية أكثر منها أمنية

رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يقول إن عام 2011 سيكون أكثر عنفا من 2010 في أفغانستان

TT

بينما تنشغل القيادة العسكرية والمدنية الأميركية في أفغانستان، تبدو واشنطن أكثر اطمئنانا على الأوضاع الأمنية في العراق. واعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الأميرال مايك مولين، أمس، أن «التحديات في العراق سياسية أكثر من أن تكون تحديات أمنية». وعلى الرغم من الحذر الأميركي من عودة رجل الدين وقائد جيش المهدي، مقتدى الصدر، إلى العراق بعد 4 سنوات في إيران، فإن مولين سلط الضوء على أهمية التفاهم السياسي وإشراك جميع القوى، بما فيها جماعة الصدر في الحكومة من أجل منع التدهور الأمني. وأضاف في لقاء مع مجموعة من الصحافيين الأجانب في واشنطن، أمس، أن التوافق السياسي مهم أيضا في أفغانستان، تزامنا مع تقوية الوجود الأمني لقوات التحالف في البلاد.

وردا على سؤال حول تداعيات عودة الصدر إلى العراق، قال مولين: «نحن مسرورون من الحكومة التي شكلها (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي لأنها تشمل جميع المكونات بما في ذلك تلك التي يمثلها الصدر». وأضاف: «التحديات هناك سياسية أكثر من أن تكون تحديات أمنية»، موضحا أنه «من المهم أن يتواصل الجميع مع العراق، وبخاصة الدول المجاورة، بينما تخرج حياة جديدة في العراق». ونوه مولين بأن ذلك هو أسلم طريق لمواجهة تقوية الدور الإيراني في العراق، قائلا: «القلق من نفوذ إيران سائد في المنطقة، بين تركيا وغيرها من الدول، ولكننا مسرورون من تشكيل الحكومة العراقية بإشراك جميع المكونات العراقية».

وبينما أكد مولين أن القوات الأميركية تواصل استعدادها للانسحاب من العراق بحلول نهاية 2011، إلا أنه أشار إلى «الكثير من العمل هذا العام لنرى شكل الشراكة الاستراتيجية البعيدة الأمد». ومع انتهاء صلاحية الاتفاقية الأمنية العراقية - الأميركية نهاية العام، تنتظر واشنطن من الحكومة العراقية معرفة ما إذا كانت تنوي طلب تمديد وجود القوات الأميركية في العراق من خلال اتفاقية جديدة أو توسيع التعاون العسكري بينهما اعتمادا على اتفاق الإطار الاستراتيجية الحالي.

وكان اهتمام مولين بأفغانستان أكبر، موجها غالبية تصريحاته حول أفغانستان حيث شدد على إحراز التقدم فيها و«تطبيق الاستراتيجية الأميركية بالشكل المطلوب». وأضاف أن حركة طالبان تفقد تقدمها في جنوب البلاد وشرقها، موضحا: «لدي كل ثقة بأن العدو سيبقى متراجعا إذا واصلت قوات التحالف والقوات الأفغانية الانتشار في البلاد». ولكنه نبه إلى التقاعس في التعامل مع الملف الأفغاني على الرغم من إحراز بعض التقدم في أفغانستان، محذرا من أن عام 2011 «سيكون أكثر عنفا من عام 2010»، داعيا الأميركيين «للاستعداد للمزيد من الضحايا والعنف». وأضاف أن «الوقت الآن يتطلب مضاعفة جهودنا، لأن التقدم ما زال هشا، والأمور ستزداد صعوبة قبل أن تسهل». وامتنع مولين عن تحديد الخطط المستقبلية لبدء عملية سحب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول يوليو (تموز) 2011، حسب ما قرر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مفضلا تسليط الضوء على موعد 2014، حيث من المرتقب أن تتسلم القوات الأفغانية المسؤولية الأمنية للبلاد. ولكن هنا أيضا أشار مولين إلى أهمية العملية السياسية، وبخاصة جهود المصالحة مع حركة طالبان. وتماشيا مع السياسة الأميركية بأن جهود المصالحة يجب أن تبقى مسؤولية الحكومة الأفغانية.