نائب الرئيس الأميركي بعد لقائه بالقادة العراقيين: لا يزال هناك عمل كثير

المالكي يؤكد لبايدن قدرة العراقيين على مواجهة التحديات

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن في مستهل لقائهما ببغداد أمس (أ.ب)
TT

بحث نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع كبار المسؤولين العراقيين في بغداد أمس «التقدم» الحاصل عبر تشكيل حكومة شراكة بعد أزمة سياسية استمرت تسعة أشهر ولم تنته فصولها بعد. كما كان متوقعا أن يبحث بايدن ما إذا كانت هناك حاجة لإبقاء قوة أميركية في العراق بعد الانسحاب النهائي المقرر قبل نهاية العام الحالي.

ووصل بايدن إلى بغداد قادما من باكستان فجر أمس في زيارة هي السابعة إلى العراق منذ يناير (كانون الثاني) 2009 بعد أن كلفه الرئيس الأميركي باراك أوباما بملف هذا البلد. وضم الوفد الأميركي السفير في بغداد جيفري جيمس وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال لويد أوستن والدبلوماسي توني بلينكين ونائب وزيرة الخارجية ويليام بيرنز وثلاثة من مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال بايدن للصحافيين حول الهدف من الزيارة: «أنا هنا للاحتفال مع العراقيين بالتقدم الذي حققوه، لقد شكلوا حكومة وهذا شيء جيد». لكنه استدرك قائلا: «لا يزال هناك عمل كثير».

والزيارة هي الأولى إلى العراق منذ تولي نوري المالكي رئاسة الحكومة للمرة الثانية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد تسعة أشهر من الانتخابات التشريعية الماضية. كما التقى بايدن الرئيس العراقي جلال طالباني وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي.

وينتشر حاليا خمسون ألف جندي أميركي في العراق. لكن مسؤولين من البلدين يطالبون ببقاء قوة أميركية صغيرة، خاصة من أجل تقديم دعم جوي ومساعدة عسكرية. وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية إن الولايات المتحدة تتمسك بالجدول الزمني المتفق عليه للانسحاب الكامل، حسب ما أفادت به وكالة «رويترز». لكن إذا طلب المالكي من الولايات المتحدة البقاء في البلاد، فإن إدارة الرئيس باراك أوباما ستقبل القيام بذلك بشكل من الأشكال. وفي هذا السياق، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن مسألة إبقاء قوات أميركية في العراق إلى ما بعد 31 ديسمبر(كانون الأول) 2011 سيكون على رأس الملفات التي سيبحثها بايدن مع القادة العراقيين.

ويتعرض المالكي لضغوط لعدم تمديد فترة الوجود العسكري الأميركي بعد انتهاء الموعد المحدد حتى على الرغم من أن مسؤولين أميركيين وعراقيين يقولون إن العراق لن يتمكن من الدفاع عن حدوده بنفسه. فبحلول ذلك الوقت لن تكون القوات الجوية قد أصبحت قوة فعالة.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، المعارض الأبرز للوجود الأميركي في العراق الذي عاد مؤخرا بعد نحو أربع سنوات قضاها في إيران والذي يتولى تياره ست حقائب وزارية في الحكومة الجديدة، دعا في أول خطاب ألقاه السبت الماضي في النجف أنصاره إلى مقاومة الاحتلال الأميركي بكل الوسائل.

ونقل بيان عن المالكي قوله خلال اللقاء مع بايدن: «هناك ضرورة لتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات عن طريق تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي والبدء في عقد اجتماعات فورية للجنة العليا المشتركة». وأشاد بـ«جهود نائب الرئيس المتمثلة في دعم العراق للتخلص من العقوبات الدولية والخروج من طائلة الفصل السابع»، في إشارة إلى ثلاثة قرارات اتخذها مجلس الأمن في هذا الصدد الشهر الماضي. وأكد المالكي قدرة بلاده على «مواجهة التحديات التي تعترض طريقه سواء كانت على الصعيد الأمني أو السياسي (...) فالعراقيون ماضون في تحقيق أهدافهم ولن يستطيع أحد منعهم من تحقيق ذلك».

ونسب البيان إلى بايدن قوله إن «الدول التي كانت تتردد في دعم العراق أصبحت الآن مستعجلة لدخوله وتتطلع إلى توفر الفرصة المناسبة للتعاون معه والعمل هنا».

ولدى دخول بايدن والمالكي إلى قاعة الاجتماع، دبت الفوضى عندما قام حراس عراقيون بمنع الصحافيين من التقاط الصور وأغلقوا باب القاعة. وتدخل موظفو البيت الأبيض طالبين دخول الصحافيين المرافقين لبايدن إلى القاعة وبعد مفاوضات وتدافع تمكن مصور إحدى شبكات التلفزيون الأميركية من الدخول في ما لم يحالف الحظ الآخرين.

وجلس بايدن والمالكي في آخر القاعة يراقبان المشهد، فقال نائب الرئيس: «من الجيد جدا أن أعود وأرى صحافتكم لا تزال سليمة وجيدة وتزداد يوميا». وقال المالكي: «لا نعرف أعداد محطات التلفزيون التي سننتهي بها أو عدد الصحف والمجلات».

ولدى وصوله إلى مقر الرئيس العراقي جلال طالباني مازح بايدن طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية العراقي، قائلا: «هذا الرجل الأكثر أناقة في الشرق الأوسط. دائما أسأل إذا ما كان في إمكاني استعارة ملابسه (...) قلت لك سابقا إنه لو كان لدي هذا الشعر لكنت أصبحت رئيسا».