شركات الجوال في إقليم قندز الأفغاني تعيد فتح شبكاتها ليلا

كابل: طالبان تتخلى عن معارضتها تعليم البنات

TT

تمكن سكان إقليم قندز الأفغاني من استخدام الهواتف الجوالة ليلا بعد أن عادت شركات الجوال الأربع لتقديم خدماتها في فترة الليل عقب فترة من التوقف بسبب ضغوط من حركة طالبان. وأكدت القوات الألمانية، المسؤولة عن تلك المنطقة، صحة النبأ الذي وُصف بأنه نجاح في التصدي لطالبان. كانت ضغوط طالبان قد أجبرت شركات الجوال الأربع على إغلاق شبكاتها اعتبارا من حلول الليل وحتى الصباح منذ الربيع الماضي. وقال مصدر من شركة «روشان لخدمات الجوال» طلب عدم ذكر اسمه: «كان علينا إغلاق الشبكات ليلا حتى لا تقوم طالبان بعمليات ضد موظفينا». وأضاف: «لكننا الآن نعود للعمل المتواصل بعد انتهاء التهديد».

كانت طالبان قد بررت مطلبها بأنها تريد حماية مقاتليها من قوات الأمن التي من الممكن أن تحدد مواقعهم عبر إشارات الجوال. إلى ذلك، قال وزير التربية الأفغاني فاروق وردك: إن حركة طالبان قد تخلت عن معارضتها تعليم الفتيات في البلاد. وفي مقابلة، نشرت تفاصيلها في الملحق التربوي لصحيفة «التايمز» البريطانية، قال وردك: «إن التبدل الثقافي يعني أن طالبان لم تعد تعارض تعليم الفتيات». يُشار إلى أنه لم يكن يُسمح للنساء في ظل حكم حركة طالبان بالعمل أو الحصول على التعليم. وقال الوزير الأفغاني، الذي تحدث إلى الصحيفة في لندن خلال مشاركته في الملتقى التربوي العالمي: «ما أسمعه في أعلى مستوى لرسم السياسة في طالبان هو أن الحركة لم تعد تعارض التعليم، بما في ذلك تعليم الفتيات».

وأضاف وردك: «آمل أن تكون هنالك، إن شاء الله، في القريب العاجل، مفاوضات سلمية ذات معنى مع معارضتنا، وذلك لن يكون مساومة على حقوق الإنسان الأساسية والمبادئ الأساسية التي توجهنا في مجال تقديم تعليم متوازن وذي نوعية عالية لشعبنا».

كان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي قد أكد في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن محادثات غير رسمية تجري مع قادة من حركة طالبان، وذلك في مسعى لإنهاء حركة العنف المسلح الدامي الذي تعانيه البلاد منذ أكثر من تسع سنوات. أما تصريحات وزير التربية الأفغاني فتشير إلى أن المفاوضات مع طالبان قد تجاوزت قضايا معينة من قبيل إطلاق سراح السجناء لتطال مناطق أخرى مثل سياسة الحكومة. واعترف وردك بأن المعارضة التاريخية للتعليم تجاوزت حركة طالبان لتشمل «الجيوب العميقة» للمجتمع الأفغاني. وقال: «هذا هو سبب عدم وجود مدرس أو مدرسة من بين المواطنين الأفغان في الكثير من أقاليم البلاد». وأردف: «خلال فترة طالبان كانت نسبة الفتيات من بين المليون طالب أفغاني لدينا صفر في المائة، ونسبة المدرسات صفر في المائة أيضا. أما اليوم، فنسبة الإناث بين الطلاب تصل إلى 38% والمعلمات 30% من نسبة إجمالي المعلمين في البلاد».