ألبانيا تشيع قتلاها وطرفا الأزمة يعدون لمظاهرات جديدة

استمرار التوتر والبعثة الأوروبية تدعو السفراء لبحث الوضع

TT

دعا زعيم المعارضة الرئيسية في ألبانيا أمس إلى تنظيم احتجاجات جديدة الأسبوع المقبل في أعقاب الاشتباكات التي خلفت ثلاثة قتلى وعشرات المصابين في أعمال شغب ضد الحكومة. وطلب رئيس الحزب الاشتراكي إيدي راما من أنصاره الانضمام إليه في موقع الاشتباكات وسط تيرانا يوم الجمعة المقبل لتأبين الضحايا بعد أسبوع من مقتلهم. وقال راما أثناء دفن أحد القتلى «يوم الجمعة 28 يناير (كانون الثاني)، سنحيي، مع كل الألبان، ذكرى ثلاثة مواطنين عاديين انتهت حياتهم في احتجاج من أجل ألبانيا أفضل». أما رئيس الوزراء الألباني صالح بيريشا فدعا أنصاره إلى التظاهر الأربعاء في تيرانا «ضد العنف». وساد البلاد أمس هدوء مشوب بالحذر والتوتر، مع انتشار أعداد كبيرة من الشرطة في الشوارع. وأسفرت المظاهرة المناهضة للحكومة والتي نظمتها المعارضة الاشتراكية يوم الجمعة الماضي عن سقوط ثلاثة قتلى بالرصاص. وقال المسؤول في المستشفى العسكري بتيرانا بدري ميها إن شخصا رابعا أصيب بجروح خطيرة بالرصاص وما زال بين الحياة والموت. ويبدو أن كلا من السلطة والمعارضة متمسك بموقفه. ويطالب الاشتراكيون باستقالة بريشا الذي لم يعترفوا أبدا بفوزه في الانتخابات التشريعية التي جرت في يونيو (حزيران) 2009 والذي يتهمونه بالتزوير.

ومن حينها، تشهد ألبانيا أزمة سياسية تتمثل في مشاركة ضئيلة من المعارضة في نشاط البرلمان. وتعتبر هذه الأزمة الأخطر والأطول في تاريخ البلاد منذ سقوط النظام الشيوعي مطلع التسعينات. وأعرب العديد من الممثلين الدوليين عن قلقهم من تطور الأحداث منذ الجمعة ودعوا إلى الهدوء.

وفيما دعا سفراء أوروبيون وسفير الولايات المتحدة إلى تحقيق «شفاف وحيادي» حول تلك الأحداث، وأعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في تيرانا أنها دعت أمس إلى عقد اجتماع لسفراء أهم الدول المعتمدة في تيرانا لبحث تطورات الوضع.

وفي الأثناء، تصاعد الجدل حول الظروف التي أدت إلى مقتل المتظاهرين الثلاثة. فقد أصدرت النيابة ست مذكرات توقيف بحق عناصر من الحرس الجمهوري مكلفين بحماية الشخصيات الألبانية. لكن بلاتور نيستوري الناطق باسم النيابة الألبانية أقر أمس بأن الشرطة لم تنفذ بعد هذه المذكرات. وأفادت مصادر قريبة من الشرطة أنها تطلب من النيابة أن تقر بمسؤولية بعض قادة المعارضة في تلك الحوادث لأنهم لم يتمكنوا من احتواء الحشود بل إنهم على حد قولها، حرضوا على العنف.

من جهة أخرى، أعلنت الشرطة أنها اعتقلت ما لا يقل عن 113 شخصا تتهمهم بتدبير اضطرابات. وباتت مشاهد المظاهرة منذ الجمعة موضع «حرب صور» حقيقية يعرض فيها كل من السلطة والمعارضة روايته. وظهر في بعض تلك الصور العشرات من المتظاهرين يحاولون اقتحام مقر الحكومة وفجأة يسقط أحدهم على الأرض مصابا.

ونقلت قناة «نيوز 24» التي أشار إليها ايدي راما، مشاهد ظهر فيها عسكريون يطلقون النار من داخل باحة مقر الحكومة.

وتبادلت السلطة والمعارضة الاتهامات بمسؤولية مقتل أولئك الأشخاص. وأعلن بريشا أن المتظاهرين الثلاثة قتلوا عن قرب بأسلحة خفيفة تستعملها الشرطة أو قوات الأمن. وبثت الشرطة صورا شوهد فيها متظاهر وعلى وسطه مسدس.