مفوضية الاستفتاء: 98% من جنوبيي المهجر صوتوا للانفصال

7 ولايات جنوبية من 10 مع الانفصال.. وزير إعلام الجنوب: لا ترقصوا قبل أن يولد الطفل ولا تظهروا وقاحة للشماليين

TT

أعلنت مفوضية استفتاء جنوب السودان أن نهاية الشهر الحالي ستكون موعدا لإعلان النتيجة الأولية للاستفتاء. وكشفت أن أكثر من 98% من السودانيين الجنوبيين الموجودين في الخارج صوتوا لصالح الانفصال، وأن أكثر من 54% من جنوبيي الشمال صوتوا لصالح الانفصال. وحققت ولاية جنوب دارفور مفاجأة بتصويت 54% لصالح خيار الوحدة. وكشف استطلاع للرأي جرى في الخرطوم أن 68% من الشماليين المستطلعين يفضلون خيار الوحدة.

وقالت الناطقة باسم مفوضية استفتاء جنوب السودان سعاد إبراهيم أحمد، لـ«الشرق الأوسط»، إن المفوضية تسلمت نتائج مراكز الاستفتاء في خارج السودان، ومن الشمال، فيما لم تكتمل عملية الفرز بمراكز الجنوب، مشيرة إلى أن العمل بالجنوب يحتاج إلى بعض الوقت، وسيتم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة المقبلة. وقالت «النتيجة الأولية سوف تعلن نهاية الشهر الحالي».

وكشفت إبراهيم أن أكثر من 98% من السودانيين بالمهجر صوتوا لصالح خيار الانفصال، مشيرة إلى أن نسبة المصوتين للانفصال في بريطانيا وكندا ومصر بلغت نحو 97%، فيما سجلت كينيا نسبة 99.16% للانفصال. وفي الشمال، أكدت إبراهيم أن نسبة 54% من الجنوبيين صوتوا لصالح الانفصال، ونسبة 46% لصالح الوحدة، لكنها لفتت إلى أن الجنوبيين بولاية جنوب دارفور المتاخمة للجنوب صوتوا لصالح الوحدة بنسبة 59%. وجاءت النتائج في بعض الولايات كما يلي: ولاية الجزيرة 55.31% للانفصال، و41.42% للوحدة. القضارف 65.88% للانفصال و25.9% للوحدة. الشمالية 67% للانفصال و27.32% للوحدة. البحر الأحمر 73.68% للانفصال، و23.54% للوحدة. نهر النيل 65.70% للانفصال و36.98% للوحدة. الخرطوم بحري 61.29% للانفصال و34.62% للوحدة. الخرطوم 54.22% للانفصال و43.42% للوحدة. أم درمان 50.6% للانفصال، و46.22% للوحدة.

يذكر أن نتائج أولية ظهرت ببعض مراكز الجنوب كشفت تصويت الجنوبيين لصالح الانفصال بنسبة 98%، وأكدت إبراهيم أن مكتب المفوضية بجنوب السودان سيعلن نتائج الجنوب في الثلاثين من الشهر الحالي، على أن يتم إعلان المفوضية للنتائج الأولية في الثاني من فبراير (شباط) المقبل، ومن ثم سيفتح باب الطعون. وسيتم إعلان النتائج النهائية الرسمية للاستفتاء في السابع من الشهر المقبل في حالة عدم وجود استئنافات أو طعون، على أن تعلن في الرابع عشر منه في حالة وجود استئنافات وطعون ضد النتيجة.

وفي سياق ذي صلة، وجهت حكومة جنوب السودان مواطنيها بتأجيل التعبير عن فرحهم بالانفصال حتى إعلان النتيجة النهائية بواسطة المفوضية المعنية بالإشراف على العملية. وقال وزير الإعلام برنابا بنجامين، في تصريحات صحافية «لا ترقصوا ولا تحتفلوا قبل أن يولد الطفل»، وحذر من «استفزاز الشماليين». وطالب بعدم إظهار وقاحة في احتفالاتهم أمام الشماليين الذين لا يزالون في الجنوب. وأضاف أن «الشماليين الموجودين سيبقون هنا، وستكون لهم نفس الحقوق مثل الجنوبيين». وقال بنجامين إن استطلاعات الرأي تعطي الفوز لخيار الانفصال على خيار الوحدة، وإن «استطلاعات الرأي تفيد بأن الجنوب صوت لصالح إقامة دولته الخاصة به، وعلينا أن ننتظر النتائج النهائية».

في غضون ذلك، أجرت وكالة السودان للأنباء (سونا) استطلاعا للمواطنين في شمال السودان حول موقفهم من خياري الوحدة والانفصال. وشمل الاستطلاع 30 ألفا و334 سودانيا من مختلف شرائح المجتمع وفئاته السنية ومناطقه الجغرافية، وقد أظهرت نتائجه أن متوسط النسبة الكلية لمؤيدي خيار الوحدة بلغ 68% مقابل 32% للانفصال، وأظهرت النتائج أن أكثر القطاعات الجغرافية تأييدا للانفصال كردفان، والشرق، والأوسط، بنسبة 33% من جملة المستطلعين، بينما مثلت فئة ربات البيوت أكثر الفئات تأييدا للانفصال حسب الوظيفة بنسبة 45%. ووفقا لنتائج الاستطلاع حسب القطاعات الجغرافية فقد أحرز قطاعا الخرطوم والشمال المرتبة الأولي في تأييد خيار الوحدة بنسبة 69% مقابل 31% للانفصال، واحتل قطاع دارفور المرتبة الثانية بنسبة 68% للوحدة مقابل 32% للانفصال، واحتلت قطاعات كردفان والأوسط والشرق المرتبة الثالثة بنسبة 67% للوحدة مقابل 33% للانفصال. لكن الشماليين لا يشاركون في عملية استفتاء تقرير المصير المقتصرة على الجنوبيين وحدهم حسب اتفاق السلام الشامل، والموقع في عام 2005 بين الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين السابقين في الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي تحكم الجنوب منذ ستة أعوام، وتشارك في حكم الشمال بنسبة 30%. وبرر المستطلعون خيار الوحدة بأنه قوة سياسية واقتصادية وأمنية، وأنه يمثل اتجاه كل الأمم المتحضرة في العالم لبناء تكتلات وشراكات قوية لحماية مصالحها، وأن علاقة الشمال بالجنوب علاقة تاريخية عميقة متشابكة المصالح والأبعاد والتفريط فيها يضر بالطرفين. وبرر من يؤيد خيار الانفصال موقفه بغياب التجانس الثقافي والاجتماعي وانعدام قواسم مشتركة بين السكان الشماليين والجنوبيين، وإتاحة فرصة لتجربة قيام دولتين بعد الحرب التي امتدت لأكثر من نصف قرن. كما أن إيقاف الحرب والمناورات السياسية سيمكن الشمال من التفرغ لإحداث نهضة تنموية وإغلاق الباب أمام التدخلات الأجنبية بسبب اختلاف العرق والثقافة بين الشمال والجنوب.