طالباني يبحث مع السيستاني تطورات الأوضاع السياسية في العراق

النجف تستضيف غدا مؤتمر حوار الأديان بمشاركة جميع المكونات الدينية

TT

اجتمع الرئيس العراقي جلال طالباني أمس مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني وبحث معه تطورات الأوضاع السياسية في البلاد. كما التقى طالباني بقية المراجع الشيعة.

وفي مؤتمر صحافي، قال طالباني إنه أبلغ المرجعية الدينية بقدرة الحكومة الجديدة على تحقيق أهدافها، مبينا أن الأخير دعا إلى مكافحة الفساد في المؤسسات الحكومية وحماية جميع مكونات الشعب العراقي دون استثناء.

وحسب موقع «بيامنر» الكردي، أضاف طالباني أن السيستاني «شدد على ضرورة أن تعمل الحكومة الجديدة لخير العراق وتقديم الخدمات الضرورية للشعب العراقي»، مبينا أنه «أبلغ السيستاني أن الحكومة الجديدة جادة في تحقيق الأهداف المطلوبة منها». كما نقل عن السيستاني «إدانته لما ما يتعرض له المسيحيون من أعمال تهدف إلى التفرقة بين مكونات الشعب العراقي وتشويه سمعته بين الدول، فضلا عما تعرض له الكرد الفيليون خلال فترة النظام السابق بعد اتهامهم بالتبعية كونهم من الطائفة الشيعية والقومية الكردية»، ناقلا عن السيستاني قوله إن «العراقيين جميعهم إخوة ولا نقبل الظلم على أي أحد».

إلى ذلك، توجه وفد يمثل المكونات الدينية في إقليم كردستان إلى النجف للمشاركة في المؤتمر الذي تنظمه وزارة الثقافة العراقية للفترة من 16 - 18 من الشهر الجاري تحت عنوان «حوار الأديان مصدر أساسي لاستقرار البلاد والعباد» وبمشاركة الكثير من المرجعيات والمراكز الدينية في العراق وشخصيات أكاديمية وثقافية من مختلف بلدان العالم.

وفي تصريح أدلى به مدير إعلام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في حكومة إقليم كردستان مريوان النقشبندي وهو في طريقه إلى مطار أربيل متوجها إلى النجف قال: «إن هذا المؤتمر يكتسب أهميته البالغة من ناحيتين، الأولى أنه يأتي في خضم تصاعد الهجمات والتهديدات على بعض المكونات الدينية في العراق وفي مقدمتهم الإخوة المسيحيون الذين يتعرضون إلى جرائم القتل الجماعي والاغتيالات من قبل قوى تدعي انتماءها إلى الإسلام بهدف إفراغ العراق منهم، والثانية أن هناك حضورا لافتا لعدد كبير من المثقفين من مختلف دول العالم في المؤتمر، خصوصا الشخصيات الثقافية المهتمة بحوار الأديان مما يعطي زخما أكبر لجهود فتح أبواب الحوار البناء والتفاهم المشترك بين فئات المجتمع العراقي، خاصة أديانه المختلفة التي عاشت لقرون طويلة بوئام وسلام». وأشار النقشبندي إلى «أن إقليم كردستان سيشارك بوفد يمثل جميع أديانه (الإسلام والمسيحية واليزيدية) من ضمنهم مدير عام شؤون المسيحيين بوزارة الأوقاف خالد جمال ألبير وخيري بوزاني مدير عام شؤون اليزيديين، وسيقدم أعضاء الوفد 3 بحوث تركز على التعايش السلمي بين الأديان الثلاثة وانعكاساته على أمن واستقرار إقليم كردستان».

وكشف مدير عام المكتب الإعلامي في وزارة أوقاف كردستان المحاور الرئيسية التي سيركز عليها المؤتمر بالقول «هناك عدة محاور يركز عليها المؤتمر، وهي أهمية وضرورة حوار الأديان بهدف التقريب بين فئات المجتمعات في الدول وفي العراق على وجه الخصوص، ودور الحوزة العلمية والمراجع الكبار في النجف في إرشاد وتوجيه رجال الدين والمثقفين والتقريب بينهم، ومحور يركز على أهمية حوار الأديان في تحقيق أمن واستقرار العراق». وأضاف «يكتسب المؤتمر أهميته البالغة من خلال التركيز على حوار الأديان دون الخوض في الخلافات المذهبية، وكذلك من مشاركة الوقفين السني والمسيحي وحضور شخصيات ثقافية كثيرة من دول العالم في النجف».

يذكر أن الكثير من المثقفين دعوا في الفترة الأخيرة المراجع الإسلامية إلى إصدار فتوى واضحة لتحريم عمليات القتل التي تستهدف أبناء الطوائف الدينية في العراق.