تقرير أميركي: خالد شيخ قتل الصحافي الأميركي دانيال بيرل في باكستان منذ 9 سنوات

التقنية «الوريدية» أظهرت أن يد الرجل غير المرئي الذي قتل بيرل في الفيديو هي يده

TT

كشف تحقيق تم الانتهاء منه مؤخرا عن مقتل الصحافي دانيال بيرل في باكستان منذ 9 سنوات عن دليل جديد على أن عميلا بارزا في تنظيم القاعدة أعدم المحقق الصحافي الذي كان يعمل في جريدة «وول ستريت جورنال».

وكان خالد شيخ محمد - الذي وصف نفسه بأنه العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، والذي يحتجز حاليا في مركز الاعتقال الأميركي بخليج غوانتانامو، في كوبا - قد قال خلال جلسة استماع عسكرية في عام 2007 إنه قتل بيرل. ولكن كانت هناك شكوك عالقة حول تورطه في هذا الأمر، ولم توجه له الولايات المتحدة التهمة بارتكاب هذه الجريمة.

وحسب تقرير جديد، أعده طلاب من جامعة جورج تاون، توصل مسؤولون أميركيون إلى أن التقنية الوريدية أو مطابقة الأوردة أظهرت أن يد الرجل غير المرئي الذي قتل بيرل في الفيديو هي يد خالد شيخ محمد. وذكر التقرير أيضا أن محمد أخبر مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن عميلا بارزا في تنظيم القاعدة نصحه بأن يتولى السيطرة على بيرل من مختطفيه الأصليين.

ويعتبر التقرير المكون من 31.000 كلمة، الذي نشر بالتعاون مع مركز النزاهة العامة على موقع المركز www.publicintegrity.org، من بين القصص الأكثر وضوحا واكتمالا عن وفاة بيرل. وتم إجراء التحقيق الذي استمر لمدة 3 سنوات ونصف السنة، والذي عرف باسم مشروع بيرل، بقيادة أسرا كيو نوماني، زميل بيرل السابق في جريدة «وول ستريت جورنال» وباربارا فينمان تود، مديرة برنامج الصحافة بجامعة جورج تاون.

وتم اختطاف بيرل، البالغ من العمر 38 عاما، يوم 23 يناير (كانون الثاني) 2002، بينما كان يجري تحقيقا عن الروابط المزعومة بين عالم دين باكستاني متشدد وبين ريتشارد ريد، الذي حاول تفجير قنبلة مخبأة في حذائه على رحلة طيران فوق المحيط الأطلنطي خلال ديسمبر (كانون الأول) عام 2001.

وتعرض بيرل لخداع جعله يفكر في أنه كان متجها لإجراء مقابلة مع عالم دين عندما احتجزته مجموعة من المسلحين المنظمين تحت قيادة عمر شيخ، وهو باكستاني تلقى تعليمه في بريطانيا، يخضع حاليا للسجن بتهمة اختطاف وقتل بيرل، برفقة ثلاثة متواطئين آخرين. وفي الوقت الذي كان يخطط فيه لاختطاف بيرل، كانت الولايات المتحدة تضغط على باكستان من أجل تسليم خالد شيخ محمد. وتوصل التقرير إلى أنه في حين أن عمر شيخ رتب للاختطاف بسرعة، كانت الجماعة غير متأكدة من أهدافه النهائية، وفي مرحلة معينة، بدا أنه كان يفكر في إطلاق سراح بيرل. وبحسب التقرير، أخبر خالد شيخ محمد محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي في خليج غوانتانامو بأنه كان قد تلقى مكالمة من سيف العدل، وهو مسؤول مصري بارز في تنظيم القاعدة.

وأخبر محمد مكتب التحقيقات الفيدرالي، بحسب التقرير الذي يعتمد على مئات المقابلات بالإضافة إلى سجلات المحكمة وتقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي والرسائل الإلكترونية التي أرسلها بيرل ومذكراته الشخصية، أن العدل قال له: «اسمع، لقد تم اختطافه. وهؤلاء الأشخاص لا يعرفون ماذا يفعلون به. وهم يريدون أن يعرفوا إذا ما كنا نريده». واعتقد العدل بأن هذا الاختطاف كان يمثل فرصة بالنسبة لنا، وأننا يمكن أن نستغله. وقال «إنه كان يريد أن يتأكد مما إذا كان الاختطاف شيئا يتعلق بتنظيم القاعدة». وقال التقرير إنه لم يتضح بعد كيف تمكن العدل، الذي لا يزال طليقا من توجيه خالد شيخ محمد إلى المختطفين.وذكر التقرير أن خالد شيخ محمد وصل برفقة اثنين آخرين إلى مجمع في ضواحي مدينة كراتشي، حيث كان بيرل محتجزا. ووفقا للتقرير، كان بعض المسؤولين الأميركيين والباكستانيين يعتقدون بأن المتواطئين مع خالد شيخ محمد في الجريمة هم أبناء شقيقته، ومن بينهم علي عبد العزيز علي، الذي لا يزال محتجزا في خليج غوانتانامو.

وشق خالد شيخ محمد حلق بيرل، فقتله، ولكن أحد المتواطئين معه فشل في تشغيل كاميرا الفيديو، التي أحضروها لتصوير عملية إعدام بيرل، لأغراض دعائية. وأعاد محمد تمثيل عملية القتل، ولكنه قام في هذه المرة بقطع رأس بيرل، حسبما ذكر التقرير. وبعد ذلك قطع أوصال جسم بيرل، وتم دفن الجثة في المجمع. وغسل الحراس الأرضية الدامية وبعد ذلك صلوا ووضعوا جباههم على الأرض في نفس المكان الذي شهد للتو مقتل سجينهم، حسبما ذكر التقرير.

وأفاد التقرير بأن هناك 27 شخصا من بينهم حراس وسائقون لعبوا دورا في عملية الاختطاف والقتل، وأن هناك 14 شخصا لا يزالون أحرارا في باكستان. وأخبر خالد شيخ محمد مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه أراد أن يستغل حادث قتل بيرل لأغراض دعائية. ولكن التقرير استشهد أيضا بتصريحات مدع عسكري رئيسي سابق في خليج غوانتانامو قال إن «أحد المعتقلين البارزين أخبر المحققين بأن أسامة بن لادن كان غاضبا من قيام خالد شيخ محمد بذبح بيرل بشكل علني ووحشي جدا، وأكد أن حادث القتل استدعى اهتماما غير ضروري على الشبكة».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»