رئيس الاستخبارات الباكستانية لـ«الشرق الأوسط»: السياسة الأميركية في أفغانستان تفشل بسبب الاعتماد على «مقاولين» في جمع المعلومات

الجنرال حميد غول: علاج الملا عمر من نوبة قلبية في مستشفى كراتشي ليس منطقيا

افغانيتان ترتديان البرقع تنتظران لعبور الحدود من باكستان بعد ان اغلقت سلطات اسلام اباد المعابر الى افغانستان اثر عملية انتحارية على معبر شامان (إ.ب.أ)
TT

صرح الجنرال المتقاعد، حميد غول، رئيس جهاز الاستخبارات العسكري الباكستاني السابق أن أحد الأسباب الكبرى التي تقف وراء فشل السياسة الأميركية في أفغانستان هو اعتماد الإدارة الأميركية تماما على مقاولين ومتعاقدين خصوصيين في عملية جمع المعلومات الاستخباراتية داخل باكستان وأفغانستان. وأثناء تعليقه على آخر مقال نشر في صحيفة «واشنطن بوست» يقول إن الملا عمر، الزعيم الروحي المخلوع لحركة طالبان، عولج في مستشفى خاص بمدينة كراتشي بعد معاناته من نوبة قلبية، قال الجنرال حامد غول إن التقرير كان تخمينيا بالكامل. وقد استشهدت صحيفة «واشنطن بوست» بشبكة استخبارات خاصة يديرها مسؤول أمني أميركي سابق كمصدر للقصة الخبرية. وقال غول متحدثا لـ«الشرق الأوسط»: «مشكلة السياسة الأميركية في المنطقة هي أن صانعي السياسة الأميركية يعتمدون على شبكات استخبارات خاصة لجمع المعلومات. وهذا يترك أثرا مدمرا على السياسة الأميركية في باكستان وأفغانستان». وأضاف: «هؤلاء المتعاقدون الخصوصيون الذين يؤدون الأعمال الاستخباراتية للأميركيين مهووسون بكسب الدولارات. وفي الوقت الحالي، يزود هؤلاء المتعاقدون الخصوصيون الإدارة الأميركية بنوع المعلومات أو المعلومات المضللة التي يرغبون في سماعها». وتابع قوله: «في لغة الاستخبارات، نستخدم مصطلحات خاصة لوصف هذا النوع من المعلومات المضللة التي تقدم للحكومة من أجل إرضاء صانعي السياسات». وقال الجنرال غول إنه فيما يتعلق بهذا التقرير الخاص، زود المتعاقدون الخصوصيون الإدارة الأميركية بما يبدو بالفعل شعارا سائدا في الغرب وهو أن «باكستان هي محور الإرهاب».

وقال إن المعيار الأول الذي يجب أن يقوم على أساسه صانع السياسة بدراسة المعلومات الاستخباراتية، في مهنة الاستخبارات، هو التأكد مما إذا كانت المعلومات المقدمة له تبدو منطقية من عدمه. وأضاف: «أعتقد منذ الوهلة الأولى أن المعلومات المضللة التي تقول بأن الملا عمر قد عولج في مستشفى خاص بمدينة كراتشي ليست منطقية».

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» ذكرت أول من أمس أن زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا عمر تعرض لأزمة قلبية أدخل على أثرها إلى مستشفى في كراتشي للمعالجة بمساعدة جهاز الاستخبارات الباكستانية. وتعرض الملا عمر الذي فر إثر الإطاحة بنظامه في خريف 2001 لأزمة قلبية في 7 يناير (كانون الثاني). وأدخل لبضعة أيام إلى مستشفى قرب كراتشي حيث خضع لعملية توسيع للشرايين، حسب ما ذكرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، نقلا عن تقرير لمجموعة «إكليبس» الاستخباراتية الخاصة التي يديرها مسؤولون أمنيون أميركيون سابقون. وأوضحت المجموعة أن مصدرها هو طبيب لم تكشف عن اسمه في المستشفى.

ونقلت عن الطبيب قوله «لم أكن شخصيا في غرفة العمليات لكن تقييمي على أساس ما سمعته وبعد رؤية المريض في المستشفى هو أن الملا عمر واجه تعقيدات إثر العملية نتجت إما عن نزيف أو خلل بسيط في عمل الأوعية الدماغية أو الاثنين معا». وأضاف الطبيب أنه يبدو أن الملا عمر واجه صعوبات في الكلام بعد العملية بسبب هذا الخلل في عمل الدماغ. وقال التقرير إن وكالة الاستخبارات الباكستانية «نقلته سريعا إلى المستشفى في كراتشي حيث تلقى علاجا لمنع تخثر الدم وخضع لعملية». وأضاف «بعد ثلاثة أو أربعة أيام من العلاج في المستشفى أعيد إلى جهاز الاستخبارات الباكستانية وطلب منه الخلود للراحة التامة لعدة أيام على الأقل». ورغم أن باكستان حليفة للولايات المتحدة في حربها ضد حركة طالبان، يتهم مسؤولون أميركيون على الدوام جهاز الاستخبارات الباكستانية بالتعاون مع هذه الحركة.

وتشير تقارير إلى أن هذا الجهاز لا يزال قريبا من الملا عمر بعدما دعمه أثناء قيادته نظام طالبان في كابل بين 1996 و2001. ومن ناحيته، نفى سفير باكستان لدى الولايات المتحدة حسين حقاني المعلومات، معتبرا أن «لا أساس لها من الصحة». وقال «في بعض الأحيان يتبين أن معلومات الاستخبارات التي يتلقاها مهنيون، خاطئة. وهذه القصة حول الملا عمر تقع تحت تلك الفئة». ويدير مجموعة «إكليبس» عسكريون أميركيون سابقون ومسؤولون في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ووزارة الخارجية، حسب ما أوضحت صحيفة «واشنطن بوست» التي أكدت أن المجموعة تحظى بدعم البنتاغون.