كربلاء: هجمات بـ3 سيارات مفخخة توقع أكثر من 160 قتيلا وجريحا

مقتل ضابط كبير برئاسة الوزراء.. ونجاة محافظ صلاح الدين من الاغتيال

رجل وامرأة ينقلان سيدة أصيبت بانفجار سيارة مفخخة في كربلاء أمس (رويترز)
TT

للمرة الثانية في خمسة أيام انفجرت أمس 3 سيارات مفخخة قرب كربلاء مستهدفة الزوار الشيعة المشاركين في إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين رغم الإجراءات الأمنية المشددة، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا وجرح 150 آخرين، بحسب مصادر رسمية، في حين نجا محافظ صلاح الدين من محاولة اغتيال ولقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في أعمال عنف أخرى.

وقال نصيف جاسم، نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء، إن «ما لا يقل عن 12 شخصا قتلوا وأصيب 150 آخرون بانفجار ثلاث سيارات» قرب كربلاء. وأضاف أن «ثلاث سيارات مفخخة انفجرت اثنتان منها داخل مرأب في منطقة الإبراهيمية» على بعد عشرين كلم شرق كربلاء عند الساعة الثامنة والنصف. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أن السيارة الثالثة انفجرت في ناحية الهندية (23 كلم شرق كربلاء) بعد نصف ساعة. وكانت مصادر أمنية أشارت إلى وقوع انفجار آخر في الهندية إلا أن مسؤولين محليين نفوا ذلك.

وقتل ما لا يقل عن 45 شخصا وأصيب عشرات آخرون بجروح بانفجار سيارات في محيط كربلاء الخميس الماضي.

وقال مدير عام دائرة الصحة في محافظة كربلاء علاء حمودي بدير إن «انفجار السيارتين في الإبراهيمية أسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرين بجروح، في حين قتل 11 شخصا وأصيب 130 آخرون بجروح بانفجار سيارة في الهندية». وكان الطبيب ليث شريفي من دائرة الصحة في محافظة كربلاء أعلن في وقت سابق أن «عشرة أشخاص قتلوا وأصيب نحو خمسين آخرين بجروح» بانفجار سيارة مفخخة شرق كربلاء. وأوضح أن «بين القتلى ثلاث نساء وطفلين وبين الجرحى 15 امرأة وخمسة أطفال». بدورها، أعلنت مصادر طبية في مستشفى الحلة، كبرى مدن محافظة بابل (100 كلم جنوب بغداد)، أن المستشفى استقبل ثلاثين جريحا بينهم عشرة أصيبوا بجروح بالغة، مشيرة إلى وجود ست نساء وأربعة أطفال بين الجرحى.

لكن إفادات شهود عيان تترك انطباعا بأن حصيلة انفجاري الإبراهيمية كانت أكبر. وقال جاسم عبد الزهرة (32 عاما) القادم من محافظة واسط وأصيب في انفجاري منطقة الإبراهيمية «كنت في المرأب بانتظار أقربائي وأصدقائي وسط حشود الزوار من النساء والأطفال عندما وقع انفجار هائل وأصبت بذراعي». وأضاف «شاهدت عددا كبيرا من الضحايا من جرحى وقتلى سقطوا جراء الانفجار قبل أن ينقلني عدد من الزوار إلى الإسعاف».

من جهته، قال عبد الحر سوادي (24 عاما) القادم من الحلة وأصيب برأسه جراء الانفجار في ناحية الهندية، إن «سيارة مفخخة متوقفة انفجرت أمامي فغبت عن الوعي لأرتطم بالأرض ومن ثم وجدت نفسي على السرير في المستشفى».

وبدأ ملايين الشيعة من جميع أنحاء العراق بالتوجه منذ أيام عدة إلى كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) للمشاركة في إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين التي تصادف أمس (الاثنين). وعادة ما تستهدف المجموعات المسلحة المواكب الشيعية، لكن الكثير من الزوار بدوا مصرين على موقفهم رغم التهديد، حسبما أفادت به وكالة «رويترز». وقالت فاطمة مدلول (40 عاما) وهي من الناصرية وكانت تحمل راية خضراء «سنستمر بأداء الشعائر الحسينية وزيارة كربلاء على الرغم من التفجيرات إلى أن يمل أعداء السلام الذين ينفذون هذه التفجيرات». وأضافت «بقدومنا إلى كربلاء سوف نبعث برسالة لهم.. كلما ازدادت التفجيرات زدنا إصرارا على مواصلة الطريق وتحدي أعداء العراق».

إلى ذلك، نجا محافظ صلاح الدين من محاولة اغتيال في تكريت (180 كلم شمال بغداد). وقال ضابط في الشرطة، طلب عدم كشف هويته، إن «المحافظ أحمد عبد الله عبد نجا من محاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه صباحا». وأضاف أن «الانفجار وقع في حي القادسية عندما كان في طريقه إلى عمله»، مؤكدا «نجاة المحافظ وإصابة اثنين من حراسه بجروح».

وفي كركوك (255 كلم شمال بغداد)، أعلن مصدر في الشرطة مقتل اثنين من عناصر الصحوة بينهم مسؤول بهجوم مسلح جنوب المدينة. وأوضح أن «مسلحين مجهولين اغتالوا اثنين من الصحوة بينهم القيادي كاطع سعد العبيدي عند قرية الحميرة (45 كلم جنوب) كركوك»، مشيرا إلى أن الحادث وقع فجر أمس.

وفي بغداد، قتل ضابط برتبة عميد يعمل في مجلس الوزراء، وفقا لمصدر في وزارة الداخلية. وقال المصدر إن «انفجار عبوة ناسفة قرب منزل العميد ثامر حسن صالح أدى إلى مقتله وإصابة أحد عناصر جهاز المخابرات بجروح». وأوضح أن «الانفجار وقع صباحا في منطقة الغزالية (غرب)». كما أصيب ثمانية أشخاص بجروح بانفجار عبوة ناسفة عند محطة للوقود في منطقة الشعلة (شمال غرب)، وفقا للمصدر.