ليبرمان يقترح دولة فلسطينية مؤقتة على نصف الضفة الغربية.. ومن دون القدس

السلطة وحماس ترفضان المقترح وتعتبرانه برهانا جديدا على عدم وجود حكومة سلام

TT

رفض الفلسطينيون بشكل قاطع الاقتراح الذي يطرحه وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، حول إقامة دولة فلسطينية مؤقتة على نصف مساحة الضفة الغربية، ومن دون مدينة القدس. وقال الدكتور صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، إن هذا الاقتراح هو برهان آخر على أنه في إسرائيل لا توجد حكومة سلام. وأضاف عريقات في بيان: «إنهم في إسرائيل يشعرون الآن بالحرج والعزلة في المجتمع الدولي المؤيد لحق شعبنا في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس ولذلك يعملون على إلقاء الكرة في الملعب العربي والفلسطيني».

وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قد خرجت صباح أمس بعنوان صارخ يبشر بمقترح ليبرمان الجديد، وفيه يبلور خريطة لدولة فلسطينية في حدود مؤقتة. واعتمدت الصحيفة على مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية، يفسر هذه الخطوة قائلا إن إعداد الخريطة يأتي كجزء من الاستعداد لإمكانية اعتراف دولي بدولة فلسطينية في سبتمبر (أيلول) المقبل.. فليبرمان يخشى من الاعتراف الجارف بفلسطين على حدود 1967، ولذلك يعتقد بأن على إسرائيل أن تتخذ مبادرة سياسية وأن تقترح إقامة دولة فلسطينية في حدود مختزلة، فيرفضها الفلسطينيون، وهكذا تخفف الضغط الدولي وتنقل جزءا منه على الأقل إلى الجانب الفلسطيني.

وحسب المصدر، فإن الهدف من هذه الخطوة هو تنفيذ «عمل وقائي». وبمثل هذا العمل ستبدو إسرائيل كمعنية بالتقدم السياسي وليست رافضة للسلام، وسيتعين على الفلسطينيين أن يردوا إذا كانوا معنيين بدولة، أم لا. «بعد أن تقوم دولة فلسطينية في حدود مؤقتة سيكون ممكنا استئناف المفاوضات السياسية والوصول إلى اتفاقات تنقل بموجبها أرض إضافية إلى الدولة الفلسطينية»، قال المصدر.

وأكدت الصحيفة أن ليبرمان أطلع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهوعلى اقتراحه، وأنه بموجب تعليماته، أقيم فريق في وزارة الخارجية لبلورة خطة التسوية الانتقالية، ولكنه لم يعرض عليه بعد خريطة حدود الدولة الفلسطينية المؤقتة. ويعتقد وزير الخارجية بأنه كلما مر الوقت ينضج الفهم بوجوب التوجه نحو تحقيق تسوية انتقالية، وقد كان راضيا على نحو خاص من تصريحات نتنياهو في المقابلة مع القناة «العاشرة» قبل بضعة أسابيع، التي جاء فيها أن التسوية الانتقالية هي نتيجة محتملة للمسيرة السياسية.

وأضافت الصحيفة أن اللجنة الوزارية السباعية التي تدير شؤون الحكومة الإسرائيلية في القضايا المصيرية، بحثت موضوع الدولة الفلسطينية، وأن بعض أعضائها لم يوافقوا على رؤية الاعترافات بالدولة الفلسطينية أمرا سلبيا، بل بالعكس، قالوا إن هناك ضرورة لتحويلها إلى فرصة. وقال النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه بوغي يعلون، إن على إسرائيل أن تدرس اقتراحا لإقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة وبالتالي تعزز السلطة من جهة، وتشير إلى العالم بأنها تقلص سيطرتها على الفلسطينيين من جهة أخرى.

وروى مصدر رفيع المستوى لـ«هآرتس» أن الخريطة التي أعدت تتضمن أيضا شبكة طرقات وارتباطات أخرى بين المدن الفلسطينية والمناطق «أ»، لتضمن التواصل الجغرافي، «حتى تكون الدولة المؤقتة قابلة للعيش».

وتقوم خطة ليبرمان على مبدأ تطبيق المرحلة الثانية من خارطة الطريق، ولا تتضمن إخلاء مستوطنات أو إحداث أي تغيير ذي مغزى في الضفة الغربية. وحسب تقديرات مختلفة نقلتها الصحيفة، فإن الخريطة ستقوم على أساس المناطق «أ» والمناطق «ب» التي هي نحو 42 في المائة من أراضي الضفة الغربية، ويحتمل أن تضاف إليها عدة نسب قليلة من الأرض، بحيث تكون الدولة الفلسطينية في حدود مؤقتة 45 – 50 في المائة من الضفة الغربية.

ولغرض المقارنة، فإن خطة التسوية الانتقالية لرئيس لجنة الخارجية والأمن في «الكنيست»، عضو «الكنيست» شاؤول موفاز، من «كديما»، تتحدث عن حدود مؤقتة على ما لا يقل عن 60 في المائة من الضفة الغربية، في ظل تعهد إسرائيلي بأن تصل مساحة الدولة الفلسطينية في التسوية الدائمة إلى 92 في المائة من أراضي الضفة على الأقل.

وانضمت حماس إلى موقف السلطة في هذه المسألة، واعتبرت مقترح ليبرمان «عبارة عن ترحيل وإزاحة أزمات داخلية باتجاه مناكفات سياسية من أجل تقطيع الوقت لصالح دولة الاحتلال».

وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس: «هذا تأكيد على حالة الحرج التي يسببها الحراك الدولي بدعم حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967». ووصف برهوم حديث ليبرمان بأنه «محاولة بائسة لإخراج الاحتلال من ورطته، وتحديدا بعد حالة العزلة التي بات يعاني منها بعد حربه على غزة وفشل مشروع التسوية واستمرار الاستيطان والتهويد وارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني».