الطفيلي يدعو حزب الله لإبعاد من تسميهم القرارات الاتهامية.. ويحذره من حكومة تستبعد «الطرف الآخر»

قال إن ما يطلبه «8 آذار» من آل الحريري «أعظم من قتل أبيهم»

الشيخ صبحي الطفيلي («الشرق الأوسط»)
TT

دعا الأمين العام السابق لـحزب الله اللبناني، الشيخ صبحي الطفيلي، الحزب إلى «إبعاد من تسميهم القرارات الاتهامية في جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري؛ لئلا تتحول المقاومة إلى مجموعة من القتلة». وحض على «التفتيش عن حل توافقي وطرح أسماء للحكومة يمكن أن تتعايش مع الأزمة، ويقبل بها الفريق الآخر»، لافتا إلى أنه «في ظل الانقسام الحاد في البلاد، لا يستطيع أي رئيس حكومة من فريق (14 آذار) أن يشكل حكومته حتى لو كان لديه أغلبية برلمانية، فلن تعيش حكومته تلك، ولن تعمل، في ظل هذا الانقسام وقدرة الفريق الآخر على شل البلد وتعطيل الحياة العامة».

وقال الطفيلي في مؤتمر صحافي عقده بمكتبه في عين بورضاي (البقاع اللبناني) أمس: «إن لبنان يدفع نحو المزيد من التأزيم، فلبنان جزء من المنطقة، والمنطقة كلها تدفع إلى التأزيم. والذين يتابعون الأحداث في باكستان والعراق واليمن وغيرها يرون أن هناك سياسة لوضع المنطقة في مناخ مضطرب، ولبنان من المناطق الحساسة التي يمكن استكمال المشاريع الغربية فيها بشكل حيوي»، محذرا من أن «لبنان يتجه إلى المزيد من التوتير، ولا يوجد أفق حل أو أفق دولة».

وسأل الطفيلي فريق «8 آذار»: «هل الضغوط على آل الحريري نافعة بشأن المحكمة»؟ معتبرا أن ما يطلب منهم أعظم من قتل أبيهم. وقال: «وهل إلغاء التعاون مع المحكمة وحجب التمويل وسحب القضاة تغير من واقع الأمر شيئا؟ كلنا يعلم أن هذه الأمور ليس لها تأثير، ثم هل توتير الوضع المذهبي والتهويل بحرب مذهبية يلجمان المحكمة؟ وهل السيطرة الفعلية على لبنان الدولة والأرض مفيدة في هذا السياق؟».

وحذر الطفيلي حزب الله من «تشكيل حكومة وقطع الصلة بالمحكمة؛ حيث سيتعامل المجتمع الدولي مع لبنان كسفينة مخطوفة». وسأل: «هل ستتمكنون من مواجهة ذلك؟ وهل طبيعة الشعب اللبناني تسمح لكم بذلك، وتمكنكم من الصمود؟ لعلكم تدركون معي أن ذلك غير ممكن»، ناصحا بـ«التفاهم مع الفريق الآخر على حكومة تحقق لكم بعض أهدافكم وتسمح باستقرار البلد وتعمل على تأسيس دولة كريمة ونظيفة». وأكد أن «هذا هو الحل الوحيد والمفيد والممكن لموضوع المحكمة، لكنه يحتاج إلى بعض التضحية والشجاعة الحقيقية وتغليب المصلحة العامة ومصلحة المقاومة على بعض المصالح الخاصة».

وأضاف: «مختصر وجهة نظري أن يتم إبعاد من تسميهم القرارات الاتهامية عن حزب الله لعلنا نجنب المقاومة وشيعة لبنان مسؤولية الجريمة بنظر المجتمع الدولي ومؤسساته»، موضحا: «لا أقصد بكلامي هذا جر النار إلى قرص أحد، وخطوة كهذه منكم لا يمكن أن تسجل إلا في حيز أعظم الجهاد وصادق النبل والتضحية، وإلا تحولت المقاومة ومعها الشيعة في لبنان وجمهور المتعاطفين إلى مجموعة من القتلة تلاحقهم القرارات الدولية وتطاردهم تهمة الجريمة».

وعن رأيه بالمواقف الأخيرة لرئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط، قال الطفيلي: «وليد جنبلاط في كثير من الأحيان يوضح خطواته ومواقفه، وبتقديري يتبع ما يعتقد أنه يحقق مصالح طائفته».