هولنديون من أصول إسلامية يصرخون: نحن عرضة للتطرف

قالوا إنهم يعانون من مشكلات نفسية وعدم مبالاة

TT

في رسالة مفتوحة إلى وسائل إعلام هولندية، وقّع عليها العشرات من الاختصاصيين الهولنديين من أصول إسلامية، يعملون في الحقل الاجتماعي والإنساني، أكد هؤلاء الشبان، وهم من أصول تركية، أنهم يعانون من مشكلات، ووضعهم مثير للقلق، لأن ارتباطهم بالمجتمع بدأ يتفكك، كما أن مجموعة كبيرة منهم تعاني من مشكلات نفسية وعدم مبالاة، وأنهم عرضة للتطرف الإسلامي والانزلاق إلى عالم الجريمة، حسب ما نشرت صحيفة «دي فولكس كرانت» اليومية الهولندية على موقعها بالإنترنت، التي تسلمت الرسالة من الشبان الهولنديين.

ومن جانبها، اعتبرت الحكومة التركية أن السبب المهم وراء وقوع الشباب التركي المهاجر في المشكلات، هو سياسة الهجرة التي تعتمدها هولندا. ونقلت الصحيفة نفسها عن فاروق سيليك، الوزير التركي الذي يعنى بشؤون الأتراك في الخارج، قوله إن السياسة القاسية التي تعتمدها هولندا تحت اسم «سياسة الاندماج»، لم تؤد إلى اندماج المهاجرين، بل إلى عزلهم عن محيطهم.

وقال الوزير التركي، إن حقيقة أن الشباب الهولنديين من أصل تركي، ما زالوا يشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية في المجتمع، وغير مرحب بهم أو يتعرضون للتمييز، هذا كله يظهر أن على السلطات الهولندية أن تعيد النظر في سياسة الاندماج التي تعتمدها.

ونقلت إذاعة هولندا عن الخبير التربوي، قادر طاس، أحد الذين أطلقوا النداء الأخير، قوله إن الجيل الشاب يبدو الآن ضائعا ولا يجد ما يستند إليه ليشعر بالقوة.

ويزيد من ذلك الصعوبات التي يواجهونها في سوق العمل، ويقول المشاركون في كتابة الرسالة «النداء»، إنهم طرقوا أبواب السياسيين أكثر من مرة دون جدوى.

لكن النائب توفيق ديبي، عن حزب اليسار الأخضر، هو الناطق باسم الحزب في شؤون الهجرة والاندماج، وهو من أصل تركي، يرفض هذا الاتهام، موضحا: «أولا أنا لا أتفق مع القول بغياب الاهتمام بهذا الموضوع. نحن نناقش سياسات الاندماج عدة مرات في السنة. ما نلاحظه هو أن الأتراك يتفوقون على الجاليات الأخرى في مجال النشاط العملي والتجاري، ولكنهم يتخلفون عنها في مجال القدرات اللغوية في المدارس. الرسالة المفتوحة الأخيرة هي بالنسبة لنا مناسبة لنناقش مع الوزير المختص ما الذي يمكن فعله لتجاوز مشكلة التخلف اللغوي». ويحذر أصحاب الرسالة المفتوحة أيضا من خطر أن يتوجه الشباب الأتراك إلى التطرف الإسلامي. لكن الخبراء المختصين يرون أن هذا التحذير لا يستند إلى مؤشرات ملموسة.

وحسب هؤلاء الخبراء فإن مشاعر الإحباط، كتلك التي يعاني منها بعض الشباب الأتراك لا تشكل إلا سببا ثانويا جدا في تفسير الميول الدينية المتطرفة. ويدرس البروفسور تايل سونير، من جامعة أمستردام الحرة، من سنوات الشؤون التركية وشؤون الإسلام في أوروبا.

ويبدو أن لدى البروفسور قلقا من نوع مختلف تماما: «نحن نتحدث عن جيل ولد ونشأ في هولندا. لكن مع ذلك ما زال ينظر إليهم باعتبارهم أجانب، وأن عليهم إثبات أنهم يستحقون أن يحصلوا على مكان في المجتمع. في رأيي هذه مشكلة خطيرة، ويجب أن ينصرف الاهتمام لمعالجتها. أشعر بهذه المشكلة من خلال أحاديثي مع الشباب. إنهم يتساءلون: ماذا علينا أن نفعل لنكون مقبولين؟».

يذكر أنه قبل أيام قليلة، وتحت شعار «المسلمون أمة واحدة»، انعقد الملتقى الرابع للمسلمين الجدد في مدينة لاهاي الهولندية، وبمشاركة ما يقرب من 1600 شخص، وجاء التنظيم بالتعاون بين مؤسسة «اكتشف الإسلام»، و«منتدى المسلمين الجدد في هولندا»، وبهدف خلق جسر تواصل بين المسلمين الجدد، وباقي فئات المجتمع من أصول إسلامية أو غير إسلامية، ومن الهولنديين وغير الهولنديين، وتحدث في الملتقى عدد من الشخصيات التي يطلق عليهم دعاة من المسلمين الجدد، وأصحاب تجارب، منهم الداعية البريطاني عبد الرحيم غرين، بالإضافة إلى دعاة من أصول تركية وعربية.

وفي تصريحات لمواقع إعلامية على الإنترنت، قال يعقوب فان دير بلوم، رئيس مؤسسة «اكتشف الإسلام»، إن الملتقى شكل فرصة للتعلم من تجارب السابقين من المسلمين الجدد، ولتوفير الفرصة كي يجلس الناس إلى بعضهم بعضا، ويتبادلوا الخبرات.