كلينتون للدول العربية: اصلحوا وإلا ستغرقون في الرمال

قالت إن رسالة أوباما لم تلق آذانا صاغية

TT

وجهت وزيرة الخارجية الأميركية انتقادات لاذعة للحكومات العربية في الدوحة يوم الخميس، مشيرة إلى أن دولهم تواجه خطر الغرق في عاصفة الاضطرابات والتطرف ما لم يعمدوا إلى تحرير أنظمتهم السياسية واستقرار اقتصادات دولهم.

كانت ملاحظات كلينتون، التي كررت الانتقادات الأميركية، قوية هذه المرة، مشيرة إلى الإحباط وأن رسالة إدارة أوباما إلى العالم العربي لم تلق آذانا صاغية.

وقالت بوجه جامد الملامح أمام عدد من الوزراء الأجانب ورجال الأعمال والمنظمات الحقوقية: «إن مؤسسات المنطقة تغرق في الرمال في كثير من الأماكن وبأشكال متعددة، وإن الشرق الأوسط الجديد والديناميكي الذي تراه يجب أن يتعزز على أسس أصلب ويتجذر وينمو في كل أنحاء المنطقة».

تأتي تصريحات كلينتون في ختام جولة خليجية لها استمرت 4 أيام حملتها من اليمن الفقير إلى سلطنة عمان المنفتحة والمزدهرة نسبيا، كما توقفت أيضا في أبوظبي قبل أن تنهي جولتها في قطر، الإمارة الغنية التي لا تزال تختال باختيارها لاستضافة نهائيات بطولة كأس العالم 2022.

وخلال إلقاء كلينتون خطابها الانتقادي، تصاعدت الأحداث في الخلفية مع تزايد الاضطرابات في تونس، التي تهدد حكومتها لتدعم حججها، وأزمة سياسية تتصاعد في لبنان تظهر مدى وحدود النفوذ الأميركي في المنطقة.

ولا تملك الولايات المتحدة سوى نفوذ محدود على اللاعبين الأساسيين في لبنان، خاصة ميليشيا حزب الله التي انسحب وزراؤها من التحالف الحكومي في بيروت يوم الأربعاء، مما أدى إلى انهيار الحكومة.

وفي أعقاب يوم من زيارتها لليمن يوم الثلاثاء، أعلنت الحكومة اليمنية أنه لأسباب أمنية يجب على الموطنين الحصول على تصريح لزيارة السفارات الأجنبية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية «سبأ». كانت الوزيرة قد التقت رموز المعارضة اليمنية في العاصمة صنعاء.

وقالت كلينتون: «الذين يتمسكون بالوضع الراهن كما هو قد يتمكنون من الصمود أمام مشكلات بلدانهم لفترة قصيرة، ولكن ليس للأبد. وإن آخرين سيملأون الفراغ إذا فشل القادة في إعطاء رؤية إيجابية للشباب وسبل حقيقية للمشاركة؛ فالعناصر المتطرفة والمجموعات الإرهابية والجهات الأخرى التي تتغذى من الفقر واليأس، موجودة على الأرض وتنافس على النفوذ».

وصبت كلينتون أغلب انتقاداتها على الفساد الذي قالت إنه يعمل على تآكل الاقتصادات العربية ويجعل الحياة مستحيلة بالنسبة للأجانب أصحاب الشركات في الدول العربية.

وقالت: «من أجل الحصول على ترخيص، لا بد لك من دفع رشا إلى الكثير من الأفراد، وعند العمل ينبغي عليك دفع رشا أيضا، ولكي يستمر عملك لا بد من رشوة الأفراد أيضا. ومحاولة تصدير بضائعك لا بد من أن ترشو البعض، ومن ثم فعندما ترشو الجميع لن تكون هناك شركة مربحة».

حتى عندما ألح البعض على كلينتون في معرفة سبب صمت إدارة أوباما تجاه توسعة إسرائيل للمستوطنات في الضفة الغربية - القضية التي أثارت الغضب في العالم العربي وتسببت في انهيار عملية سلام الشرق الأوسط - دافعت عن ذلك، مشيرة، وهي تحملق في الجلوس في الغرفة، إلى أن الولايات المتحدة فشلت في حمل الكثير من الدول على تنفيذ طلباتها وأن الأميركيين يحملون عبئا كبيرا في تسوية النزاعات في العالم.

* خدمة «نيويورك تايمز»