«التجمع» الجزائري المعارض يحضر لمظاهرات جديدة في فبراير

وزارة الداخلية حملته مسؤولية جرح رجال الأمن في مشادات وقعت السبت> وفاة شاب أحرق نفسه

TT

أفرجت السلطات الأمنية الجزائرية عن تسعة أشخاص اعتقلتهم على خلفية مشادات مع قوات مكافحة الشغب، خلال مظاهرة المعارضة أول من أمس. وحملت وزارة الداخلية الحزب الذي نظم المظاهرة مسؤولية جرح ثمانية من رجال الشرطة، اثنين منهم في حالة خطيرة، أثناء المشادات.

وبحث حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المحسوب على التيار العلماني، أمس، مع تنظيمات من المجتمع المدني، تنظيم مسيرة جديدة في 9 فبراير (شباط) المقبل.

وذكر بيان لوزارة الداخلية الجزائرية أن مصالح الشرطة أفرجت عن تسعة أشخاص اعتقلتهم أول من أمس، إثر محاولة تنظيم مسيرة غير مرخصة، دعا إليها «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية».

وفي بيان آخر صدر مساء أول من أمس، حملت وزارة الداخلية مسؤولي حزب التجمع مسؤولية سقوط ثمانية جرحى في صفوف قوات مكافحة الشغب، أثناء المشادات الجسمانية التي جرت بين المتظاهرين وأفراد الشرطة أمام مبنى الحزب بقلب العاصمة.

وعجز الحزب عن تنظيم مسيرته بسبب الطوق الأمني غير المسبوق الذي ضربته الحكومة على مداخل العاصمة، لمنع المتظاهرين من الالتحاق بنقطة انطلاق المسيرة. وحالت التعزيزات الأمنية دون خروج قيادة «التجمع» من مبنى الحزب قبل توقيت بداية المسيرة. وتحولت المظاهرة في ظل هذه الظروف، إلى اعتصام أمام مقر الحزب تم خلاله رفع شعارات ومطالب سياسية متصلة برفع حالة الطوارئ وفتح مجالات التعبير السياسي والإعلامي للمعارضة وإطلاق سراح مئات الشباب الذين اعتقلوا على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية التي وقعت بالبلاد في الأسبوع الأول من الشهر الحالي، وخلفت 4 قتلى وعشرات الجرحى. وصاحبت الأحداث حالات انتحار على «الطريقة البوعزيزية» في تونس.

وأفاد بيان وزارة الداخلية بأن «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» الذي يقوده الدكتور سعيد سعدي، ضرب عرض الحائط بقرار منع المسيرة التي دعا إليها بعد أن تم إبلاغه يوم 12 يناير (كانون الثاني) الحالي ثم في 20 من نفس الشهر بأنها ممنوعة. وقال البيان إن عدد المتظاهرين لم يتعد 250 شخصا، مشيرا إلى أن مصالح الأمن تدخلت لفرض احترام قرار منع المسيرة وتسريح الطريق العام وتسهيل حركة المرور.

وخلفت الأحداث حسب بيان الوزارة، 8 جرحى من بين عناصر الشرطة، اثنين منهم تعرضا لإصابات خطيرة.

وخلفت المناوشات أيضا 11 جريحا من المتظاهرين، قال البيان إنهم تلقوا الإسعافات في مكان المظاهرة. ويوجد من بين الجرحى رئيس المجموعة البرلمانية للحزب، الذي أصيب داخل مبنى «التجمع» بسبب التدافع بين المناضلين، حسب وزارة الداخلية، بينما اتهمت قيادة الحزب قوات الأمن بممارسة العنف ضد برلمانييها.

وعقد رئيس «التجمع من أجل الديمقراطية» أمس، اجتماعا مع رابطة حقوق الإنسان ونقابات مستقلة وتنظيمات وشخصيات معارضة للحكومة. وبحث الاجتماع تنظيم مظاهرات بالعاصمة يوم 9 فبراير المقبل. ويشار إلى أن السلطات تمنع المظاهرات في العاصمة منذ قرابة 10 سنوات.

إلى ذلك، أفادت مصادر محلية أمس، أن جزائريا في الـ35 من العمر توفي مساء السبت متأثرا بحروق أصيب بها، حين أضرم النار في نفسه في 18 يناير (كانون الثاني) في مدينة دلس الساحلية شرق الجزائر.

وتوفي كريم بندين، الأعزب الذي يعاني من اضطرابات نفسية، في مستشفى الدويرة على مسافة عشرين كلم جنوب غربي العاصمة الجزائرية، إلى حيث نقل بعدما أحرق نفسه، في محاولة انتحار لم تعرف أسبابها. وأصيب بحروق من الدرجة الثالثة في كامل جسمه ونقل في حال حرجة إلى مستشفى الدويرة (30 كلم غرب العاصمة).