مصر: منطق الإقصاء في لبنان له نتائج وخيمة

أمين الجميل ينتقد موقف حزب الله ويعلن دعمه للحريري

TT

انتقد رئيس لبنان الأسبق، أمين الجميل، أمس، موقف حزب الله اللبناني، معلنا دعمه لسعد الحريري كرئيس للحكومة اللبنانية الجديدة. وبينما قالت مصر أمس إن منطق الإقصاء بلبنان له نتائج وخيمة، أوضح عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية أنه لا يوجد توافق لبناني على شيء محدد حتى الآن.

وأكد الجميل في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية على وقوفه إلى جانب الحريري كرئيس للحكومة الجديدة التي ستبدأ الاستشارات بشأنها اليوم، لافتا إلى أن وجوده في هذا الموقع هو أمر طبيعي ونتاج للانتخابات النيابية الأخيرة في لبنان، ولأنه الأجدر لتحمل هذه المسؤولية. وأشار إلى أن الحريري يمثل أكبر كتلة سنية في لبنان، وبالتالي فله الحق في منصب رئيس الوزراء السني.

وانتقد الجميل موقف حزب الله والمعارضة من الوقوف في وجه الحريري، قائلا: «نعلم أن الأمور صعبة وهناك قوة معترضة على التكليف، ومؤسف أنهم معتمدون على وسائل غير ديمقراطية»، موضحا أن هناك ضغوطات من جانبهم وتحركات غير عادية بشوارع بيروت. وأعرب الجميل عن تمنياته بأن يكون هناك تضامن لتعزيز الأمن في بلاده.

وحول انحياز وليد جنبلاط إلى جانب المعارضة وتأييده لمرشحها عمر كرامي، قال الجميل: «نعرف أن كل أنواع الضغوط تمارس ضد الحريري على الساحة اللبنانية، وكان من المفروض أن يكون هناك اتفاق كلي على تكليف الحريري لا انقسام حوله».

وحول موقف الرئيس اللبناني من سلاح حزب الله، قال الجميل: «موقفنا من سلاح حزب الله واضح وكنا قد اعترضنا على الفقرة السادسة من البيان الوزاري الذي أيد سلاح حزب الله»، مطالبا بأن يعود السلاح فقط لقوى الجيش اللبنانية.

ومن جانبه، قال عمرو موسى إن الكلام حول حلول لأزمة لبنان كثير، وهناك قوى تطرح نفسها وتجمعات سياسية تقترح مبادرات، ولكن حتى الآن لا يوجد توافق على شيء محدد، مشددا على أن ما يهم الجامعة العربية والعرب هو لبنان واستقراره، لافتا إلى أن المحطة القادمة هي الاستشارات التي سيجريها الرئيس اللبناني ميشال سليمان.

وأضاف موسى أن العمل المشترك هو مفتاح الحل والانقسام هو الخطر الحقيقي الذي يهدد لبنان، مجددا تأكيد الجامعة العربية على أهمية استقرار لبنان كدولة مهمة في المنطقة وعضو في جامعة الدول العربية، قائلا: «التحركات اليوم كلها في إطار كيفية التصرف دون وجود مبادرة رسمية عربية ومؤيدة من المجتمع الدولي».

وقال موسى ردا على سؤال حول مسؤولية حزب الله عن تدهور الأوضاع بلبنان: «هذا ليس مكانا لاتهام طرف من الأطراف، وإنما مكان لبحث كيفية تجميع الكل، ومن متابعتنا هناك خطورة بالغة على استقرار لبنان ويجب أن يكون اللبنانيون مهتمين، وكل هذه المواقف تظهر في الأيام المقبلة، ولا بد أن يكون هناك موقف عربي».

والتقى الرئيس اللبناني الأسبق بوزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط، وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، إن أبو الغيط استعرض مع الجميل الأزمة الحالية وسبل الخروج منها، مضيفا أن أبو الغيط أكد خلال اللقاء على الثوابت المصرية في التعامل مع الأزمة اللبنانية التي تتمثل في عدة نقاط، أهمها «ضرورة الحفاظ على قيم العيش المشترك، وعلى حقوق كل فئات وطوائف المجتمع اللبناني، ورفض استئثار أي فريق، أو محاولة إلغاء أي مجموعة منتخبة وممثلة للشعب اللبناني، فهي خط أحمر لا ينبغي لأي طرف تجاوزه».

كما أن الثوابت المصرية في التعامل مع الأزمة اللبنانية تتمثل أيضا في أن «الأولوية القصوى هي للحفاظ على الاستقرار وعلى مؤسسات الدولة اللبنانية، مع التمسك بحق جميع اللبنانيين في الأمن والعدالة، ورفض أي تدخل خارجي وتحت أي ذرائع في الحياة السياسية اللبنانية»، وأن «الظرف الدقيق الذي يواجهه لبنان يتطلب التمسك بالتوافق السياسي بين مختلف الفرقاء، وإعمال مبدأ لا غالب ولا مغلوب، وأن أي محاولة لإعمال منطق الإقصاء أو القوة في لبنان سيكون لها نتائج وخيمة».

وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إلى أن بلاده تتابع بدقة الوضع في لبنان، وتجري اتصالاتها مع الأطراف اللبنانية الفاعلة، ومع الدول العربية والقوى الإقليمية والدولية المعنية بالشأن اللبناني للخروج من هذه الأزمة دون مساس بالاستقرار في لبنان.