الصداقة بين أعضاء الكونغرس الأميركي.. تجاور أحزاب

الأمهات منهن يتجنبن حفلات الكوكتيل بين الخامسة والسابعة والاجتماعات الصباحية المبكرة

غابرييل غيفوردز
TT

وصلتا معا إلى مبنى الكابيتول هيل، وعرفتهما واحدة من أعضاء الكونغرس ذات وجه بشوش، في المكان الذي لا يضم حماما واحدا للسيدات بالقرب من الطابق الأرضي الذي سيقومان فيه بالتصويت.

ثم جاءت القائدة التي تأكدت من حصول السيدات، بمن فيهن النائبتين الجديدتين، على بعض مقاعد لجنة خدمات الجيش. لقد كان هناك تخطيط سياسي وإجازات بجوار البحيرة ومواعيد مزدوجة مع زوجيهما، آخرها كانت لتناول البيتزا.

تقابل الأربعة في ولاية أريزونا لبضع لحظات ليلة الأربعاء، في حين فتحت النائبة غابرييل غيفوردز عينيها على أصوات صديقاتها تملأ فراغ غرفتها في المستشفى. وقال الدكتور مايكل ليمول، أحد جراحي الأعصاب المسؤولين عن حالة عضو الكونغرس، غابرييل غيفوردز، (التي أصيبت بالرصاص في رأسها في تجمع سياسي)، تعليقا على ما بدا رد فعل لأصوات زميلاتها في الكونغرس وهن: النائبة ديبي واسيرمان شولتز، ونانسي بيلوسي، وكريستين غيليبراند، من أعضاء مجلس الشيوخ: «أعتقد أنهن كن يشكلن مجموعة ربما تكون مفاجئة، لكن مألوفة، شجعتها على فتح عينيها والنظر حولها».

كثيرا ما كانت علاقة غابرييل غيفوردز، نائبة الكونغرس الديمقراطية عن ولاية أريزونا، مع نانسي، النائبة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، طيبة، إلا أنها تربطها صداقة حقيقية بديبي التي رحبت بها بحفاوة، وكريستين التي انتخبت عام 2006 معها. عندما تقابلتا أثناء تناول غداء سريع ومشروبات، انضمت لهما ستيفاني هيرسيث ساندلين، النائبة عن ولاية داكوتا الجنوبية، التي خسرت الانتخابات العام الماضي.

وتقول كريستين، النائبة الديمقراطية الجديدة عن نيويورك التي انضمت لاحقا إلى مجلس الشيوخ: «لقد تقابلنا في اليوم الأول لنا. لا يتم انتخاب الكثير من الشابات اللائي يرشحن لعضوية الكونغرس، لذا انجذبت إليها على الفور. إنها طيبة وذكية جدا». وكانت المرأتان تتحدثان عن السياسة والعمل، وكذلك عن حياتهما.

وقالت كريستين: «شأننا شأن كل الأمهات العاملات نبذل قصارى جهدنا»، مشيرة إلى تجنب حضور حفلات الكوكتيل التي تقام ما بين الخامسة والسابعة مساء، فهو وقت الحمام، وأيضا تجنب الاجتماعات التي تعقد في الصباح الباكر، فهناك موعد مع حافلة المدرسة. وقد كان زوجاهما على وفاق أيضا مما جعل من السهل الخروج في موعد عشاء جميعا بين آن وآخر مثل الذي تم الأسبوع الماضي في مطعم «ماتش بوكس» للبيتزا في واشنطن، وهو من المطاعم المفضلة لمارك كيلي، زوج غابرييل الذي يعمل رائد فضاء.

وتقول كريستين: «نستمتع بدعم بعضنا بعضا، لذا كان السماح لي ولديبي بزيارة غابي يعني الكثير حتى نشجعها ونخبرها بمدى حبنا لها، وأنها حاليا إلهام للدولة بأسرها». وقد مرت نائبات الكونغرس بأوقات عصيبة طويلة، لكن قضى بعضهن الوقت في ممارسة «البيسبول» لجمع تبرعات للشابات اللاتي يعانين من سرطان الثدي. وتشترك ديبي في قيادة فريق الكونغرس في السوفت بول، بينما تشترك كريستين في قيادة الفريق لصالح مجلس الشيوخ.

«لا أعتقد أنني أذيع سرا إذا قلت إن أدائي أنا وكريستين جيد جدا، لكن أداء غابي ليس كذلك. فعلينا أن نعمل على إقناعها حتى تشارك. دعنا نقول إنها كانت في مرحلة بناء القدرات».

تعرفت ديبي، النائبة الديمقراطية عن ولاية فلوريدا، إلى غابرييل في برنامج زمالة تشريعي قبل أن تصبح نائبة في الكونغرس، وقامت بحملة دعائية لها في تاسكون متشوقة لرؤية نجاحها. لقد كانت المرأتان جزءا من استراتيجية الحزب الديمقراطي التي تسمى بـ«من الأحمر إلى الأزرق» الساعية إلى جعل الديمقراطيين المعتدلين ينتزعون المناطق التي يسيطر عليها الجمهوريون.

وبمجرد ذهاب غابرييل إلى واشنطن، عرفت كل من ديبي وغابرييل أسرتيهما على بعضهما البعض في وقت الفراغ، وقضيا معا أوقات الإجازة في منزل ديبي بنيو هامبشاير. وقالت: «كنا نذهب لتسلق الجبال وركوب القوارب وطهي العشاء. كان أطفال مارك يلعبون مع أطفالي، فقد كانوا في غاية اللطف».

الحزب هو كل شيء في الكونغرس، لكن يمكن للنوع أن يلعب دورا مساعدا. وقالت النائبة كاثي ماكموريس رودجرز، النائبة الجمهورية عن واشنطن، التي تتذكر كيف كانت السيدات من الحزبين يزرنها عند ولادتها ابنها كول منذ ثلاثة أعوام: «هناك رابط بين السيدات في الكونغرس يتجاوز حدود الحزب». وأضافت: «هناك تجارب وقضايا تربطنا وندرك أننا ما زلنا أقلية نسائية. كثيرا ما نعمل معا على أمور تهم المرأة والطفل والأسرة، ونظرا لكوننا نساء، فإن هناك فرصة فريدة من نوعها للعمل على تلك القضايا معا. أعتقد أننا جميعا نعترف بأن الفوز بعضوية الكونغرس ما زال يمثل تحديا. وبصفتنا نساء، فلدينا هدف مشترك وهو انتخاب المزيد من المرشحات». فضلا عن أن النساء كن منخرطات دوما في سياسة الهوية. في سنة من السنوات، أهدت غابرييل نانسي زينة للكريسماس احتفظت بها، لكن لم يمنع هذا غابرييل من التصويت ضدها الشهر الحالي، عندما سعت إلى الاحتفاظ بالمنصب الأعلى في حزبها. لكن العلاقة التي تربط أولئك السيدات تزدهر، فحتى فريق «السوفت بول» يضم الحزبين على عكس أعضاء الكونغرس الذين يلعب كل حزب منهم ضد الآخر. وأوضحت ديبي قائلة: «لقد وفر هذا فرصة جيدة للترابط بين الحزبين. بوجه عام أعتقد أن الأعضاء أكثر تحضرا في التعامل مع بعضهن البعض. وربما نصلح أن نكون نموذجا يحتذى».

* خدمة «نيويورك تايمز»