الغزيون يستقبلون وزيرة خارجية فرنسا بالبيض والأحذية.. بعد تصريحات بشأن شاليط

«مؤسسة الضمير» لـ«الشرق الأوسط»: أليو ماري نفت ما نسب إليها

TT

استقبل فلسطينيون في قطاع غزة موكب وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل أليو ماري لدى عبورها معبر «ايريز» إلى القطاع، بالبيض والأحذية، احتجاجا على تصريحات نسبت إليها اعتبرت فيها احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بمثابة جريمة حرب، وهي تصريحات صدرت عن والد شاليط، ونفتها الوزيرة الفرنسية لاحقا في غزة.

وكانت أليو ماري قد وصلت إلى غزة أمس، في زيارة خاطفة، ضمن أول زيارة تقوم بها للمنطقة منذ توليها منصبها في نوفمبر (تشرين الثاني)، التقت خلالها رجال أعمال وزارت مقر «الأونروا» والمركز الفرنسي ومستشفى تدعمه فرنسا، وافتتحت فيه بعض العيادات، دون أن تلتقي أيا من قادة حماس أو الحكومة المقالة هناك. وسمحت حماس للمتظاهرين ومعظمهم من أهالي أسرى يفترض أن تتم مبادلتهم بشاليط، بالتعبير عن غضبهم، فسدوا بأجسادهم موكب الوزيرة عند عبور «ايريز»، وهاجموا السيارة وصاحوا بها «اخرجي من غزة!». ولم يكتف المتظاهرون بذلك، بل منعوها لاحقا من الخروج من مستشفى القدس الذي تموله فرنسا وقذفوا سيارتها مرة أخرى بالبيض والأحذية.

وأثار غضب أهالي الأسرى أن الوزيرة الفرنسية كانت أيضا زارت أسرة شاليط، وأبدت تضامنها الكامل معها، بينما لم تقم بخطوة مماثلة تجاه عائلات أسرى فلسطينيين.

ووصفت الوزيرة الفرنسية، حسب خليل أبو شماله مدير «مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان» لـ«الشرق الأوسط»، في اجتماع مصغر ضمها مع ممثلين للمجتمع المدني ورجال أعمال، المتظاهرين بـ«المدفوعين والمضللين»، ونفت أنها صرحت بأن احتجاز شاليط يعتبر جريمة حرب، وقالت إن التصريح محرف.

وكانت التصريحات قبل نفيها قد أثارت ردود فعل قوية حتى من جانب حركة حماس، التي وصفت بالمنحازة «للاحتلال وتعكس ازدواجية المعايير». وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس: «شاليط أسر من أرض المعركة وهو يقتل مواطنين فلسطينيين على حدود غزة، بينما هناك أكثر من 8 آلاف أسير فلسطيني، اعتقلهم الاحتلال من بيوتهم دون أي ذنب». ودعا أبو زهري فرنسا لإعادة النظر في مثل هذه المواقف التي «لا تخدم الدور الفرنسي في المنطقة».

وانتقد أبو مجاهد، الناطق باسم لجان المقاومة في فلسطين، التصريحات واعتبرها دعما كاملا «لسياسة الاحتلال الإسرائيلي».

وسألت «الشرق الأوسط» أبو شماله الذي كان من بين الذين التقوا الوزيرة الفرنسية عن رد فعلها على المظاهرات، فقال: «إنها فعلا نفت تصريحاتها بخصوص شاليط، وقالت إن ذلك كان تصريحا لوالده وليس لي.. ووعدت بإصدار بيان واضح بتصريحاتها نصا حرفيا».

وأكد أبو شماله أن أليو ماري قالت ذلك ردا على سؤال له حول صحة التصريحات، مؤكدا أن أجواء الاجتماع شهدت توترا عندما وصفت الوزيرة الفرنسية المتظاهرين بالمضللين والمدفوعين، وقال: «قلت لها بنبرة عالية: إنهم ليسوا كذلك، وإن الازدواجية في التعامل مع عائلة شاليط وعائلات الأسرى الفلسطينيين هي من دفع المتظاهرين الذين شعروا بالظلم إلى التعبير عن غضبهم، كم مسؤول زار عائلة شاليط! ولماذا لا تزورون أي عائلة من عائلات 6000 أسير فلسطيني؟!».

وكانت أليو ماري، التقت 4 ممثلين للمجتمع المدني ورجال أعمال، وناقشت معهم بعض التفاصيل المتعلقة بالأوضاع المعيشية الصعبة في القطاع، بفعل الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر كافة. وفي مؤتمر صحافي، وجهت نداء إلى إسرائيل برفع الحصار المفروض على قطاع غزة، والسماح بتصدير واستيراد السلع، مؤكدة أن هذا الحصار يولد الفقر والعنف.