واشنطن تريد «حلا لبنانيا» للأزمة.. ولباريس دور «الميسر»

السفير الأميركي يصل إلى دمشق خلال أيام

TT

تشدد الإدارة الأميركية على أهمية التوصل إلى «حل لبناني» للأزمة السياسية في بيروت، الناتجة عن إسقاط الحكومة. إلا أنها ترى في الوقت نفسه، أن بإمكان باريس لعب دور «الميسر» للتوصل إلى هذا الحل، وهذا ما تم بحثه بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في واشنطن هذا الأسبوع، قبل أن يستقبل أوباما رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، في البيت الأبيض، أول من أمس.

وواصلت واشنطن مشاوراتها مع الرياض وباريس والدوحة في السعي إلى عدم تفاقم الأزمة السياسية. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى: «نحن نرى دورا بنّاء لفرنسا، ولكن عليها أن تعود إلى قادة لبنان»، مضيفا: «فرنسا في موقع جيد جدا للعب دور الميسر».

وأشار المسؤول إلى الدور السعودي، قائلا إن «السعودية استضافت لقاء الطائف عام 1989، ودعمت لبنان منذ ذلك الحين، وهي في موقع جيد للعب دور لتيسير الأمور». ونفى المسؤول مجددا الادعاءات بأن واشنطن عرقلت اتفاقا سعوديا - سوريا لحل الأزمة، قائلا: «لم نفعل ذلك، والسعودية لديها مصلحة في أمن واستقرار لبنان، ونحن نشاركها هذه الأهداف». وأضاف أن دولا أخرى مثل قطر يمكن أن تساعد في حل الأزمة، ولكن شدد على أن الأمر الأساسي هو أن يكون الحل النهائي حل لبنان». وأضاف المسؤول الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم كشف هويته بسبب حساسية الموضوع أن «على اللبنانيين اختيار قادتهم.. ولكن نحن معجبون بقيادة سعد الحريري، الذي عمل خلال الأشهر الـ14 الماضية من أجل دفع أجندة الشعب اللبناني في ظروف صعبة، وعلى الرغم من العرقلة من أطراف أخرى». وأوضح المسؤول أن الإدارة الأميركية لم تفاجأ باستقالة الوزراء الموالين لحزب الله وكتلة 8 آذار، واعتبر أن «حزب الله والجنرال (ميشال) عون وغيرهم عملوا على عرقلة عمل الحكومة والبيان الوزاري الذي تم الاتفاق عليه، وكان من المفترض أن يشكل أرضية عمل الحكومة عند تشكليها قبل عام».

وأضاف أن تصرفاتهم «عملت من أجل وقف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان»، موضحا: «الأمر يثير الاستغراب، فهم مستعدون للاستغناء عن الحكومة من أجل وقف المحكمة الدولية».

وبينما ترفض واشنطن ادعاءات بعض الأطراف اللبنانية، مثل حزب الله، بأن المحكمة مسيسة، أكد المسؤول بأن «المحكمة ستواصل عملها» بدعم من الأمم المتحدة.

وأضاف: «حزب الله والجنرال عون يعيقون عمل البرلمان والحكومة لهدف لا يمكنهم تحقيقه»، معتبرا أن الناخبين اللبنانيين صوتوا لنوابهم من أجل العمل الحكومي، وليس لـ«إطلاق أزمة دستورية».

وردا على سؤال عما إذا كانت استقالة الوزراء قد أثرت على لقاء الحريري مع أوباما، لأنها تزامنت مع اللقاء، قال المسؤول: «لا أعلم إذا كان التوقيت متعمدا، ولكنه يصب في نمط محاولة حزب الله شل الحكومة». وأضاف أن أوباما حرص في اللقاء على «إظهار دعمه للحريري الذي أظهر قيادة استثنائية في ظروف صعبة جدا». وسيكون الملف اللبناني الشائك من بين أول التحديات أمام السفير الأميركي الجديد في دمشق، روبرت فورد، المتوقع أن يصل إلى دمشق خلال الأيام المقبلة. وبعد سحب الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، السفير الأميركي في دمشق على خلفية اغتيال رفيق الحريري، قبل أكثر من 5 أعوام، يعود السفير الأميركي إلى دمشق، وسط توترات جديدة حول المحكمة الدولية التي تنظر في الاغتيال. وقال المسؤول الأميركي: «نتوقع وصول السفير فورد إلى دمشق في الأيام المقبلة، وقد تم تعيينه لأننا بحاجة إلى قنوات حوار» مع السوريين. وأضاف أن قضية المحكمة الدولية والأوضاع في لبنان من بين أبرز القضايا التي تهتم إدارة أوباما ببحثها مع المسؤولين السوريين، موضحا: «الأمر ليس سهلا ولكننا نحتاج إلى الحديث مع السوريين حول قضايا عدة.. نحتاج إلى توضيح مواقفنا، وفهم مواقفهم، ومحاولة التوصل إلى علاقات بناءة (معهم)».