مجلس المفتين يحذر من تجاهل الأكثرية السنية واللجوء إلى حكومة «مفروضة بالاستقواء»

في جلسة استثنائية عشية الاستشارات النيابية

TT

حذر مجلس المفتين في لبنان، عشية الاستشارات النيابية المزمع أن تبدأ اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا من «تجاهل الأكثرية السنية والأكثرية النيابية ومن تجاوز الأسس الدستورية والمعادلات الوطنية الميثاقية، التي تتعلق بالحقوق الدستورية لرغبة هذه الأكثرية النيابية»، كما حذر من «مغبة الانزلاق إلى مخاطر اللجوء لحكومة مفروضة بوسائل الاستقواء والضغط والإرغام»، رافضا «شتى الأساليب والوسائل الخارجة عن أدبياتنا السياسية والوطنية التي تجاوزت حدود القيم الأساسية للإنسان».

ووجه المجلس نداء لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان «المؤتمن على الدستور ووحدة الوطن والثوابت التي قام عليها لبنان، لعدم السماح للثأريين دعاة الإلغاء بالمضي في مخططهم، والتصدي لمحاولاتهم اليائسة والوقوف في وجه مثيري التوترات العبثية بين الطوائف اللبنانية، حفاظا على الاستقرار والأمن في لبنان».

وأعرب المجلس عن «قلقه الشديد من محاولات فرض الهيمنة والسيطرة والقهر والكيدية والخروج على الميثاق الوطني والدستور»، داعيا «اللبنانيين إلى عدم الانجرار إلى فتنة يعمل لها من لا يريدون للبنان أمنا ولا سلاما ولا استقرارا»، مؤكدا «تمسكه بالعدالة التي لا يقوم نظام من دونها ولا تستقيم الحياة بتجاهلها، وهي التي تحقق الاستقرار والأمان عند الناس».

وبعد جلسة استثنائية بدعوة من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، اعتبر المجلس أن «إسقاط الحكومة من خلال استقالة فريق منها أدى إلى خرق الاتفاقات والعهود والأعراف»، لافتا إلى أن «هذه المحاولة جاءت على خلفية الصراع على العدالة والمحكمة، في محاولة ظالمة لتجاوزهما أو إلغائهما، علما بأن جرائم الاغتيال التي حدثت خلال السنوات الماضية، قد استهدفت فريقا سياسيا واحدا، كما أن إسقاط الحكومة على الخلفية ذاتها ينال من فريق وطني كبير، ومن طائفة مؤسسة في الكيان اللبناني، وكلا الأمرين لا معنى له غير الاستهداف المتعمد، والإمعان في الغلبة والاستيلاء والقهر، وهو ما لا يمكن قبوله أو السكوت عليه»، وأشار إلى أن «هذا كله يحدث على الرغم من أن رئيس الحكومة وأهالي الشهداء وكل الشرفاء في هذا الوطن، أكدوا دائما على إرادة الحوار والتوافق، وتجنب الفتنة، وضرورة الاحتكام إلى الدولة ومؤسساتها، وبذل الجهد لإزالة مخاوف كل الفرقاء، صيانة للوحدة الوطنية والعيش المشترك ونبذ الفتنة والحفاظ على استقرار البلاد وأمن العباد». إلى ذلك، أكد مجلس المفتين على «مرجعية اتفاق الطائف القانونية والدستورية للبنان الواحد الموحد بأرضه وشعبه ومؤسساته»، لافتا إلى أن «العدو الوحيد هو إسرائيل، وأن هذا البلد الذي انتصر وينتصر بوحدة أبنائه مدعو اليوم إلى التلاقي والحوار من أجل إقامة العدل والاستقرار في ربوع الوطن».