كبير مفاوضي إيران لـ «الشرق الأوسط»: الخليجيون غير قلقين من مشروعنا النووي

نفى أي تهديد نووي ودلل بأن 5 سفراء عرب زاروا المنشآت النووية

TT

ركل سعيد جليلي عقب انفضاض جلسة التفاوض الفاشلة التي عقدتها إيران مع الوفد الدولي (5 + 1) الذي ضم الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن بالإضافة لألمانيا، الكرة قاذفا بها وبقوة تجاه ملعب ذلك الوفد الذي كانت رئيسة مفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون قد قالت في ختام المباحثات إن الكرة أصبحت في ملعب إيران بعد أن فعلوا كل ما يمكن أن يفعل لإقناع إيران بالتفاوض، إلا أن إيران أبدت تصلبا حال دون أن تتفاعل معهم، مبدية رغبتها في مواصلة «اللعبة» لو غيرت إيران من تكتيكها ولو رغبت في تفاوض مقبول يسهل الوصول لحل سلمي دبلوماسي لقضية الملف النووي الإيراني.

هذا وكان سعيد جليلي قد أوضح لـ«الشرق الأوسط» في حوار قصير أجرته معه بمقر إقامته بقصر كيرخشان التاريخي الفخم بإسطنبول على ضفاف مضيق البوسفور، أن تغيير الاستراتيجيات لا يعني تغيير المبادئ، مشددا على أن إيران لديها خطة عمل واضحة هي التفاوض حول حق إيران في امتلاك التقنية النووية فذلك حق من حقوق الشعب الإيراني.

قاد سعيد جليلي، رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ويطلقون عليه لقب «كبير المفاوضين»، الوفد الإيراني لدورات التفاوض الثلاث التي عقدتها إيران مع مجموعة (5 + 1) الدولية مرتين بجنيف والأخيرة هذه بإسطنبول.

وأكد جليلي لـ«الشرق الأوسط» استعداد إيران دون تباطؤ للعودة للحوار والتفاوض ما دام تم ذلك وفقا لما وصفه بـ«منطقنا الإيراني»، موضحا أن المنطق الإيراني يقوم على أرضية صلبة تحترم حق الأمة الإيرانية في امتلاك التقنية النووية السلمية. وردا على سؤال لماذا رفضوا حوار مع الوفد الأميركي وذلك مما كان سيسهل الأمور، قال إنهم (الإيرانيين) لا يثقون فيهم.

وردا على حقيقة القول إن مشكلة إيران الأساسية تنبع من عدم الثقة الدولية في نشاطها النووي، بسبب إخفائها لهذا النشاط عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمدة 18 عاما، رغم كونها من الدول الموقعة على اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي، رفض جليلي هذا الحديث بصوت هادئ وبلغة عربية قائلا: «هذا ليس صحيحا وأنت تعلمين أن أكثر من 130 دولة أعضاء مجموعة عدم الانحياز بالوكالة التي مجموع أعضائها 152 دولة يثقون ويؤيدون فعالية وسلمية النشاط النووي الإيراني، لا سيما أن سلمية هذا النشاط يؤكدها كما قال جليلي، مضيفا أن «أكثر من 25 تقريرا رسميا رفعها مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، توضح أن إيران لم تنحرف عن مسيرة النشاط السلمي».

ويمضي جليلي مواصلا: «شهد على سلمية النشاط النووي الإيراني كذلك موفدو تلك الـ130 دولة ممن زاروا إيران الأسبوع الماضي».

وفي سياق مواز، استبعد جليلي أن يكون النشاط النووي الإيراني مصدر قلق لدول عربية تخشى من نفوذ إيراني بالمنطقة، نافيا ذلك بقوله: «نرفض هذا القول. والأسبوع الماضي فقط كان في مقدمة الوفد الدولي الذي تفقد المنشآت النووية 5 سفراء عرب هم سفير مصر، مندوبها لدى الوكالة الدولية، بالإضافة لمندوب الجامعة العربية وسفيرة الجزائر والسفير العماني والسفير السوري».

وردا على سؤال مباشر وأكثر تحديدا أشرنا إلى أن هناك دولا عربية خليجية لا تخفي قلقها من النشاط النووي الإيراني، بل ترفضه وتتحسب له، قال جليلي: «لا أصدق هذا الادعاء». وأضاف: «إن علاقاتنا مع جيراننا بالخليج الفارسي علاقات جيدة».

عندها قاطعته: تعني الخليج العربي؟ فعاود القول: «بل الخليج الفارسي»، فسألته: كيف تتفقون وأنتم تختلفون حتى حول اسم؟ قال: «ليس هذا اختلافا من أجل الاختلاف وإنما تلك حقيقة اعتمادا على الخرائط الدولية التاريخية». ومن ثم، وقف مودعا وهو يكرر: «الخليج الفارسي».