احتجاجات غاضبة تعم لبنان رفضا لإقصاء الحريري عن رئاسة الحكومة

TT

على أثر انتهاء الجولة الأولى من الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة العتيدة، وبعد ترجيح حظوظ رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي لتولي هذا المنصب على حساب رئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الحريري، اشتعل الغضب في صفوف مناصري تيار المستقبل وقوى «14 آذار»، احتجاجا على استبعاد الحريري عن سدة المسؤولية بخلاف إرادة الغالبية النيابية والشعبية لدى الطائفة السنية.

بدأت التحركات غروب يوم أمس، بتجمعات شعبية حاشدة نظمت في مدينة طرابلس (مدينة ميقاتي)، احتجاجا على عدم تسمية الأكثرية للرئيس سعد الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة، وقد رددت الحشود شعارات منددة بميقاتي وقبوله الترشح باسم حزب الله لرئاسة الحكومة ضد الحريري، وامتدت هذه التجمعات إلى مدينة المنية وعدد كبير من قرى عكار في شمال لبنان. بعدها انطلقت مسيرات سيارة جابت شوارع مدينة صيدا تعبيرا عن تأييدها للحريري، وسط تدابير أمنية مشددة اتخذتها عناصر الجيش، فيما عمل أنصار تيار المستقبل على قطع الطريق من بيروت إلى الجنوب، أي الأوتوستراد الساحلي في بلدة الجية عند مفرق بلدة برجا بالإطارات. كما جابت مسيرات سيارة في عدد من مناطق البقاع، وأقدم محتجون على قطع طريق البقاع - المصنع المؤدي إلى سورية بالإطارات المشتعلة.

وسرعان ما انتقلت التحركات الشعبية إلى العاصمة بيروت، حيث جرى قطع الأوتوستراد الممتد من الطريق الجديد حتى منطقة الكولا. وفي بيروت أيضا، قامت المنظمات الشبابية لقوى «14 آذار» بمظاهرة شعبية «دفاعا عن لبنان والمحكمة الدولية». ولفتت إلى أن الانطلاق سيتم من أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط المدينة - ساحة الشهداء - عند الساعة الثامنة من مساء أمس.

أما في منطقة إقليم الخروب في جبل لبنان، لم يكن المشهد مختلفا، إذ انطلقت تحركات شعبية معارضة لتكليف الرئيس ميقاتي تأليف الحكومة المقبلة، وعمت التحركات بلدات شحيم وبرجا وكترمايا وداريا.

وفي أول تعليق له على الاحتجاجات، دعا الرئيس نجيب ميقاتي كافة الأهالي، إلى التحلي بالحكمة والصبر، وقال «نهيب بالمناصرين عدم الانجرار وراء انفعالات قد تسيء إلى الاستقرار العام، لأننا بأمس الحاجة لتعاضد أهلنا لتجاوز هذه المرحلة».

وأعلن عضو تكتل «لبنان أولا» النائب محمد كبارة أن «التطاول على الطائفة السنية غير مسموح، والتطاول على الوطن غير مسموح»، معلنا «من طرابلس عاصمة السنة وعاصمة التعايش أن غدا (اليوم) سيكون يوم الغضب العام في كل لبنان استنكارا لما يقوم به الآخرون من التدخل في شؤون لبنان وشؤون السنة». وقال «نتوجه لمن له عينان فليرَ، ومن له بصيرة فليفكر، ومن لا يريد أن يجربنا فلا يدفعنا لما هو أكثر من الغضب». وفي البقاع، عقد لقاء في منزل مفتي البقاع، الشيخ خليل الميس، تأييدا للرئيس سعد الحريري، وأكد الميس أن «الحريري هو المرشح الوحيد للطائفة السنية في لبنان». أما عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، النائب السابق مصطفى علوش، فأعلن أن «أسلوب الاستدعاء الذي مارسه حزب الله بحق رؤساء حكومات وشخصيات طرابلسية أمر مستنكر لا سابق له»، مؤكدا رفض «محاولة وضع رئاسة الوزراء تحت وصاية الولي الفقيه».

وفي مؤتمر صحافي عقده مع النائبين خالد الضاهر ومحمد كبارة، أشار إلى أن «طرابلس أعطت أصواتها لنوابها لتأييد العدالة»، لافتا إلى أن «قبول أي شخصية لعكس ذلك هو خيانة لأبناء طرابلس وسيضعها خارج المدينة»، ودعا «أبناء طرابلس والشمال للتعبير عن غضبهم ورفضهم الوصاية الفارسية عبر الاحتجاج السلمي والتظاهر الذي يكفله القانون، وذلك لحين عودة القرار لأصحابه».