خطاب «حالة الأمة» السنوي: الإنترنت سبق خطاب أوباما أمام الكونغرس

الرئيس الأميركي يرد على أسئلة تطرح عليه عبر «يوتيوب» الخميس

TT

يأتي الخطاب السنوي الذي يلقيه الرئيس الأميركي أمام الكونغرس عن «حالة الاتحاد» (ستيت أوف ذا يونيون) هذه السنة، ويكاد الإنترنت يسيطر على الخطاب. وقبل يوم غد، عندما يعقد الكونغرس جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ، ويستمع إلى خطاب الرئيس باراك أوباما، لجأ كل من أوباما وأعضاء الكونغرس إلى الإنترنت، ليس فقط لشرح آرائهم التي ستقال، لكن، أيضا، للرد على هذه الآراء التي يتوقع أن تقال، مع إسهام شعبي لم يسبق له مثيل.

ومنذ قبل أسبوعين، طلب موقع البيت الأبيض على الإنترنت من المواطنين إرسال مقترحات للمواضيع التي يريدون أن يتحدث عنها أوباما أمام الكونغرس. وأعلن البيت الأبيض أن أوباما سيرد مباشرة على أسئلة يطرحها مستخدمو موقع «يوتيوب» الإلكتروني الخميس المقبل. كما أن موقع صحيفة «واشنطن بوست» طلب من القراء أن يرسلوا له «حالة الاتحاد»، أي الوضع في الولايات المتحدة كما يراه كل قارئ. واستعملت الصحيفة موقع «تويتر» الذي يشترط ألا تكون الرسالة فيه أكثر من 140 كلمة. والهدف هو عدم الإكثار من التعبير عن الرأي.

وهكذا، بدأ المواطنون مناقشة خطاب أوباما قبل أن يلقيه. وقال واحد في «تويتر واشنطن بوست»: «أقترح ألا يكون خطاب أوباما أكثر من 140 كلمة». وأضاف موقع صحيفة «نيويورك تايمز» فسحة للقراء ليرسل كل واحد شريط فيديو قصيرا يظهر فيه وهو يلقي خطاب «حالة الاتحاد». ومنذ أيام، فتحت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» موقعا لقرائها لمناقشة «حالة الاتحاد».

وحسب خطة البيت الأبيض، لن ينقل خطاب «حالة الاتحاد» على الإنترنت فقط، وهذه عادة بدأت في عهد الرئيس أوباما، لكن، أيضا، بعد أن يلقي أوباما الخطاب سيشترك في نقاش حوله على موقع البيت الأبيض وعلى موقع «تويتر». في الجانب الآخر، نظم الحزب الجمهوري خطة للرد على خطاب أوباما. وهذه عادة سياسية أميركية قديمة. وأيضا، تشمل الخطة، بالإضافة إلى توزيع الخطاب مكتوبا، ونقله في التلفزيون والإذاعة، نقله على الإنترنت. هذه السنة، اختار الحزب الجمهوري النائب بول ريان ليرد على أوباما. وهو من قادة الحزب الشباب ورئيس لجنة الميزانية. والهدف هو التركيز على المشكلة الاقتصادية، وعلى خطة الجمهوريين بإعادة ترتيب الحكومة الأميركية، وتخفيض الضرائب والصرف الحكومي تخفيضا كثيرا. لهذا، سيتحدث ريان من قاعة لجنة الميزانية في الكونغرس، وسينقل التلفزيون الخطاب، وأيضا الإنترنت. ثم يفسح المجال للمواطنين ليناقشوه في الإنترنت.

غير أن الجناح اليميني (حزب الشاي) داخل الحزب الجمهوري كان يريد أن يرد واحد منهم على خطاب أوباما، وليس ريان المعتدل اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. لهذا، قررت النائبة ميشيل باكمان، من قادة حزب الشاي، الرد أيضا على خطاب أوباما. وبفضل حماس وتنظيم الجناح اليميني، ركزت على الإنترنت. كما أن باكمان نفسها لم تخف أنها تريد أن تترشح لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الجمهوري. ولهذا، رأت أن ردها على خطاب أوباما سيعطيها فرصة للدعاية لنفسها ولآرائها المتطرفة.

في نفس الوقت، تنظم سارة بالين، أيضا من الجناح اليميني للحزب الجمهوري، لكنها ليست عضوا في حزب الشاي، حملة على الإنترنت عن طريق صفحتها على موقع «فيس بوك»، للرد على خطاب أوباما. ورغم أن السيدتين، سارة وميشيل، يمينيتان، فإن الأولى تعتبر أكثر تأسيسا وشهرة، خاصة لأنها كانت ترشحت نائبة لرئيس الجمهورية في انتخابات سنة 2008. ليس خطاب «حالة الاتحاد» فقط، حتى الضيوف الذين يدعوهم الكونغرس لحضوره، أميركيون وأجانب، صار الإنترنت يؤثر، إن لم يتحكم، فيهم. وبدأت صحيفة «واشنطن بوست» صفحة في موقعها على الإنترنت عنوانها «من يجب أن يدعى ليجلس إلى جانب السيدة الأولى، ميشيل أوباما، عندما يلقي زوجها خطاب حالة الاتحاد؟».

عبر السنين، صارت للشخص الذي يدعى ليجلس إلى جانب السيدة الأولى بينما زوجها يلقي خطاب «حالة الاتحاد» أهمية خاصة. بعد هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001، دعي شرطي كان أنقذ كثيرا من الأحياء عندما سقط المركز التجاري العالمي في نيويورك. ومرة دعيت روزا بارك، من قادة حركة الحقوق المدنية للزنوج في أميركا. ومرة دعي لاعب كرة البيسبول سامي سوسا. ومرة نانسي ريغان، أرملة الرئيس الأسبق ريغان، بمناسبة مرور عشرين سنة على فوز زوجها برئاسة الجمهورية سنة 1980.

وفي موقع «واشنطن بوست» اقتراحات لعدد من الأسماء: مارك كيلي، زوج نائبة الكونغرس غابرييل غيفوردز التي نجت من محاولة اغتيال في توسون (ولاية أريزونا) قبل أسبوعين. وأيضا، بيتر ري، جراح المخ الذي أجرى لها أول عملية، وهو أميركي من أصل كوري. وأيضا، دانيال شوي، من قادة حركة المثليين جنسيا، وأسهم خلال السنة الماضية في جهود إلغاء حظر تجنيد المثليين جنسيا في القوات الأميركية المسلحة. وأيضا، كما قال موقع «واشنطن بوست»: «اقترح الشخص الذي تريده أنت، أيها القارئ، أن يجلس إلى جوار السيدة الأولى». ولم ينتظر الكونغرس قائمة موقع الإنترنت عندما وجه الدعوات. لكن، ربما سيحدث ذلك في المستقبل.