تفجيران انتحاريان يستهدفان مواكب شيعية أوقعا مائتي قتيل وجريح

اعتقال 24 قياديا من «القاعدة».. وشائعة عن وجود انتحارية تبث الرعب وسط زوار كربلاء

عراقي يدفع قريبا له معوقا يجلس على كرسي متحرك في طريقهما إلى كربلاء أمس للمشاركة في إحياء أربعينية الحسين (أ.ف.ب)
TT

قتل 45 شخصا على الأقل وأصيب 150 آخرون بجروح في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفتا مواكب شيعية جنوب كربلاء وشمالها بعد ظهر أمس.

وقال رئيس مجلس محافظة كربلاء محمد حميد الموسوي إن الهجوم الأول وقع الساعة الثالثة بعد الظهر في منطقة الإمام عون (10 كلم شمال كربلاء) في حين وقع الثاني بعد 20 دقيقة على مسافة 15 كيلومترا جنوب كربلاء التي تؤمها في هذه الأيام المواكب الشيعية لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين. بدوره أكد مصدر أمني في بغداد هذه الحصيلة.

وقالت مصادر أمنية إن المصابين نقلوا إلى 5 مستشفيات. وأشار مصدر طبي في مستشفى الحسين العام لوكالة الصحافة الفرنسية إلى وجود «20 امرأة وأربعة أطفال، و40 امرأة و10 أطفال بين الجرحى». وأوضح أن «الهجوم في منطقة إمام عون أدى إلى مقتل عشرين شخصا وإصابة 25 آخرين بجروح فيما قتل 25 وأصيب 75 آخرون بجروح في الهجوم الآخر». وأكد تلقي «أشلاء بشرية لضحايا لم تعرف هويتهم أو عددهم»، مرجحا احتمال ارتفاع الحصيلة النهائية. وفور وقوع الانفجارين، منعت السلطات المحلية سير المركبات في كربلاء وضواحيها. وأكدت مصادر عراقية أن شائعة انتشرت في صفوف الزوار بوجود انتحارية تحمل حزاما ناسفا تستهدف المواكب السيارة المتجهة على الطريق بين الحلة وكربلاء مما أثار الرعب بين الزوار.

وفي وقت سابق أمس، استهدف هجوم انتحاري مقر قيادة شرطة ديالى في بعقوبة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم شرطيان وصحافية وجرح 42 آخرين. كما قتل اثنان من الشيعة وأصيب 12 آخرون بجروح بانفجارين استهدفا مواكب حسينية في وقت سابق أمس أيضا. ومحافظة ديالى وكبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد) من المناطق المتوترة في العراق نظرا لتركيبتها السكانية المتعددة القوميات والطوائف.

وبدأ ملايين الشيعة في جميع أنحاء العراق بالتوجه سيرا إلى كربلاء منذ أيام للمشاركة في الذكرى التي تصادف الثلاثاء المقبل. وغالبا ما يتم استهداف المواكب الشيعية خلال إحياء ذكرى عاشوراء والأربعين خصوصا، رغم انتشار عشرات الآلاف من العناصر الأمنية واتخاذ إجراءات مشددة لمنع أعمال العنف. ولقي ما لا يقل عن 116 شخصا مصرعهم في العراق منذ الثلاثاء غالبيتهم العظمى بهجمات انتحارية. فقد قتل خمسون شخصا وأصيب نحو 150 آخرين بتفجير انتحاري بواسطة حزام ناسف استهدف متطوعين للشرطة في تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين مسقط رأس الرئيس الأسبق صدام حسين. كما قتل 16 شخصا على الأقل وأصيب 135 آخرون بجروح في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفتا مقرا أمنيا، وموكبا للشيعة في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد أمس الأربعاء. وهذه الاعتداءات هي الأكثر دموية منذ مجزرة كنيسة السريان في بغداد في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما لقي 46 مصليا بينهما كاهنان مصرعهم في هجوم تبناه تنظيم القاعدة، كما أنها الأكبر منذ تشكيل الحكومة الجديدة في 21 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

من ناحية ثانية، تم اعتقال 22 من قيادات تنظيم القاعدة خلال عمليات إنزال جوي نفذت بمحافظات بغداد وبابل وديالى وواسط وميسان. وقال أمر لواء الرد السريع اللواء نعمان داخل في تصريح «إن قوة من اللواء وبالتعاون مع مكتب القائد العام للقوات المسلحة وجهاز المخابرات، نفذت اليوم (الخميس)، عمليات إنزال جوي في محافظات ميسان وواسط وديالى وبابل، فضلا عن مناطق اللطيفية واليوسفية والطارمية في بغداد تمكنت خلالها من اعتقال 22 من قيادات تنظيم القاعدة». وأضاف أن المعتقلين تم اقتيادهم إلى أحد المراكز الأمنية وأخضعوا للتحقيق. وتتبع قوات الرد السريع قوة خاصة تابعة لمكتب وزير الداخلية وتحمل تسمية «سوات» تم تدريبها ضمن دورات خاصة لمكافحة العمليات الإرهابية ومطاردة المسلحين والخارجين عن القانون، كما أنها تتميز عن القوات الأمنية من خلال لون العجلات العائدة لها التي تتميز باللون الأسود وهو اللون الذي يميز لباس أفرادها.