نائب الرئيس الأميركي يجدد لبارزاني تعهد بلاده بحماية أمن إقليم كردستان

رئاسة الإقليم لـ«الشرق الأوسط»: على القادة العراقيين ألا يخجلوا من طلب بقاء قوات

TT

بحث الزعيم الكردي مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، مع نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي وصل مساء أول من أمس إلى أربيل قادما من بغداد، الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، وتركزت مباحثاتهما على مرحلة ما بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، وإبقاء قوات أميركية في العراق بعد نهاية ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي 2011، خاصة بعد صدور تصريحات من قبل قادة عراقيين بعدم جاهزية القوات الأمنية بحلول ذلك الموعد للدفاع عن حدود البلد.

وفي اللقاء الذي جرى في مقر بارزاني وحضره نائب رئيس الوزراء العراقي، روز نوري شاويس، ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية، وليام بيرنز، والسفير الأميركي لدى العراق، جيمس جيفري، وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال لويد أوستن، جدد نائب الرئيس الأميركي تعهد بلاده بحماية أمن واستقرار إقليم كردستان في مرحلة ما بعد انسحاب القوات الأميركية.

ونقل مصدر في ديوان رئاسة إقليم كردستان لـ«الشرق الأوسط» أن بايدن أشار أثناء لقائه بارزاني إلى المبادرة الكردية لإنهاء أزمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، مؤكدا أنه «أثناء محادثاتنا مع كبار قادة العراق وجدنا منهم تأكيدا على أن مبادرة بارزاني كانت هي الأساس لتجاوز معضلة تشكيل الحكومة وإنقاذ البلاد من أزمة خطيرة عصفت بها، ولكن رغم أن المبادرة نجحت في التغلب على تلك الأزمة والخروج بحكومة شراكة وطنية جديدة في العراق، فإننا نعتقد بأن هناك أمورا عديدة في حاجة إلى الحسم لتكتمل تلك المبادرة، ولذلك فإن دور بارزاني ما زال مطلوبا». وأضاف بايدن: «لقد لمست أثناء مباحثاتي مع معظم القادة العراقيين أنهم يعولون على شخص بارزاني للتغلب على الكثير من المشكلات والخلافات التي تعترضهم، وهذا دليل على ثقل وفاعلية الدور الكردي في العراق وساحته السياسية».

من جهته، ثمن بارزاني تعهدات الإدارة الأميركية فيما يتعلق بتأكيد التزامها بحماية أمن واستقرار الإقليم، مؤكدا استعداده لمواصلة دوره في إنجاز مهمة تشكيل وتدعيم حكومة الشراكة الوطنية، ومشيرا إلى «أننا قطعنا شوطا مهما على صعيد تحقيق التوافقات السياسية للخروج بتشكيلة حكومية ترضي جميع الأطراف، وبقيت بعض المسائل الثانوية التي سنعمل على إنجازها خلال الفترة القادمة». وأكد بارزاني: «إننا نشعر بفخر لنجاح مبادرتنا التي هي مبادرة شعب كردستان، والتي أثبتنا خلالها تمسكنا بالعراق الديمقراطي الفيدرالي».

وحول ما إذا كان بارزاني قد تباحث مع المسؤول الأميركي بشأن بقاء جزء من القوات الأميركية في العراق، خصوصا مع صدور تصريحات من قادة عراقيين تؤكد عدم جاهزية القوات العراقية لحماية الوضع الداخلي وأمن الحدود بعد الانسحاب الأميركي، قال الدكتور فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة الإقليم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «فيما يتعلق بالعلاقات العسكرية بين العراق والولايات المتحدة، هناك اتفاقات عسكرية موقعة بين البلدين تحدد شكل تلك العلاقات، وفيها أيضا جدول زمني يحدد مواعيد انسحاب القوات الأميركية ومصير الوجود العسكري الأميركي في العراق، وفي حال كانت هناك حاجة إلى التمديد لجزء من القوات الأميركية في العراق، فإن الأمر يحتاج إلى اتفاقات جديدة بين البلدين. وحول ما تشيرون إليه من تصريحات بعض القادة العراقيين بعدم جاهزية القوات العراقية لتولي الملف الأمني وضبط الحدود ورد الاعتداءات أو العدوان على العراق، فأنا أعتقد بأنه على القادة العراقيين أن يستثمروا عامل الوقت لتدارك هذا الموضوع، فالقوات الأميركية ستنسحب خلال العام، وهناك فترة مناسبة للدخول في مفاوضات ومباحثات مع الجانب الأميركي لبحث هذه المسألة، وأعتقد بأنه في حال حاجة العراق إلى حماية أميركية فعلى القادة العراقيين ألا يخجلوا من التصريح بذلك، وفي المحصلة فإن تقييم الوضع الأمني ومدى جاهزية القوات الأمنية العراقية عائد إلى قادة الحكومة العراقية».فإذا وجدوا أن الأمور تبشر بالخير وأن قواتها قادرة على الإمساك بالملف الأمني وتولي الدفاع عن حدود العراق، فذلك خير على خير، أما إذا كانت الجاهزية غير متوافرة فلا يجب أن يخجلوا من التباحث مع الأميركيين لتوقيع اتفاق جديد يحدد شكل وجود القوات الأميركية ومهامها في العراق، فلا يجوز وضع مستقبل العراق على كف عفريت كما يقال، وعلى القادة العراقيين أن يتداركوا الوضع قبل انتهاء مدة بقاء القوات الأميركية، ومن ثم رحيلها عن العراق، ولديهم وقت كاف للتفكير في هذا الأمر واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان أمن واستقرار العراق وطمأنة أبنائه على مستقبلهم».