بريطانيا: حزب العمال المعارض يحقق فوزا كبيرا في انتخابات فرعية.. في ضربة للائتلاف الحاكم

اعتبر أن النصر رسالة واضحة من الناخبين لسياسات «الحكومة غير الشعبية»

TT

في مؤشر على استياء البريطانيين من الائتلاف الحكومي الذي يقوده حزب المحافظين بمشاركة حزب الليبراليين الديمقراطيين، حقق حزب العمال البريطاني فوزا كبيرا أمس في أول انتخابات فرعية تجري منذ الانتخابات العامة في مايو (أيار) الماضي، والتي خسر فيها الحزب الذي حكم بريطانيا لـ13 عاما، وتحول إلى الحزب المعارض الرئيسي في البلاد. وفاز مرشح حزب العمال بفارق 3500 عن المرشحين الآخرين، بعد أن كان مرشح الحزب قد فاز بصعوبة في الانتخابات العامة، بفارق 103 أصوات فقط عن مرشح الليبراليين الديمقراطيين.

وكانت محكمة بريطانية قضت بإزاحة النائب العمالي عن منطقة «أولدام أند سادلوورث»، فيل وولاس، الذي فاز في انتخابات مايو الأخيرة، بعد أن تبين أنه اعتمد دعاية كاذبة خلال الحملة الانتخابية. ورشح حزب العمال مكانه ديبي أبراهامز التي تمكنت من الحفاظ على المقعد، والفوز بعدد أكبر بكثير من أصوات الناخبين.

وفي أول اختبار حقيقي لشعبية حزبي الائتلاف الحاكم، كان حزب المحافظين هو الخاسر الأكبر، بينما لم تكن خسارة الليبراليين الديمقراطيين بالسوء الذي كان متوقعا. وخسر مرشح حزب المحافظين 7 آلاف صوت عن الانتخابات الأخيرة، ولم يحصل إلا على 12% من نسبة الأصوات، فيما اعتبر بأنه ضربة كبيرة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون. أما حزب الليبراليين الديمقراطيين الذي يتزعمه نائب رئيس الوزراء نيك كليغ، فقد جمع 32% من نسبة التصويت، وهي النسبة نفسها تقريبا التي حصل عليها في المرة السابقة.

ومن المتوقع أن يعطي فوز حزب العمال دفعا لزعيمه الجديد الشاب إد ميليباند، الذي يجد صعوبة لإثبات نفسه منذ انتخابه قبل أشهر قليلة، خلفا لرئيس الوزراء السابق غوردن براون الذي استقال بعد خسارة حزبه في الانتخابات. وقال ميليباند فور إعلان فوز مرشحة حزبه إن الناخبين أعلنوا رفضهم لسياسات الحكومة الائتلافية. وتثير الحكومة استياء شعبيا بسبب سياسات تخفيض الإنفاق العام التي اعتمدتها بهدف خفض الدين العام، والتي تستهدف في الكثير منها خدمات مقدمة للطبقة الوسطى والفقيرة من الشعب. وقال ميليباند: «هذه خطوة أولى من رحلة طويلة لحزب العمال، ولكن الأهم، آمل أن تستمع هذه الحكومة إلى ما قاله الناس حول القضايا الأساسية (التي تعنيهم)».

وقد أعطت النتائج أيضا جرعة أمل لليبراليين الديمقراطيين الذين لم يمنوا بخسارة قاسية، كما كانوا يتوقعون. ومنذ دخولهم الحكومة إلى جانب حزب المحافظين، انخفضت نسبة التأييد الشعبي لليبراليين الديمقراطيين بشكل دراماتيكي، من 24% قبل الانتخابات إلى 7% فقط بحسب أحد الاستطلاعات. وظهر كليغ، زعيم الحزب الذي من أكثر الزعماء شعبية قبل الانتخابات، بعد إعلان النتائج ليعلن عزمه على استرداد المقعد في الانتخابات المقبلة.

ويتهم الناخبون كليغ بالنكثان بوعوده الانتخابية، وخصوصا فيما يتعلق بوعده بعدم رفع الأقساط الجامعية، وهو ما تخلى عنه بعد دخوله السلطة. ولكن يصر كليغ على أن البريطانيين الذي تخلوا عن حزبه سيعودون إليه في نهاية عهد البرلمان عام 2015، عندما يرون النتائج الكاملة للسياسات التي اعتمدتها الحكومة الائتلافية. وقال أمس: «لقد أخذنا على عاتقنا اتخاذ قرارات صعبة للغاية لأن حزب العمال ترك الاقتصاد البريطاني في الفوضى ونحن الآن مضطرون للتنظيف من بعدهم».

ولكن الخاسر الأكبر أمس كان حزب المحافظين الذي يحاول فرض أجندة قاسية على البريطانيين من خلال تقليص الإنفاق العام، في خطط تطال المواطنين في مرافق حياتية أساسية، مثل التعليم والخدمات العامة والأمن، من خلال تقليص عدد الشرطة.. خصوصا مع رفع الضريبة على القيمة المضافة إلى 20% مطلع هذا العام.