عريقات لـ «الشرق الأوسط»: أميركا طلبت منا الامتناع عن الذهاب إلى مجلس الأمن ورفضنا

رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض قال إن الدول تأخذ مواقفها حسب مصالحها

TT

أكد رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات، رفض السلطة الفلسطينية لطلب أميركي بالامتناع عن الذهاب إلى مجلس الأمن لتقديم مشروع القرار الخاص بإدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي يحسم اليوم موعد تقديمه.

وقال عريقات لـ«الشرق الأوسط»: «الأميركيون قالوا لنا إنهم يعارضون ذهابنا إلى مجلس الأمن. لم يطلبوا حتى التأجيل، يريدون إلغاء المسألة برمتها، ولكننا قلنا لهم إن موقفنا لن يتغير وإننا ذاهبون كي نطرق باب مجلس الأمن للتأكيد على حقنا في اللجوء إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي».

وردا على سؤال حول جدوى الخطوة إذا كانت الولايات المتحدة تعارضها، ويمكن أن تستخدم الفيتو، قال كبير المفاوضين: «الدول تأخذ قراراتها وفق مصالحها».

ويعقد السفير الفلسطيني رياض منصور، المراقب الدائم لفلسطين في الأمم المتحدة، اليوم، جلسة تشاورية مع المجموعات المختلفة، العربية والإسلامية والأفريقية والأوروبية، لتحديد موعد تقديم مشروع القرار بالنسخة الزرقاء. ويعقد هذا الاجتماع كما قال عريقات بتعليمات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، الذي طلب من منصور تحديد موعد تقديم المشروع الفلسطيني للتصويت عليه.

ويطالب مشروع القرار باعتبار كل الاستيطان منذ عام 1967 في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس ملغيا وباطلا ومخالفا للقانون الدولي، والطلب من إسرائيل وقف الاستيطان بما في ذلك القدس، وتطبيق ميثاق جنيف الرابع لعام 1949 على الأراضي المحتلة بما يشمل مدينة القدس. وكان الرئيس الفلسطيني وجه رسائل إلى الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لدعم هذا المشروع.

وبسبب الاستيطان انهارت محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتمسك الفلسطينيون بضرورة وقف السرطان الاستيطاني قبل التوجه إلى طاولة المفاوضات.

وزاد الطين بلة، أمس، ما كشفت عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي من أن «اللجنة المحلية للتنظيم والبناء» في بلدية القدس، ستناقش الأسبوع المقبل خطة لإقامة 1400 وحدة استيطانية في مستوطنة «جيلو» المقامة على أراضي مدينة القدس المحتلة، بعد أن حظيت الخطة بالموافقات الأولية المطلوبة.

وقالت مصادر إسرائيلية إن المخطط قدم لأول مرة عام 2008 وحصل على الموافقات الأولية خلال وقت قصير جدا ويتقدم في المدة الأخيرة بوتيرة عالية، وقد حصل قبل شهرين على موافقة أولية من اللجنة اللوائية، ويتوقع أن يحصل على التراخيص النهائية خلال وقت قريب. ووصف المخطط الذي كان محل خلاف مع الولايات المتحدة، بأنه أحد أكبر مخططات البناء وراء الخط الأخضر، وأعرب ممثل حركة «السلام الآن» الإسرائيلية عن قلقه من ردود الفعل الدولية التي ستزيد برأيه من تقويض مكانة إسرائيل في العالم.

وأثار المخطط جدلا في إسرائيل، فقد أدانه اليساريون ورحب به اليمينيون، وقال وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي دانيال هيرشكويتز للصحافيين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: «حتى لو كان هناك توقف، فإنه لا يشمل القدس وهذا جزء من القدس لذا ليس هناك وقف على الإطلاق وإسرائيل سوف تستمر في البناء في عاصمتها».

وقالت بلدية القدس إن الحديث يدور عن مخطط يتبع لشركات مبادرات خاصة، قائلة: «أتواصل دفع البناء للعرب واليهود على السواء حسب الخارطة الهيكلية العامة. وإن البناء في القدس ضروري لتطور المدينة».

وأدانت السلطة الفلسطينية المشروع الاستيطاني الجديد في القدس، وعقب عريقات بقوله: «ندين بشدة هذه القرارات الإسرائيلية المتصاعدة والمستمرة في مجال الاستيطان وفرض الحقائق على الأرض. هذا دليل على أننا يجب أن نذهب إلى مجلس الأمن».

وحمل عريقات الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن انهيار العملية السلمية، وقال: «نتنياهو يثبت كل يوم أنه يختار الاستيطان على السلام، وعليه وعلى حكومته أن يتحملوا مسؤولية ذلك، ليس فقط على صعيد عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، ولكن على صعيد تبعات ذلك في المنطقة».

وطالب الإدارة الأميركية بالكف عن التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون، وقال: «آن الأوان للإدارة الأميركية لأن تحمل رسميا الحكومة الإسرائيلية مسؤولية انهيار عملية السلام بشكل كامل».

ومن جهتها، حذرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من خطورة مواصلة البناء الاستيطاني على الأرض الفلسطينية، وعزم بلدية الاحتلال في القدس على إقرار خطة لإقامة 1400 وحدة استيطانية في مستوطنة «جيلو»، جنوب المدينة المقدسة. وقالت في بيان صحافي، أمس، إن «ذلك يؤكد أنه لا يوجد على جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية سوى الاستيطان ونهب الأرض الفلسطينية».

وأكدت اللجنة التنفيذية مجددا عدم شرعية الاستيطان، وأنه ليس من حق إسرائيل البناء على أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس، وأن تصاعد عدوانية حكومة المستوطنين في إسرائيل لن ينال من عزيمة شعبنا وقيادته على التصدي لكل المخططات العنصرية التي تسعى إسرائيل من خلالها إلى فرض سياساتها العنصرية والعدوانية بغطرسة القوة، وتدمير أي آفاق للسلام والاستقرار في المنطقة.