نصر الله: ما تقوم به المعارضة ليس اغتيالا سياسيا.. ومن حقنا رفض ترشيح الحريري

أكد أن إسقاط الحكومة هو «الرد الأول» على المحكمة الدولية

TT

قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أمس إن المعارضة لن تسعى إلى إلغاء أي فريق سياسي في حال فوز مرشح رئاسة الحكومة المدعوم من حزب الله وحلفائه في الاستشارات النيابية المقررة اليوم. وأضاف في خطاب بثه تلفزيون «المنار» التابع لحزب الله «نحن في المعارضة نتطلع في حال فوز أو تكليف من سيدعم نواب المعارضة ترشيحه بحكومة شراكة وطنية.. بحكومة يشارك فيها الجميع ويحضر فيها الجميع نحن لا ندعو إلى حكومة لون واحد نحن لا ندعو إلى الاستئثار ولا إلى إلغاء أي فريق سياسي في البلد ونحترم تمثيل الجميع».

وحمل الأمين العام لحزب الله على المحكمة الدولية فقال إن طابع الاستعجال الذي طبع به مسار القرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة في الفترة الأخيرة يأتي «في سياق توظيفه سياسيا في لبنان للضغط علينا وخدمة لخيارات سياسية معينة».

 وتساءل السيد نصر الله «عن التهديد الذي وجهه السيد بلمار لبعض وسائل الإعلام لنشرها أمورا ترتبط بالتحقيق الدولي وهو يقصد تلفزيون (الجديد)»، لافتا إلى أنه «لسنوات مضت جرى تسريب الوقائع المتعلقة بالمحكمة والتحقيق في كثير من وسائل الإعلام من دون أن يحرك السيد بلمار ساكنا لأن كل تلك التسريبات كانت تخدم هدف النيل من حزب الله وسورية».

وقال نصر الله إن «بلمار اعتبر التسجيلات الأخيرة تمس بالفريق الآخر وبمصداقية التحقيق»، وأضاف أن «غيرة بلمار على التحقيق تحركت هنا بشكل مفاجئ وهذا يؤكد مجددا أن هذه المحكمة تستهدف فريقا محددا ولا تبحث لا عن حقيقة ولا عن عدالة».  ولفت نصر الله إلى أن «الرد الأول على القرار الظني كان إسقاط الحكومة»، مشيرا إلى أن «للكلام بقية وتتمة وذلك حين الإعلان عن مضمون القرار الظني وسيكون لنا كلام أخير وتفصيلي في هذا السياق»، موضحا «إذا كنتم تريدون توظيف هذه المرحلة بالتحديد (مرحلة إرسال القرار الظني من بلمار إلى فرانسين) للضغط علينا لتوظيفه فيما يتعلق بخياراتكم السياسية فنحن لن نخضع لهذا التوظيف السياسي»، مؤكدا أن «هذا الأمر غير قابل للمناقشة».

وأكد السيد نصر الله أنه «قطعا لأي وهم فإن المعارضة الوطنية في حال فوز من ستسميه لرئاسة الحكومة ستطلب منه تشكيل حكومة شراكة وطنية»، مشددا على أن «المعارضة لا تدعو لحكومة لون واحد ولا لإلغاء أي فريق لأنها تحترم تمثيل الجميع»، مضيفا أنه «صحيح اختلفنا على موضوع رئاسة الحكومة ولكن هذا لا يعني أن أحدا في المعارضة يفكر في إلغاء أي فريق».

ورفض السيد نصر الله «الكلام الصادر عن البعض الذي يدعي وينذر أن الحكومة الجديدة إذا كلف من ترشحه المعارضة سيمس ذلك بموقع الطائفة السنية»، مشيرا إلى أن «هذا افتراء لأن المعارضة حريصة على عدم المساس بموقع أي طائفة وتريد حكومة متعاونة بعيدة عن الكيدية وهذا ما سيتم إثباته إذا ما كلف من ستسميه المعارضة».

وفيما شكر السيد نصر الله للنائب وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي في الوقوف بشكل حاسم إلى جانب سورية والمقاومة في هذه المرحلة المهمة في تاريخ لبنان، لفت إلى أنه «سيتم التأسيس سويا على هذا الموقف في مرحلة سياسية جديدة من التفاهم ومواجهة التحديات المشتركة».

وانتقد السيد نصر الله «الإساءات التي صدرت في اليومين الماضيين للنيل من دولة الرئيس عمر كرامي»، مشيرا إلى أن «كرامي لم يترشح لرئاسة الحكومة ولم يطلب من أحد ذلك ولم يشكل مكينة وفريقا سياسيا لا محليا ولا إقليميا لإيصاله إليها فيما في الجبهة الأخرى الحراك الدولي والإقليمي ليل نهار لإيصال مرشح محدد»، وأضاف السيد نصر الله أن «كرامي أبلغه أنه يفضل إيجاد شخص غيره لرئاسة الحكومة ولكن إذا توقف الأمر ولا خيار آخر وكان من الواجب عليه أن يتولى ذلك لحماية المقاومة والبلد فهو سيقبل تحمل هذه المسؤولية».

ولفت السيد نصر الله إلى أن «المعارضة لا تزال تتشاور فيما بينها لتحديد مرشح لرئاسة الحكومة الذي ستسميه خلال الاستشارات»، وتابع أنه «خلال ساعات قد نتجه لحسم الأمور في حال ثبت موعد الاستشارات غدا (اليوم)».

وحول ما قاله رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري عن الاغتيال السياسي، قال السيد نصر الله إنه «في لبنان على مر التاريخ كانت شخصيات سنية تتولى رئاسة الحكومة ومن بعدها يأتي رئيس حكومة آخر فيما يعرف بنادي رؤساء الحكومة السابقين»، مشيرا إلى أنه «لم يسبق أن يقال عن عملية ديمقراطية إن هذا اغتيال سياسي»، مضيفا أن «من حق الكتل النيابية أن ترفض شخصا معينا بمعزل عن نسبة تمثيله لأن موقع رئاسة الحكومة ليس موقعا تمثيليا بل هو موقع ريادي».

وأشار نصر الله إلى أنه «في مثل هذه الظروف الحديث عن عدم تسمية الحريري وتوصيفه كاغتيال سياسي هو ترهيب للمعارضة»، وسأل «إذا كان يحكى عن اغتيال سياسي لشخص معين ولكن ماذا عن الاغتيال السياسي لحركة مقاومة هي واحدة من أشرف حركات المقاومة في المنطقة»، ولفت إلى أن «من يحمي لبنان اليوم هي معادلة المقاومة والجيش والشعب من خلال توازن الردع الذي يعترف به الإسرائيليون»، وأضاف «أليس ما يجري اليوم اغتيالا سياسيا للمقاومة لمصلحة العدو».