المالكي لـ«الشرق الأوسط»: إسبانيا تحدثت عن الاعتراف قبل سبتمبر المقبل

وزير الخارجية الفلسطيني ينتظر وصول خيمينيز للضفة الغربية

TT

أصبحت كل الاحتمالات مفتوحة وكل التوقعات ممكنة في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 حتى على صعيد الاتحاد الأوروبي. فالاعترافات تتدحرج ككرة الثلج، وتقف وزارة الخارجية الإسرائيلية، باعترافها، عاجزة أمام زحف الدبلوماسية الفلسطينية، وإن كانت ترجع سبب عجزها إلى الإضراب الذي تشهده وزارة الخارجية الإسرائيلية منذ فترة، وأدى إلى إلغاء زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، واختصارها على فلسطين؛ ليكون أول رئيس دولة يزور فلسطين دون إسرائيل.

وكانت هذه الزيارة، التي وصفها الفلسطينيون بالتاريخية، فرصة ليؤكد فيها ميدفيديف في أريحا حيث استقبله الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أن روسيا اعترفت بالدولة الفلسطينية عام 1988، وأنها ستتمسك باعترافها، ولن يكون هناك تغيير في الموقف.

فحتى دول الاتحاد الأوروبي، التي بدأت برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني لديها، من مفوضية عامة فلسطينية إلى بعثة تتمتع بالحصانة الدبلوماسية ويحمل رئيسها صفة السفير، كما حصل في إسبانيا والبرتغال وفرنسا التي تبعتها النرويج، لم تعد بعيدة عن إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 1967، على غرار ما أقدمت عليه 7 دول من أميركا الجنوبية، ويتوقع اعتراف مزيد من هذه الدولة مثل الباراغواي والبيرو والمكسيك.

وحذر رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي يوفال ديسكين في لقاء مع لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، من أن دولا أخرى ستدخل على خط الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما فيها دول في الاتحاد الأوروبي. ودعا ديسكين الحكومة الإسرائيلية إلى وضع «معابر حدودية ونظام حدودي» حتى وإن كانت هذه الحدود مؤقتة وغير معترف بها. وقال: «إذا لم نحرص على ذلك سنجد أنفسنا في ارتباط لا يسمح لنا بمثل هذه الفصل». وزعم ديسكين أن الاستراتيجية الفلسطينية لعام 2011 تتضمن هدفا مركزيا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967. وأضاف: «السلطة تشخص نقاط ضعف إسرائيل وتنجح في طرح تحديات أساسا في مجال نزع الشرعية، والصراع القانوني، وفرض مقاطعات اقتصادية وتصعيد سياسي مضبوط مثل الخطوات أحادية الجانب التي يمكنهم أن يقوموا بها». ولا يستبعد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن تكون إسبانيا الدولة الأوروبية الرائدة في اتخاذ مثل هذه الخطوة. وقال المالكي لـ«الشرق الأوسط»: «ننتظر قدوم وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيز إلى الأراضي الفلسطينية في 9 فبراير (شباط) المقبل لنعيد طرح الفكرة (فكرة الاعتراف) ونتمنى أن يكون لديها جديد في هذا الموضوع».

وأوضح المالكي أن «خمينيز تحدثت عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل الأول من سبتمبر المقبل». واستطرد: «نعم تحدثوا عن أن إسبانيا قد تكون الدولة الأولى في دول الاتحاد الأوروبي (الغربية) التي تعترف بدولة فلسطين قبل سبتمبر 2011».

وكانت صحيفة «هآرتس» قد قالت في عددها الإلكتروني أمس إن إسبانيا ستكون أول دولة أوروبية تعترف بالدولة الفلسطينية. ونقلت عن مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة قولها إنه سيكون هناك تأثير كبير لاعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية، حيث سيؤدي إلى اعتراف المزيد من الدول الأخرى. وتوقعت المصادر أن يصل عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية إلى أكثر مما تتوقعه إسرائيل، مشددة على أنه تبين أن الجمود الذي تشهده المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل يمثل مصدر قوة للفلسطينيين.

وردا على سؤال حول أهمية الأول من سبتمبر في هذا السياق، قال المالكي: «الأول من سبتمبر هو موعد التقى حوله الكثيرون. أولا: هو الموعد الذي تنتهي عنده المدة الزمنية التي حددتها خطة الحكومة الفلسطينية لجاهزية الدولة أو مؤسساتها. ثانيا، الثاني من سبتمبر كان موعد انطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المباشرة في واشنطن، التي أعلنت الإدارة الأميركية أنها ستستمر لمدة سنة تنتهي بإعلان الدولة الفلسطينية، والأول من سبتمبر سيكون آخر يوم في العام». وتابع القول: «نحن نعتبر الأول من سبتمبر هو السقف النهائي والموعد الذي يجب أن يكون المجتمع الدولي فيه جاهزا للاعتراف بدولة فلسطين». وأشار المالكي إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد قبل القمة الاقتصادية في منتجع شرم الشيخ المصري. وقال إنه «تم فيه تداول كيفية تفعيل عملية اعتراف بقية الدول بفلسطين. وقدم وزراء الخارجية والأمين العام (لجامعة الدول العربية، عمرو موسى) مجموعة من الاقتراحات حول هذا الموضوع، واتفقنا على تنفيذها في أسرع ما يمكن». وأضاف: «أنا شخصيا متفائل أن هناك حقيقة جهودا عربية تبذل وبذلت للتسريع باعتراف بقية الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين».

وتعقيبا على تصريح الرئيس الروسي بشأن الاعتراف الروسي القائم، قال المالكي: «بالنسبة للدول التي اعترفت بدولة فلسطين بعد إعلانها (في مؤتمر الجزائر) عام 1988، فلا داعي لاعترافها مجددا بالدولة الفلسطينية. وجاء تصريح الرئيس ميدفيديف المؤكد للاعتراف بفلسطين، للرد على المشككين في موقف موسكو. وكما قلت سابقا إن علينا العمل على تحصيل الاعتراف من الدول التي لم تعترف بفلسطين عام 1988، وليس هناك داع للتأكيد على اعتراف الدول المعترفة».

واختتم المالكي بالقول: «إننا نستطيع القول إنه لا تزال هناك إمكانية للوصول إلى إعلان دولة فلسطينية من خلال مفاوضات السلام.. ما زال ذلك ممكنا حتى من الناحية الزمنية، إذا ما التزمت إسرائيل بتنفيذ ما عليها من استحقاقات وفق خطة خريطة الطريق وفي مقدمتها وقف النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها النمو الطبيعي وبما يشمل القدس الشرقية والاعتراف بمرجعية المفاوضات وهي حدود عام 1967 أما إذا ما استمرت إسرائيل في عنادها، فلن يكون أمامنا سوى المضي قدما في هذا الطريق الذي من شأنه أن يزيد من عزلة إسرائيل عالميا ويسرع في اعتراف بقية الدول بفلسطين، ويأتي في النهاية على اعتراف دولي بدولة فلسطين».