مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط»: موقف نصر الله كان متشددا

تحدثت عن أفكار يجري بلورتها .. وأن إعلان وقف المساعي القطرية ـ التركية لا يعني توقف مساعيها

TT

لم تتضح بعد صورة المشهد السياسي اللبناني بعد التغييرات الأخيرة التي نجمت عن إعلان النائب وليد جنبلاط «ثباته وحزبه إلى جانب سورية والمقاومة»، في انتظار مساعي اللحظة الأخيرة التي قد تؤدي إلى اتفاق ما يجنب البلاد «الكأس المرة»، أي حكومة اللون الواحد التي يؤكد الطرفان أنها لن تكون سهلة، مهما كانت الجهة التي ستؤلف (الحكومة) والجهة التي ستعارض.

وقالت مصادر تركية بارزة لـ«الشرق الأوسط»، إن إعلان وقف المساعي القطرية – التركية لا يعني أن أنقرة ستتوقف عن مساعيها، مشيرة إلى أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو غادر إلى إسطنبول بسبب جدول أعماله الحافل، وهو سيعود لمتابعة «تفاصيل» الملف اللبناني. وكشفت المصادر عن «أفكار يتم تداولها في الخارجية التركية حاليا»، مشيرة إلى أن هذه الأفكار ستعرض حين تتم بلورتها على الأطراف المعنية. وأوضحت المصادر أن تركيا على تواصل مستمر مع الدول المعنية بالملف اللبناني، بدءا من سورية والمملكة العربية السعودية وقطر وصولا إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وشددت المصادر على أن «الاستقرار عامل مهم جدا بالنسبة للبنان»، محذرة من أن أي تطور سلبي فيه في هذه الفترة الحرجة، التي تشهد توترات كبيرة في كل المنطقة العربية، من شأنه أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وهذا ما تحرص القيادة التركية على تجنبه لأن انعكاساته ستكون سلبية لا على لبنان فحسب، بل على المنطقة ككل». وقالت المصادر إن لدى تركيا «علاقات جيدة مع سورية، والسوريون يستمعون إلينا جيدا من دون شك»، لكنها أشارت إلى «تعقيدات منعت بلاده من تحقيق نتائج إيجابية فورية»، آملة أن تتكلل الجهود المبذولة بالنجاح، مبدية «حرص رئيس الوزراء (التركي رجب طيب) أردوغان على ردم الهوة بين القيادات اللبنانية»، مشيرة إلى أنه من هذا المنطلق تم دعم الجهود السورية – السعودية، وعندما توقفت هذه الجهود حاولنا مع قطر «تأمين نوع من التواصل بين القيادات، لكن الموقف المتحفظ لحزب الله على عودة الرئيس سعد الحريري كان عقبة كبيرة من الصعب تخطيها، خصوصا أن أمينه العام السيد حسن نصر الله كان متشددا في موقفه».

أما في بيروت، فكانت الأمور تتجه مجددا نحو الضبابية مع إعلان جنبلاط وقوفه وحزبه إلى جانب دمشق والمقاومة، وهو ما فسرته مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي لـ«الشرق الأوسط» على أنه «إعلان عن التصويت إلى جانب قوى (8 آذار)» من قبل نواب الحزب الأربعة، أما بقية أعضاء «اللقاء الديمقراطي، فقد ترك جنبلاط لنفسه هامشا للحديث معهم كل على حدة (لأنهم ليسوا مجرد أرقام)».

وأكدت مصادر وزارية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن رئيس الجمهورية قد يقبل توقيع مرسوم تشكيلة حكومية من لون واحد «إفساحا في المجال أمام اللعبة الديمقراطية، بعدما أثبتت تجربة التوافق بين الفريقين عجزهما عن الإنتاج». وقالت المصادر إن الرئيس سليمان سيخضع بدوره لهذه اللعبة من خلال القبول بنتائج الاستشارات النيابية الملزمة النتائج، تاركا للبرلمان تحديد مصير هذه التشكيلة بإعطاء الثقة أو حجبها.