محادثات اسطنبول حول «النووي» الإيراني اليوم.. وواشنطن تريدها جدية

سلطانية: مستعدون لاتفاق لمبادلة الوقود النووي.. لافروف: رفع العقوبات عن إيران «يجب أن يكون ضمن جدول الأعمال»

المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية أثناء مؤتمره الصحافي بموسكو أمس (رويترز)
TT

تنطلق اليوم بمدينة اسطنبول التركية المحادثات حول الملف النووي الإيراني، بين طهران والدول الكبرى، المسماة بمجموعة «5+1»، بقيادة كاثرين أشتون، مفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي. وفيما أعربت الولايات المتحدة أمس عن أملها في أن تشكل المفاوضات في اسطنبول بداية «عملية جدية وملموسة»، قالت طهران إنها مستعدة لإجراء محادثات حول اتفاق لمبادلة الوقود النووي. وطالبت روسيا أيضا بأن تتضمن أجندة الاجتماع موضوع رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران، في المحادثات التي تستمر يومين.

وأفاد ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركي بي جي كراولي «اننا نسعى إلى إطلاق عملية ذات معنى تعالج القضايا الأساسية المتعلقة ببرنامج إيران النووي». وأعرب كراولي عن أمله في أن تشكل المفاوضات بداية «عملية جدية وملموسة». ويعني ذلك أن واشنطن لا تريد أن تواصل اللقاءات، وأولها كان في جنيف نهاية العام الماضي، من أجل اللقاءات فحسب وإنما للخروج بنتائج ملموسة. وأوضح كراولي «مثلما أوضحت مجموعة دول 5+1، باستمرار، نحن ملتزمون بمحاسبة إيران تماشيا مع التزاماتها الدولية، وسنواصل ذلك حتى تتخذ إيران خطوات ملموسة لحل القلق الدولي حول برنامجها النووي». وفي وقت تؤكد فيه إدارة أوباما التزامها بفرض العقوبات على إيران لحثها على التخلي عن تطوير برنامجها النووي، فإنها في الوقت نفسه تركز على أهمية الحوار كمسار آخر ومتواز لحل الأزمة حول الملف النووي الإيراني.

وقالت الولايات المتحدة إنها تأمل أن تؤدي محادثات القوى العالمية الكبرى مع إيران، والتي تبدأ اليوم في اسطنبول، إلى إطلاق «نهج عملي ذي مغزى يعالج القضايا الأساسية في البرنامج النووي الإيراني». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي في بيان مكتوب إن واشنطن «ملتزمة بتحميل إيران المسؤولية تجاه التزاماتها الدولية، وستواصل ذلك إلى أن تتخذ إيران خطوات ملموسة لتبديد المخاوف الدولية بخصوص برنامجها النووي».

من جهته، قال علي أصغر سلطانية، مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، إن طهران مستعدة لإجراء محادثات مع القوى الكبرى حول اتفاق لمبادلة الوقود النووي. وأضاف أن إيران مستعدة لمحادثات بشأن مبادلة الوقود مع مجموعة فيينا التي تضم فرنسا وروسيا والولايات المتحدة. وقال سلطانية للصحافيين في موسكو «نؤيد إعلان طهران، وجاهزون لإجراء محادثات مع مجموعة فيينا بشأن مبادلة الوقود». وقال المبعوث الإيراني «الوقت يمر سريعا، ولن يكون هناك أي سبب لإجراء صفقة تبادل بعدما تضع إيران يورانيوم مخصبا بنسبة 20 في المائة من إنتاجها في مفاعل طهران». من جانب آخر، قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن كلا من الطرفين يدخل هذه المفاوضات محملا بالكثير من القضايا التي تهمه، محاولا أن يفرضها على أجندة التفاوض. وتشدد المصادر على أنه ما لم يحدث تنازل من هنا ومن هناك يؤدي لخروجهما باتفاق فإن الموقف قد يتفاقم ويصبح كارثيا، لا سيما أن إيران قد هددت بأنها إذا ما تمكنت من إنتاج الوقود النووي فإنها لن تعود للتفاوض مرة أخرى.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران «يجب أن يكون أيضا على جدول أعمال» اجتماع اسطنبول. وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو حول ما يتوقعه من مفاوضات اسطنبول، أجاب لافروف «إذا توصلنا إلى تفاهم حول آفاق لأعمالنا ولقاءاتنا المقبلة فهذا سيشكل نتيجة جيدة». وأضاف أن «البرنامج النووي يجب أن يكون في صلب المفاوضات، وكذلك أيضا بالنسبة للمشكلات المتعلقة بهذا البرنامج والتي لم تحل حتى الآن. لكن ليس هناك بند وحيد على جدول أعمال هذا الاجتماع، فرفع العقوبات المفروضة على إيران يجب أن يكون أيضا على جدول الأعمال». وقال لافروف «شرحنا لشركائنا في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي موقفنا من العقوبات الأحادية الجانب، ونأمل أن يكونوا فهمونا. إنها مبادرة غير مفيدة مقارنة بجهودنا الرامية لحل المسألة النووية الإيرانية».

وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أول من أمس عن أسفها لعدم احترام بعض الشركات الصينية العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران، مؤكدة أن الولايات المتحدة قد تتخذ عقوبات أحادية جديدة بحق إيران. وقالت «إننا نتحرك بقوة في هذا المجال، وقد نقترح عقوبات جديدة أحادية الجانب». وفي تصريح تهديدي، قال سلطانية أيضا إن طهران ستكون قادرة على تخصيب اليورانيوم حتى في حالة تعرض منشآتها النووية لهجوم عسكري.