إجراءات أمنية مشددة في الجلسة الأولى لمحاكمة قاتل حاكم البنجاب

جلسة استماع داخل السجن خوفا من الاعتداء على المتهم والقضاة والمحامين

TT

اتهمت الشرطة رسميا، ممتاز قدري، المتهم بقتل الحاكم السابق لإقليم البنجاب، سلمان تيسير، داخل محكمة معنية بمكافحة الإرهاب عقدت داخل أحد سجون روالبندي، أمس. وأفادت الشرطة في عريضة الاتهام أن قدري تآمر ضد الحاكم وقتله بدم بارد.

كانت أول جلسة استماع في إطار المحاكمة قد عقدت داخل السجن بسبب مخاوف أمنية، حيث يعتقد مسؤولون باكستانيون أن عقد المحاكمة داخل قاعة مفتوحة قد يعرض المتهم والقضاة والمحامين لأخطار أمنية كبيرة.

وفي إطار عريضة اتهام رسمية، أشارت الشرطة إلى قدري باعتباره المتهم الرئيسي في قتل سلمان تيسير. وكان محققو الشرطة قد درسوا من قبل احتمالية أن يكون اغتيال تيسير جزءا من مؤامرة أكبر. وفي خضم ذلك، احتجزت الشرطة أكثر من 38 من رجال الأمن من مختلف الرتب، وعددا من المشتبه فيهم من أجزاء مختلفة من البلاد.

إلا أن مذكرة الاتهام الرسمية التي عرضت على المحكمة لم تذكر أي مؤامرة، وإنما اكتفت بالإشارة إلى قدري باعتباره قاتل حاكم الإقليم.

خارج سجن أديالا في روالبندي الذي جرت داخله المحاكمة، احتشد عدد كبير من النشطاء التابعين لمنظمات دينية، وأخذوا يرددون هتاف «الله أكبر» ويتلون آيات من القرآن. كما رفعوا شعارات مؤيدة لقدري. وأخبر شوجا رحمن، محامي قدري، مسؤولين إعلاميين أن موكله محتجز في حبس انفرادي، وهو نوع من التعذيب. إلا أن الحكومة، نفت من جانبها، تعرض المتهم لأي نمط من أنماط التعذيب أثناء التحقيق. في تلك الأثناء، أشار محققو الشرطة إلى أنهم يواجهون صعوبة في التحقيق حول المؤامرة وراء قتل الحاكم نظرا لإصدار محكمة باكستانية أمرا بإخلاء سبيل اثنين من رجال الدين مقابل كفالة، وهما: مفتي حنيف قرشي، وقاري امتياز شاه، وهما مشتبه فيهما بتحريض قدري على قتل الحاكم.

إلى ذلك، أعلن مسؤولون باكستانيون أن 13 متمردا على الأقل قتلوا أول من أمس في 3 هجمات شنتها طائرات أميركية من دون طيار على منطقة وزيرستان الشمالية القبلية على الحدود مع أفغانستان. وفي اليوم نفسه نظمت مظاهرات في بيشاور (شمال غربي) شارك فيها أكثر من 10 آلاف ناشط من حزب الجماعة الإسلامية، بحسب الشرطة، احتجاجا على قيام طائرات من دون طيار بشن غارات. وقطع ناشطو حزب الجماعة الإسلامية، أكبر حزب إسلامي باكستاني، أكبر شوارع المدينة ونظموا اعتصاما دام 6 ساعات أمام البرلمان في ولاية خيبر بختونخوا. وأطلق المتظاهرون شعارات مناهضة للولايات المتحدة ورفعوا لافتات كتب عليها «الموت لأميركا»، و«أوقفوا هجمات الطائرات من دون طيار على باكستان»، و«لا للتدخل الأميركي في باكستان». وكتب على لافتة أخرى «اسمع يا (باراك) أوباما، لا تقتل مسلمين أبرياء». وفي مدينة مير علي في وزيرستان الشمالية حيث بقيت الأسواق مغلقة، أول من أمس، تظاهر 1800 من أفراد القبائل احتجاجا على الغارات الأميركية، بحسب شهود عيان.

ولم تسجل حركة سير على الطريق المزدحم عادة بين بانو وميرانشاه الذي يمر عبر مير علي.