أوباما يستعد لخطاب «حالة الاتحاد».. تركيز على الاقتصاد وحملة لإعادة انتخابه

سيركز على نتائج زيارة الرئيس الصيني ويدعو لاستمرار التعاون بين الحزبين في الكونغرس

TT

من المتوقع أن يركز الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه حول حالة الاتحاد يوم غد، على الاقتصاد، ليكون بمثابة انطلاق لحملة إعادة انتخابه عام 2012. وفي الخطاب الذي سيلقيه أمام الكونغرس بمجلسيه، يفترض أن يتطرق أوباما إلى الإصلاحات الاقتصادية التي تبناها بعد الأزمة المالية التي كانت قد بدأت في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن، كما يتوقع أن يتطرق إلى إيفائه بوعده بإعادة القوات الأميركية من العراق، وإبقائه على سياسة التشدد إزاء حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان.

وفي الجانب الاقتصادي، قد يتطرق الخطاب بالتحديد إلى إنعاش سوق العمالة والأبحاث ومكافحة العجز. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن توماس مان، الخبير في العلوم السياسية في معهد بروكينغز بواشنطن قوله: «من البديهي أن العمالة ستكون في صلب خطابه. فإذا لم يكن هناك حل معجزة، فإنه سيتحدث عن طرق كثيرة يأمل في أن تدعم النمو الاقتصادي وخلق الوظائف».

وكان أوباما قد مهد لخطاب «حالة الاتحاد»، عبر خطابه الأسبوعي الذي ألقاه أول من أمس ودعا فيه لبذل جهود جديدة لفتح الأسواق العالمية أمام السلع الأميركية. وقال مراقبون في واشنطن إنه يتعين على الرئيس الأميركي أن يشير إلى مشكلة لم يقدر على إيجاد حل لها، وهي استمرار ارتفاع نسبة البطالة، على الرغم من الجهود التي ظل يبذلها، والمتمثلة في قرابة تريليون دولار في إغراءات حكومية للبنوك ودعوم فيدرالية لحكومات الولايات، لتشجيع النشاط الاقتصادي.

لكن، يتوقع أن يشير أوباما إلى زيارة الرئيس الصيني هو جينتاو الأخيرة إلى الولايات المتحدة، التي سيشير إليها باعتبارها انتصارا له، لأن الصين وعدت بزيادة استثماراتها داخل الولايات المتحدة، وبفتح الباب أكثر أمام الشركات الأميركية لتعمل في الصين، مع حقيقة أن الصين تتحمل ثلث الديون الأميركية العالمية.

ومع استمرار ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة عند قرابة 10 في المائة، يتوقع أن يقول أوباما في خطاب «حالة الاتحاد» إن توسيع التبادل التجاري ضروري، مع الصين وغير الصين، لخلق فرص العمل. وكان أوباما قد قال في كلمته الأسبوعية الأخيرة عبر الإذاعة والإنترنت: «إذا كنا جادين في العمل من أجل الوظائف الأميركية والشركات الأميركية فإن أحد أهم الأشياء التي يمكننا عملها هو فتح مزيد من الأسواق أمام السلع الأميركية في شتى أنحاء العالم». وأضاف أن الصادرات الأميركية السنوية إلى الصين التي تبلغ قيمتها 100 مليار دولار، هي أحد عوامل خلق فرص العمل في الداخل. وأشار أيضا إلى صفقات تجارية قيمتها 45 مليار دولار أعلن عنها خلال زيارة هو. كما أشار أوباما إلى اتفاقات توصلت إليها شركات أميركية وهندية خلال رحلته إلى الهند في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويتوقع أن يشير أوباما في خطابه أمام الكونغرس إلى صفقة تجارية أخرى، وهي صفقة التجارة الثنائية التي تم التوصل إليها أواخر العام الماضي مع كوريا الجنوبية. لكنه سيدعو الكونغرس للتصديق على تلك الصفقة، لأنه لم يصادق عليها بعد.

وفي الجانب السياسي، يتوقع أن يتطرق أوباما إلى أهمية تحسين العمل السياسي، خاصة بعد حادثة إطلاق النار الأخيرة التي تسببت في مقتل عدد من الأشخاص وإصابة البرلمانية غابرييل غيفورز في مدينة توسون (ولاية أريزونا). وكان كثيرون قد حملوا تلك المذبحة إلى أجواء التطرف السياسي في البلاد. ويتوقع أن يعطي خطاب الغد إشارة إلى استمرار التعاون بين الفريقين بعد أن كان شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي مثمرا في الكونغرس، حيث أبرم أوباما تسوية مع خصومه حول تمديد الإعفاءات الضريبية التي أقرت في عهد الرئيس السابق جورج وأبطال القانون الذي يمنع مثليي الجنس من إعلان مثليتهم أثناء الخدمة في الجيش والمصادقة على معاهدة ستارت.

ويتوقع أن يستمع قادة الحزب الجمهوري إلى الخطاب باهتمام بالغ. وكان زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، قد دعا لإعطاء أوباما فرصة ليقول ما يريد، ثم تقديم ردودهم. وقال: «نصيحتي لزملائي أنه إذا كان الرئيس غير مستعد للقيام بما ينبغي، أن نقول له ذلك».

ويتوقع أن يكون خطاب أوباما غدا بمثابة انطلاق لحملة إعادة انتخابه عام 2012. وعادة ما يبدأ الرؤساء الأميركيون خلال فترتهم الأولى حملتهم الانتخابية مع خطاب «حالة الاتحاد» السنوي الثالث. ولهذا، كان البيت الأبيض قد أعلن الأسبوع الماضي، أن أوباما يعتزم الترشح في مارس (آذار) لإعادة انتخابه، وأن عددا من مستشاريه سينتقلون إلى شيكاغو لبداية حملة سنة 2012.