مصادر «8 آذار» لـ «الشرق الأوسط»: لا استشارات نيابية إذا استبعد مرشح المعارضة

الرئيس اللبناني يؤكد أن لا أحد يستطيع تغييب أحد

TT

عشية موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية سنية ترؤس الحكومة العتيدة، يكثف حزب الله وحلفاؤه تحركاتهم واتصالاتهم، لضمان العدد الكافي من أصوات النواب لتسمية مرشحهم لرئاسة الحكومة وهو رئيس الحكومة الأسبق، عمر كرامي، في مواجهة رئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الحريري، الماضي في ترشحه مدعوما من كل حلفائه في فريق «14 آذار».

وفي هذا الإطار، أوضح مصدر سياسي في قوى «8 آذار» أن «المعارضة باتت مقتنعة بأن نتيجة الاستشارات النيابية ستكون لصالحها بعد الموقف النهائي الذي اتخذه (النائب) وليد جنبلاط بالوقوف إلى جانب سورية والمقاومة»، وأعلن المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أنه «إذا لم تكن نتائج الاستشارات محسومة لصالح مرشح المعارضة، لا بد من تأجيلها»، معتبرا أن «إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري ستزيد الأمور تعقيدا، وإذا كلف لن يستطيع أن يؤلف (حكومة)، وربما تلجأ كتل ونواب المعارضة إلى مقاطعة استشارات التأليف التي يفترض أن يجريها في المجلس النيابي، لأن الثقة بيننا وبين هذا الرجل باتت معدومة».

وردا على سؤال عما إذا كان فريق «8 آذار» سيشكل حكومة اللون الواحد، تمارس الكيدية التي مورست إبان أولى حكومات عهد الرئيس الأسبق، إميل لحود، في الوزارات والإدارات، قال المصدر: «نحن سنسعى إلى شراكة مع الفريق الآخر في الحكومة، ولكن وفق شروطنا ووفق الأكثرية الجديدة، أما إذا رفض سنشكل حكومة من دونهم وستكون حكومة دستورية بكل المقاييس، أما من جهة الممارسة فليس لدينا رغبة في الكيدية أو الانتقام، لكن السلطة الجديدة ستقوم على معايير جديدة، وتغييرات ضرورية في عدد من الأجهزة والإدارات بما يمكن الدولة من مواجهة مخاطر المرحلة القادمة».

بدوره قال عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت: «إذا استطاع الفريق الآخر تسمية رئيس للحكومة فإنه سيشكل حكومة من لون واحد، أما إذا استطعنا نحن تسمية رئيس للحكومة فأعتقد أن الأمر سيأخذ وقتا لتأليفها». ورأى أنه «في حال تخلى الرئيس ميشال سليمان عن قراراته التوافقية فإنه يتخلى عن المبدأ الذي أتى به إلى رئاسة الجمهورية، وسيصبح إميل لحود آخر، ولا أعتقد أن الرئيس سليمان يريد ذلك». وأعرب عن قناعته أنهم «سيواجهون صعوبة كبيرة مع الرئيس عمر كرامي إذا استطاعوا تأليف الحكومة، لأن كرامي لن يقبل أن يقدم إليهم التنازلات التي يريدونها»، مشيرا إلى أن «أول عنوان بالنسبة لقوى (14 آذار) أن يبقى الرئيس الحريري في السلطة ونؤلف حكومة وحدة وطنية، ولكن إذا تمكنوا من تأليف حكومة فسنكون نحن في المعارضة».

من جهة ثانية رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، نبيل قاووق، أن «التطورات في لبنان كثيرة وخطيرة، وقد دخلت البلاد في مرحلة جديدة عنوانها دفاع المقاومة عن كرامتها وسمعتها وإنجازاتها في وجه حملة اجتياح سياسي وإعلامي تقودها الولايات المتحدة وملحقاتها وأدواتها، وهي تقترب شيئا فشيئا من إنهاء مسلسل التزوير للشهود والقرارات واستكمال إسقاط كل الأهداف الأميركية والإسرائيلية من وراء المحكمة وهي حاضرة من موقع قوتها واقتدارها لمنعهم من تحقيق أي مكاسب سياسية».