مصر: إحالة مرتكب حادث قطار المنيا لمحاكمة عاجلة أمام محكمة أمن الدولة

متظاهرون مسيحيون قطعوا طريقا رئيسيا بالقاهرة.. والبابا بعث بتعازيه في الضحية

TT

قررت النيابة العامة بمصر أمس إحالة الشرطي عامر عاشور عبد الظاهر حسن المتهم بإطلاق النار بشكل عشوائي داخل قطار بصعيد مصر، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 5 آخرين، كلهم من المسيحيين، إلى المحاكمة الجنائية العاجلة أمام محكمة جنايات أمن الدولة العليا «طوارئ». ويواجه مندوب الشرطة تهمة الإقدام على إطلاق النار من سلاحه الميري (مسدس) على ركاب ومستقلي القطار رقم 979 المتجه من مدينة أسيوط بصعيد مصر إلى القاهرة، وذلك أثناء مروره بمحطة سمالوط بمحافظة المنيا، حيث قالت التحقيقات إنه أشهر سلاحه تجاه الضحايا في مواجهته وأطلق عليهم الرصاص مما تسبب في مصرع شخص وحدوث إصابات، مشيرة إلى أن الضحايا من المسيحيين، وهو الأمر الذي أعاد للأذهان حادث تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية والذي أسفر عن مصرع وإصابة العشرات. وجاء قرار النائب العام في ضوء قرار الاتهام الذي أعده المستشار محمد غراب المحامي العام الأول لنيابات استئناف بني سويف في ختام تحقيقات النيابة العامة مع المتهم، والتي نسبت إلى المتهم تهم استخدام القوة والعنف والترويع للإخلال بالأمن والنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وكان من شأن ذلك إيذاء الأشخاص وإلقاء الرعب بينهم وتعريض حياتهم وأمنهم للخطر، بقتله فتحي مسعد سعيد غطاس عمدا مع سبق الإصرار، والشروع في قتل باقي المجني عليهم وتعريضهم للخطر عمدا مع سبق الإصرار. كما نسبت النيابة إلى المتهم قيامه بتعريض سلامة إحدى وسائل النقل العامة البرية (القطار رقم 979) للخطر عمدا وتعطيل سيره بمحطة قطار سمالوط وإتلافه عمدا العربة رقم 9 بالقطار. وكشفت تحقيقات النيابة أن المتهم كان يعاني من مرض نفسي وسبق أن صدرت توصية طبية عام 2006 بمنعه من حمل السلاح وإحالته للأعمال الإدارية خلال تلقي العلاج، قبل أن يسمح له مجددا بالعمل الميداني وحمل السلاح بناء على توصية لاحقة. وقال مصدر قضائي مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن التحقيقات كشفت عن أن القضية هي قضية جنايات أمن دولة وليس وراءها باعث طائفي كما تردد.

يأتي ذلك فيما شيعت جنازة فتحي مسعد غطاس «71 عاما» القتيل الوحيد في حادث القطار، حيث رأس القداس الجنائزي، الذي أقيم بكنيسة «مار يوحنا الحبيب» بمنطقة الزيتون (شرق القاهرة)، الأنبا موسى أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية نائبا عن البابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس. وقال الأنبا موسى في تصريحات له عقب الجنازة إنه نقل تعازي البابا شنودة لأسرة القتيل، مشيرا إلى أن البابا شنودة يتابع تطورات الحادث أولا بأول من مستشفى كليفلاند بأميركا حيث يقضي حاليا رحلة علاجية.

وكشف تقرير مصلحة الطب الشرعي عن أن «فتحي» لقي مصرعه نتيجة دخول رصاصة من الصدر وخروجها من الظهر، مما أدى إلى تهتك الأحشاء الصدرية وحدوث نزيف دموي أودى بحياته. كما أشار التقرير إلى تطابق فوارغ الطلقات التي تم العثور عليها بعربة القطار مع المقذوفات النارية المستخرجة من أجساد المصابين وجثة المتوفى، وأنها جميعا من عيار ناري واحد، وصدرت عن ذات السلاح المضبوط المستخدم في ارتكاب الجريمة.

يأتي ذلك فيما قطع متظاهرون مسيحيون غاضبون طريقا رئيسيا في العاصمة المصرية الليلة قبل الماضية احتجاجا على الحادث. وقال شهود عيان إن مئات المسيحيين تظاهروا قاطعين طريق صلاح سالم الرئيسي عند منطقة منشية ناصر (جنوب شرقي القاهرة) ورشقوا السيارات المارة بالحجارة واشتبكوا مع قوات الشرطة، التي اعتقلت عددا منهم، بعد وقوع إصابات من الجانبين. وتسود مصر حاليا حالة من الاحتقان الطائفي، بعد الانفجار الذي وقع أمام كنيسة القديسين مار مرقص والأنبا بطرس بالإسكندرية ليلة أول أيام العام الميلادي الجديد، وأسفر عن مقتل 23 مسيحيا وإصابة 96 آخرين أغلبهم من المسيحيين. ولم تكشف السلطات المصرية بعد عن هوية مرتكب الانفجار أو المخططين له، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه.