وزيرة تنتقد انتشار ظاهرة التمييز ضد المسلمين في بريطانيا

لندن تخفض فترة التوقيف الاحتياطي للمشبوهين بالإرهاب

TT

أفادت مسؤولة في حزب المحافظين، الشريك الأكبر في الائتلاف الحاكم ببريطانيا، أمس، بأن التمييز ضد المسلمين أصبح واسع الانتشار ومقبولا وسط المجتمع البريطاني. وجاء في تصريحات البارونة سيدة وارسي، الباكستانية المولد، والوزيرة من دون حقيبة في الحكومة البريطانية، تزامنا مع إعلان الحكومة أمس خفض فترة التوقيف الاحتياطي القانونية «للأشخاص المشبوهين بالإرهاب» إلى النصف لتصبح 14 يوما.

وقالت البارونة وارسي في كلمة بجامعة لستر، ونشرت مقتطفات منها مسبقا في صحيفة «الديلي تلغراف»: إن تقسيم المسلمين إلى «معتدلين» و«متطرفين» يغذي عدم التسامح. وأضافت أول امرأة مسلمة في الحكومة البريطانية، أن «التنبؤ بما سيقود إليه الحديث عن مسلمين (معتدلين) ليس خيالا واسعا، ففي مصنع (عين) فيه للتو عامل مسلم يقول المدير للموظفين: لا تقلقوا إنه مسلم معتدل، وفي المدرسة يقول الصغار: الأسرة المجاورة لنا مسلمة، لكن أفرادها ليسوا سيئين». ومضت تقول: «وفي الشارع عندما تسير امرأة ترتدي النقاب، يقول المارة في أنفسهم: تلك المرأة إما أنها مقهورة أو أنها تصدر إعلانا سياسيا».

وكانت بريطانيا قد شهدت تفجيرات انتحارية في يوليو (تموز) 2005، قتل فيها 52 شخصا، واعتبرت أسوأ هجوم تشهده البلاد. وذكرت وارسي أيضا في كلمتها: «أولئك الذين يرتكبون أعمال إرهاب إجرامية في بلدنا، يجب ألا يعاملوا بالقوة الكاملة للقانون فحسب، وإنما يجب أن يواجهوا أيضا رفضا وعزلة من المجتمع ككل، ولا يجب استغلال أعمالهم كفرصة لتلويث المسلمين جميعا».

وقالت وارسي إنها تريد استغلال منصبها لخوض «معركة مستمرة ضد التعصب الأعمى». واعتبرت أن «أسلوب التعالي والطريقة السطحية التي تتم بها مناقشة العقيدة في بعض الأوساط ومن بينها وسائل الإعلام» هي السبب وراء المشكلة.

ومن المتوقع أيضا أن تكشف وارسي وهي مساعدة مقربة لكاميرون عن أنها ناقشت خطر ظاهرة الخوف من الإسلام في بريطانيا مع بابا الفاتيكان بنيدكت السادس عشر أثناء زيارته لإنجلترا واسكتلندا العام الماضي. وتصف المحامية الصريحة التي ولدت في بريطانيا لوالدين باكستانيين نفسها بأنها «أم عاملة من الشمال ومن جذور الطبقة العاملة ومن المدينة». وقالت لمؤتمر حزب المحافظين عام 2009 إن «الكراهية المعادية للمسلمين» أصبحت «الشكل الأخير من التعصب الأعمى المقبول اجتماعيا».

وأظهرت الاستطلاعات الاجتماعية أن المشاعر المعادية للمسلمين ازدادت في بريطانيا منذ التفجيرات الانتحارية على شبكة النقل في لندن وأن مثل هذه المشاعر يتم الإعراب عنها صراحة.

وجاءت تعليقات وارسي بعد تعليقات أدلى بها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في كلمته بمناسبة العام الجديد، عندما قال إن بريطانيا لا تزال تواجه تهديدا من الإرهاب الدولي. وقال كاميرون: «يجب أن نسأل أنفسنا كدولة كيف نسمح بالتشدد وبتسميم عقول بعض المسلمين البريطانيين الشبان الذين يفكرون في ارتكاب أفعال بربرية بغيضة وينفذونها أحيانا».

في غضون ذلك، قال وزير الدولة للشؤون الداخلية داميان غرين أمس: إن التشريع السابق الذي مدد مهلة التوقيف الاحتياطي إلى 28 يوما تنتهي صلاحيته الاثنين المقبل، ولن يصار إلى تجديده. وفترة التوقيف الاحتياطي هذه التي تعتبر من بين الأطول في العالم عادت على الحكومة البريطانية السابقة بانتقادات شديدة. وفي تبريره لقرار عدم تمديد العمل بهذا الإجراء، قال غرين أمام مجلس العموم: «من الواضح تماما لهذه الحكومة أن إمكان توقيف الأشخاص المشبوهين بالإرهاب لغاية 28 يوما قبل ملاحقتهم قضائيا كان مقررا، ليكون استثنائيا. هذه كانت دوما رغبة البرلمان». وأضاف على وقع تصفيق النواب: «ولكن هذا الإجراء أصبح طبيعيا في عهد الحكومة السابقة، وهو إجراء تم تجديد العمل به مرارا، على الرغم من أنه نادرا ما استخدم. فمنذ يوليو 2007 لم يتم توقيف أحد لأكثر من 14 يوما».