ستعراض نادر للقوة من قبل رجال القبائل المحليين في كبرى مدن وزيرستان

إسلام آباد: حركة احتجاجية وتنديد بالغارات الأميركية على باكستان

TT

بدأ رجال القبائل الباكستانيون حركة احتجاجية ضد هجمات الطائرات من دون طيار التي تديرها وكالة الاستخبارات الأميركية لمهاجمة معاقل مقاتلي طالبان و«القاعدة» في المناطق القبلية المحاذية للحدود الأفغانية.

وكان المئات من رجال القبائل يقودهم زعماء محليون قد بدأوا مظاهرة في شوارع مدينة ميرانشاه، كبرى مدن شمال وزيرستان ومقرها الإداري.

كانت المظاهرة استعراضا نادرا للقوة من قبل رجال القبائل المحليين شارك فيها طلبة وتجار ورجال أعمال ومعلمو مدارس، في حين شهدت المظاهرة غيابا واضحا لرجال الدين والمقاتلين القبليين.

رفع أبناء القبائل لافتات تندد بالإدارة الأميركية، وطالبوا بوقف استهداف الطائرات للمدنيين، حيث حصدت هذه الطائرات أرواح المئات من أبناء المنطقة.

يذكر أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية كانت قد شنت أكثر من 100 هجمة لطائرات من دون طيار شمال وزيرستان وحدها قتل خلالها أكثر من 100 شخص غالبيتهم من المدنيين.

وقد وصل بعض من هؤلاء المحتجين إلى إسلام آباد للتعبير عن احتجاجهم على هجمات الطائرات من دون طيار. حيث تظاهروا أمام مبنى البرلمان، وعقد وفد من رجال القبائل اجتماع مع مسؤولين باكستانيين.

ويشعر الكثير من رجال القبائل أن الحكومة الباكستانية أعطت موافقة ضمنية لوكالة الاستخبارات في شن هذه الغارات التي قضت أيضا على عدد كبير من قادة طالبان و«القاعدة».

ستكون الضربة الموجعة في هذه الاحتجاجات التي يقوم بها رجال القبائل الجهود التي يبذلها بعضهم لرفع دعوى قضائية ضد محطة وكالة الاستخبارات في إسلام آباد أمام المحاكم الباكستانية. وقد بدأ التفكير في اللجوء إلى هذه الخطوة بعد لجوء أحد ضحايا هجمات الطائرات من دون طيار إلى المحكمة للحصول على تعويض عن الأضرار التي لحقت به وأسرته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010. وكان كريم خان الصحافي قد فقد أخاه وابن عمه في إحدى هذه الهجمات. إلى ذلك أعلن مسؤول أمني أن جنديين من القوات شبه العسكرية الباكستانية ومدنيا لقوا حتفهم أمس في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق بالمنطقة القبلية المضطربة المتاخمة للحدود الأفغانية. كما أصيب 7 أشخاص في الانفجار الذي دمر سيارة عسكرية وأخرى مدنية في أوراكزاي، إحدى المناطق التي يتخذ منها مسلحو «القاعدة» وطالبان قواعد لهم. وقال الميجور فضل الرحمن، المتحدث العسكري باسم فيلق قوات الحدود شبه العسكرية، إن عدد الضحايا مرشح للزيادة حيث إن حالة بعض المصابين خطرة، وتخوض القوات الباكستانية قتالا ضد مسلحي طالبان في أوراكزاي منذ العام الماضي. ووفقا لمسؤولين، تم تطهير معظم المنطقة من المسلحين، غير أنهم يواصلون استهدافهم للقوات الحكومية من مواقعهم في المناطق الأكثر جبلية من أوراكزاي ومناطق مجاورة.