مواطن مصري يحرق نفسه أمام البرلمان على طريقة «البوعزيزي» التونسي

محللون توقعوا استقرارا في الأسعار.. والرئاسة نفت أي توجه لزيادتها

TT

في الوقت الذي نفت فيه الرئاسة المصرية اتخاذ أي إجراءات لرفع الأسعار، أحرق مواطن مصري نفسه أمام مبنى البرلمان في وسط القاهرة على طريقة «البوعزيزي» التونسي، الذي تسبب في إشعال مظاهرات وتداعيات سياسية في بلاده، إلا أن محللين قالوا إن الأسواق المصرية تشهد حاليا استقرارا في الأسعار ما يحول دون وقوع احتجاجات شعبية كتلك التي شهدتها عدة بلدان أخرى كالجزائر والأردن.

وقام عبده عبد المنعم جعفر (49 سنة) صاحب مطعم بمحافظة الإسماعيلية شرق القاهرة بإشعال النار في نفسه أمام البرلمان المصري أمس بعد فشله في الحصول على حصة الخبز التي يعتمد عليها مطعمه في عمله اليومي، وقالت وزارة الصحة المصرية إنه نقل للمستشفى ويعاني من جروح سطحية بالصدر والرقبة بنسبة حروق 15 في المائة.

وقال شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط»: إن الرجل «وقف على رصيف مجلس الوزراء المقابل للبوابة الرئيسية لمجلس الشعب (مبنى البرلمان)، وسكب على نفسه البنزين ثم هتف حقي ضايع جوا (داخل) الدولة، ثم أشعل النار في نفسه». وأضاف شاهد العيان أن «النيران أمسكت بكل جسد الرجل وقام أمن بوابة مجلس الشعب باستخدام أسطوانات مكافحة الحريق لإنقاذه حيث تم نقله إلى مستشفى المنيرة العام».

وقال مصدر أمني كان ناقش الرجل قبل الحادث إنه «بمناقشة المواطن الذي أشعل النار في نفسه، قرر أنه قام بذلك بعد قطع حصة الخبز المدعم عن المطعم الذي يمتلكه، وبعد أن ضاق من تصرفات الأجهزة الأمنية والشعبية معه».

ومن جهتها، أكدت زوجة المواطن الذي قام بحرق نفسه، وتدعى صديقة عثمان (42 عاما) من قرية الحرش بمركز القنطرة غرب (التي تقع علة بعد 40 كلم شمال الإسماعيلية)، أن زوجها ترك المنزل منذ 4 أيام، قائلة إنه «اعتاد مغادرة المنزل عندما تنتابه حالة نفسية سيئة».

وأضافت أنهم من «أسرة فقيرة ولديهم أربعة أبناء يعانون من أمراض مزمنة»، وعللت سبب إقدام زوجها على حرق نفسه «بصعوبة حصوله على رغيف الخبز المدعم من أجل أسرته ومن أجل مطعمه الصغير الذي يمتلكه ويمثل له مصدر الرزق الوحيد»، وأنه «سعى أكثر من مرة لدى المسؤولين لمحاولة حل مشكلته إلا أنه فشل».

وقال اللواء عبد الجليل الفخراني، محافظ الإسماعيلية، إن المواطن يعاني من مرض نفسي. وأضاف: «لدينا تقارير من مستشفى الأمراض النفسية والعقلية تفيد بأنه دخل المستشفى أكثر من 10 مرات للعلاج»، مشيرا إلى أن «المواطن قام بتحرير محضر في قسم الشرطة ضد مدير مشروع المخابز بالقنطرة بدعوى عدم موافقته على زيادة حصته من الخبز المدعم، وبعد دراسة طلبه، تم إبلاغه بالموافقة على صرف زيادة له، ثم قام هو نفسه بعمل محضر صلح رسمي بقسم الشرطة».

ومن جانبه، أوضح الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة أمام مجلس الشورى (المجلس الثاني من البرلمان) أن «الحادث بسيط، وقع لمواطن له مشكلة إدارية في محافظته، وأنه تلقى العلاج اللازم بالمستشفى وسيخرج خلال يومين».

وأضاف الجبلي أن «الحالة العامة للمواطن جيدة»، مشيرا إلى أن «وزارة الصحة ليست جهة تحقيق وأنه ليس لديه معلومات دقيقة عن أسباب الحادث».

وطالب الدكتور مفيد شهاب، وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية «بعدم استباق الأحداث»، قائلا في الجلسة نفسها إن الأمانة تقتضي أن ننتظر التحقيقات الكاملة.

وكانت الرئاسة المصرية نفت وجود توجه لدى الحكومة لرفع الأسعار أو زيادة الضرائب، فيما قال الحزب الحاكم الذي يرأسه الرئيس حسني مبارك إنه (الحزب) ينسق مع الحكومة لتحسين الأداء في ما يخص القضايا الجماهيرية التي تهم المجتمع.

وتوقع الدكتور حمدي عبد العظيم رئيس أكاديمية السادات السابق أن تشهد الأسواق استقرارا في الأسعار الفترة المقبلة، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إنه يتوقع أن تقوم الحكومة بعمل «إصلاحات اجتماعية تتعلق بالأسعار والأجور، لضمان استقرار الوضع الأمني والشعبي في البلاد».

وأشعل 5 جزائريين على الأقل النار في أنفسهم خلال الأيام الماضية بسبب غلاء المعيشة والبطالة على طريقة محمد البوعزيزي الذي لقي حتفه بعد أن أشعل النار في نفسه احتجاجا على منع السلطات المحلية له عرض بضاعته على الرصيف في مدينة سيدي بوزيد بتونس.