نجل الترابي لـ«الشرق الأوسط»: قلقون على مصير والدنا ونفذنا اعتصاما أمام مكاتب الأمن

TT

صعدت المعارضة السودانية من حملتها ضد الحكومة ونظمت مظاهرة مسائية تضامنا مع زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي الذي اعتقل منذ الاثنين الماضي، فيما نظمت أسرة الزعيم المعارضة اعتصاما أمام مباني أجهزة الأمن الوطني والمخابرات، بعد أن عبرت عن قلقها على صحة ومصير الترابي. في غضون ذلك، أكدت الخرطوم أن «الترابي حدد مطلع الشهر المقبل موعدا لتحركه للإطاحة بالحكومة، بالتنسيق مع عدد من القادة المعارضين. وقال صديق نجل الترابي لـ«الشرق الأوسط»: إن «أسرتنا نفذت اعتصاما لمدة تسع ساعات أمام مباني جهاز الأمن الوطني والمخابرات بغرض السماح لمقابلة الشيخ المعتقل منذ الاثنين الماضي». وأكد صديق «رفض الأمن لطلب الأسرة رغم موافقته في البداية فتم تفريق الاعتصام، لكن الأسرة عادت مرةً أخرى»، وعبر عن قلقه الشديد على صحة ومصير الترابي بعد أن تأكد عدم اعتقاله بسجن كوبر المعروف». وأضاف: «نخشى أن يكون قد اقتيد إلى معتقلات جهاز الأمن، أو تلك البيوت المعروفة بسمعتها السيئة».

من جهته حذر مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي الحكومة من الحديث عن الاغتيالات السياسية، وفي إشارة إلى حديث نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع عن مخططات المعارضة لتنفيذ اغتيالات سياسية، قال السنوسي: «الجهة الوحيدة التي أدخلت أدب الاغتيالات على السياسة السودانية عناصر في حزب المؤتمر الوطني». ودعا الأمين العام للحزب الشيوعي السوداني محمد إبراهيم نقد إلى «استغلال الحماس الموجود حاليا للنزول إلى الشارع وتحريك الشعب من أجل تحقيق الثورة المرجوة». وقلل نقد من أهمية اعتقال الترابي، ذاكرا أنه رافق الترابي في عدد من المعتقلات فوجد أنه شخص يصعب حصره وحبسه؛ إذ سرعان ما يحول ذلك إلى جو صالح للإنتاج والعطاء في مختلف المجالات. واستدرك نقد: «لقد كان من المفيد أن يكون بيننا؛ فنحن نحتاجه في أعمال كثيرة ولكن غيابه لن يكون النهاية». وشدد نقد على ضرورة مواصلة العمل مع الجنوب في كل الأحوال من أجل الوصول إلى صيغ من التفاهمات ربما أدت يوما ما إلى اجتماع شقي البلاد في وحدة جديدة اقتداءً بما تم في اليمن وألمانيا، مستفيدين من تجارب تلك الدول التي انقسمت ثم عادت فتوحدت من جديد.

وأعرب نقد عن حزنه لما آلت إليه الأوضاع في دارفور، ذاكرا أن «أهل دارفور أصحاب ممالك وسلطنات من قبل أن يكون في الخرطوم حكم ومركز فلا ينبغي أن يظلوا مشردين بالنزوح ولاجئين بالمعسكرات يتلقون المعونة والغوث من الأجانب مشددا على عدالة مطالب أهل دارفور»، وفي ذات السياق شددت القيادية بحزب الأمة القومي سارة نقد الله على أن «تهديدات حزب المؤتمر الوطني لن تخيف المعارضة التي ستمضي قدما في برنامجها المعلن للإطاحة بالحكومة». فيما قال القيادي الاتحادي الديمقراطي الأصل علي السيد: «اعتقال الترابي يعني على بقية الأحزاب الاستعداد؛ لذا فالآن علينا أن نتفق على إزالة النظام وبالطرق السلمية وإذا لم تنجح فستكون هناك طرق أخرى نعرفها..».

ومن جانبها جددت الحكومة اتهامها للترابي بالتخطيط لاغتيالات في الشارع السوداني، وقال مصدر أمني للمركز السوداني للخدمات الصحافية الموالي للحكومة: «إن الترابي حدد مطلع فبراير (شباط) المقبل موعدا لتنفيذ مخطط التغيير، ووجه حزبه بالتنسيق مع الحزب الشيوعي والقيادي في حزب الأمة مبارك الفاضل، دون حزبي الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي، لمقاومة الحكومة، من خلال استغلال المعاشيين لمساندة التظاهر، وشل حركة القوات النظامية. وأوضح أن الترابي، استدعى أمناء الولايات قبل ثلاثة أيام من اعتقاله، ووجه لهم انتقادات عنيفة بسبب ما وصفه بالتراخي في تنفيذ توجيهات الحزب، وعدم القيام بالاستعدادات اللازمة لتنفيذ استحقاقات المرحلة المقبلة.